ماركات ومناسبات

بمناسبة الأعياد والمناسبات الأخرى ينشغل الناس بالتسوق والتجهيز لسد حاجياتهم من كسوة العيد· وتجد النساء في هذه المناسبات يبحثن عن كل ما هو جديد في عالم الأزياء والعطور والماكياج والأحذية الجلدية منها وغيرها· وتجد الأزواج منهمكين ومهمومين في التفكير لإيجاد الوسيلة لسد هذا الكم الهائل من السيولة المالية لزوجاتهم وبناتهم وشغالاتهم وبنات جيرانهم فهؤلاء يدخلون أيضاً في قائمة وتصنيف العائلة، والبنوك مشغولة في صرف القروض ''الديون للرجال'' الذين لا يجدون طريقاً وباباً أسهل من البنوك ليلجأوا إليها والتجار وأصحاب المحال التجارية يتبارون ليكسبوا الزبائن ويرضوا جميع الفئات في توريد أرقى ''الماركات'' من الأزياء الرجالية والنسائية· ومع هذا الجهد المحموم، تبدأ بورصة الأسعار في الارتفاع لتفريغ ما في الجيوب دون رحمة أو مراعاة لأصحاب الدخول المحدودة الذين يقعون تحت ضغط طلبات الأطفال وأم العيال· والأمر الذي يندهش له المرء في ظل موجات الغلاء المتتابعة، أن المستهلكين يقبلون على الشراء ويتبارون هم أيضاً في البحث عن ''الماركات''، وفي الغالب تكون هذه ''الماركات'' الغالية ''غير صحيحة'' في معظمها ''تقليد''، ولو أخذنا خمس ثوان من وقتنا وقرأنا ما هو مكتوب سنجد بلد الصنع الأصلي لنكتشف أن القطعة ''الجوهرية'' التي يزعم البائع أنها من أرقى ''الماركات'' ليست إلا من شرق آسيا، وأن ذلك المصمم لا يمت لتلك السلعة لا من بعيد ولا قريب بأي صلة، والغريب في الأمر أن ''الزبون'' يدفع وهو يبتسم لـ''صاحبنا''، وهو منشرح الأسارير· سلطان المزروعي أبوظبي