الأربعاء 8 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«مجموعة الثماني» تخصص خمسة مليارات دولار لصحة الأم والطفل

«مجموعة الثماني» تخصص خمسة مليارات دولار لصحة الأم والطفل
26 يونيو 2010 22:11
تعهد قادة “مجموعة الثماني” المجتمعون في كندا بالمساهمة بنحو 5 مليارات دولار لتعزيز صحة الأم والطفل في الدول النامية، فيما سعت الدول الثماني الأكثر ثراء للتخفيف من شأن الخلافات في وجهات النظر بينها، حول افضل السبل للحفاط على استمرار الانتعاش الاقتصادي المسجل حديثاً والذي لا يزال هشاً. الخلاف الأميركي - الأوروبي وهيمنت على قمة “مجموعة الثماني” التي عقدت في مدينة هانتسفيل الكندية الساحلية المحاولات لرأب الصدع بين أميركا وأوروبا بشأن خطط التقشف. وبادر الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الضغط على الأوروبيين قبل انطلاق القمة السنوية لمجموعة الثماني، داعياً إياهم إلى العمل معاً لتفادي أزمة اقتصادية جديدة. كما ناشد وزير خزانته تيموثي جايتنر أوروبا أن “تختار تطبيق اصلاحات وسياسات من شأنها أن تؤدي إلى معدلات نمو أكبر في المستقبل”. وحذر جايتنر من أن العالم “لا يمكن أن يستمر في الاعتماد على الولايات المتحدة كما في الماضي”، في وقت تم فيه تخفيض أرقام النمو الأميركي خلال الربع الأول من العام الحالي. الأوروبيون من جهتهم سعوا للدفاع عن مواقفهم، فأكدوا أن سياسات التقشف التي أقرت في الأشهر الماضية في دول مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا، لا تضر بالانتعاش الاقتصادي. كما حرصوا على تأكيد عدم قيام أي سجال بين الدول الثماني الأكثر ثراء عشية القمة التي ستجمعها مع الدول الناشئة الكبرى الـ12 في إطار مجموعة العشرين. وقالت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، بعد انتهاء جلسة العمل الاولى، إن قادة مجموعة الثماني أظهروا “تفاهماً متبادلاً”، نافية قيام أي جدل بينهم خلال مناقشاتهم الأولى حول الاقتصاد العالمي. غير أنها أكدت في الوقت نفسه صحة خياراتها على صعيد التقشف في النفقات وقالت “حان الوقت لخفض العجز في الميزانيات”، مضيفة “أننا بحاجة إلى نمو لا يقوم على الديون بل على أسس فعلية”. كذلك أكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عدم وجود خلافات في وجهات النظر بين الولايات المتحدة وأوروبا حول الاستراتيجية الواجب اتباعها لصيانة الانتعاش الاقتصادي العالمي. وقال “الخطر بالنسبة لنا، والأميركيون وسواهم يقرون بذلك، يكمن في عدم التحرك” لخفض العجز المالي، مضيفاً “اعتقد أن مجموعة الثماني ستخلص إلى أن الدول التي تواجه أسوأ المشكلات عليها أن تسرع تحركها، وهو ما قمنا به”. وادلى مسؤول اميركي بتصريحات مماثلة، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة لا ترى تناقضاً بين خفض العجز، على المدى المتوسط، ودعم النمو. واقيمت مأدبة غداء مغلقة في هانتسفيل المنتجع الواقع وسط الغابة في اونتاريو ضمت إلى المضيف رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، كلا من الرؤساء الأميركي باراك اوباما والروسي ديمتري مدفيديف والفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة انجيلا ميركل ورؤساء الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني والياباني ناوتو كان والبريطاني ديفيد كاميرون. وبعد ذلك قام رؤساء الدول والحكومات بنزهة عند ضفاف بحيرة مجاورة قبل التقاط الصورة التقليدية التي تجمعهم. «مبادرة موسكوكا» وأعلن عدد من قادة مجموعة الثماني عن مساهمات تصل قيمتها الاجمالية الى خمسة مليارات دولار تخصص لتعزيز صحة الام والطفل في الدول النامية. ودعمت أوتاوا بقوة تشكيل هذا الصندوق الذي اطلق عليه اسم “مبادرة موسكوكا” تيمنا بالمنطقة الكندية التي تعقد فيها قمة مجموعة الثماني، غير أن عدة منظمات غير حكومية نددت على الفور بالمبلغ الذي خصص له. وقال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر خلال مؤتمر صحفي إن “المثال الذي أعطاه قادة مجموعة الثماني اجتذب هبات ومساهمات من دول اخرى (لا تنتمي إلى مجموعات الثماني) وجمعيات تفوق قيمتها 2,3 مليار، ما يرفع القيمة الاجمالية إلى 7,3 مليار”. وشكر مساهمي مجموعة الثماني وكذلك هولندا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وسويسرا ومؤسسة جيتس. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما تعهد بالمساهمة بأكثر من 1,3 مليار دولار في مكافحة الوفيات بين الأطفال، كما سيطلب من الكونجرس الموافقة على تخصيص 1,346 مليار دولار على سنتين (2010-2011) لـ”مبادرة موسكوكا”. وشدد رئيس الوزراء الكندي على ضرورة “الالتزام معاً حتى نضمن آلا تعاني النساء في الدول النامية بعد الآن وألا يقضين أثناء الحمل أو الولادة”. وستقدم كندا 2,75 مليار دولار على مدى خمس سنوات. وقد اوضح مكتب هاربر أن هذا المبلغ يتضمن المساعدة الأساسية بقيمة 1,75 مليار التي سبق واقرت للسنوات الخمس المقبلة، إضافة إلى زيادة بمقدار مليار دولار. ووعدت مؤسسة “بيل وميليندا جيتس” بتقديم 1,5 مليار دولار. أما روسيا، فتعهدت بتقديم 75 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات، وفق ما أعلن المسؤول في الوفد الروسي اركادي دفوركوفيتش، فيما أوردت أوساط الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أن فرنسا ستعلن قيمة مساهمتها لاحقاً. ورغم اهمية مشاركتها التي تمثل خمس إجمالي مساهمة مجموعة الثماني، الا أن كندا أثارت على الفور انتقادات. وقال جيوم غروسو المسؤول في منظمة “وان” الإنسانية ساخراً إن “كندا نجحت في ايجاد ما لا يقل عن 1,1 مليار دولار سيتم انفاقها على أمن مجموعة الثماني ومجموعة العشرين خلال أسبوع، و1,1 مليار دولار أخرى تنفقها في خمس سنوات على الصحة في الدول الفقيرة”. وتهدف “مبادرة موسكوكا” إلى تسريع التقدم في اتجاه تحقيق “الاهداف الانمائية للألفية” التي يفترض التوصل إليها بحلول عام 2015 بحسب برنامج الأمم المتحدة الانمائي. وقبل خمس سنوات من انتهاء المهلة المقررة، أعلن برنامج الأمم المتحدة الانمائي في مطلع الأسبوع الماضي في فيينا عن تأخير في تحقيق هدف خفض معدل الوفيات بين الاطفال بالرغم من احراز بعض التقدم. وقد تراجع هذا المعدل بنسبة 28% بين 1990 و2008 ليصل إلى 72 وفاة لكل ألف ولادة، في حين يقضي الهدف المحدد بتراجع بنسبة 66% بين 1990 و2015. وقد توفي 8,8 مليون طفل قبل بلوغ الخامسة من العمر عام 2008. أما بالنسبة لصحة الأم، فما زال يتحتم خفض الوفيات أثناء الحمل بنسبة 5,5% لتحقيق الهدف القاضي بخفض المعدل بنسبة 75% عن 1990. وأوضح البيت الأبيض أن “مبادرة موسكوكا” تهدف إلى تخطي هذا التأخير، مع التشديد خصوصاً على “تحسين صحة الأم والرضيع والطفل”. ويستبعد بعض الخبراء تحقيق أهداف أخرى من “اهداف الالفية” ولا سيما منها خفض عدد الأشخاص الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم بمعدل النصف بين 1990 و2015.
المصدر: هانتسفيل
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©