الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تعاون البيت والمدرسة

29 نوفمبر 2009 01:01
البيت هو البيئة الاجتماعية الأولى للطفل، التي يتعلم فيها الكثير من الخبرات التي تساعده على التكيف مع المجتمع الأكبر، ويلعب الآباء والأمهات دوراً كبيراً وأساسياً في تربية وتنشئة أبنائهم خلال السنوات الست الأولى من أعمارهم حيث ينتقل الأبناء إلى المدرسة التي تعتبر المرحلة الوسطى في حياتهم، والتي هي صورة مصغرة للمجتمع الكبير الخالي من الشوائب، حيث يكتسب الأبناء خلال مكوثهم في المدرسة الخبرات الحياتية التي تؤهلهم لممارسة عملهم في المجتمع الكبير على الوجه الأكمل. ومن هذا المنطلق نستطيع أن نؤكد أن الدور الذي قام ويقوم به البيت تجاه الأبناء لا يمكن فصله عن دور المدرسة بهذا الخصوص، فكلاهما يكمل بعضه بعضاً. ويستطيع الآباء والأمهات تقديم مساعدة قيمة للمدرسة في عملها التربوي بما يملكونه من الخبرات والتجارب التي اكتسبوها بتربية أبنائهم، كما يمكنهم الحصول على المزيد من الخبرات من المدرسة، وخاصة من المعلمين المتخصصين في معالجة المشكلات السلوكية للأطفال والمراهقين. وبناء على ذلك فعلى المدرسة أن تهتم بالتواصل المستمر مع أولياء أمور التلاميذ سواء كان ذلك عن طريق مجالس الآباء أو الأمهات والمعلمين الدورية، والمنتظمة، وكذلك الاتصالات الشخصية المستمرة، والاتصالات الهاتفية، وإرسال الرسائل لكي يكون الآباء والأمهات على صلة وثيقة بأحوال أبنائهم في المدرسة من الناحيتين السلوكية والدراسية ولكي يعملوا مع إدارة ومعلمي المدرسة، يداً بيد، على ذليل كل المصاعب التي تجابههم. وهو ما يمكن أن يقدم للمدرسة معلومات مهمة وضرورية تساعدها على تفهم أحوال التلاميذ في البيت، وما يعانونه من مشكلات ومصاعب، وتأثيراتها على سلوك الأبناء، والوسائل الكفيلة بمعالجة السلوك المنحرف لديهم فلا يكفي للمعلم أن يتعرف على أحوال تلاميذه في المدرسة فقط، وإنما ينبغي التعرف على الظروف التي يعيشها التلميذ في البيت لكي يكوّن له صورة واضحة عن المشكلات التي يعاني منها داخل أسرته مما يسهّل عليه فهم الأسباب المؤدية للسلوك المنحرف لدى العديد من التلاميذ، وبالتالي إمكانية مجابهة تلك الانحرافات والتغلب عليها بأقل ما يمكن من الجهود والتضحيات. ثمة تكامل وتلازم تجسده المدرسة بالتعاون مع البيت، حيث لا يمكن لأحدهما أن يحل محل الآخر، لكن من الممكن، بل من الضروري، أن يسعى كل منهما لسد الفراغ الذي يتركه رديفه، هكذا بالتعاون المثمر تكون النتيجة مثمرة للأطفال الذين هم الغاية والمرتجى. خلفان علي الكندي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©