السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء: الاهتمام بالعلم مطلب شرعي في القرآن والسُنة

علماء: الاهتمام بالعلم مطلب شرعي في القرآن والسُنة
1 مايو 2014 20:25
حسام محمد (القاهرة) حذَّر علماء الدين وخبراء الاقتصاد من هجرة العقول العربية للخارج بسبب قلَّة الإمكانات والتعقيدات التي يتعرَّضون لها في بلادهم، في ظل الإغراءات المالية والمعنوية الكبيرة التي تقدمها لهم دول غربية، مؤكدين أن ظاهرة هجرة الكفاءات والعلماء من الدول العربية إلى الخارج من الظواهر المؤثرة على تطور الأمم، وتتمثل أهم الآثار السلبية في حرمان هذه المجتمعات من الاستفادة من خبرات ومؤهلات هذه الكفاءات في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. خطورة كبيرة الدكتور حمدي عبدالعظيم العميد الأسبق لأكاديمية السادات للعلوم الإدارية وخبير الاقتصاد الإسلامي يرى ضرورة الاعتراف أن هجرة العقول المتميزة من علماء وفنيين مهرة هي ظاهرة عالمية، وليست مقصورة على العلماء العرب فقط، فهُناك هجرة للعقول المتميزة من الهند، وباكستان، والصين، واليابان، وبعض الدول الأفريقية، ولكن اتجاهها دائماً من الدول النامية إلى دول الغرب، وفي الوقت الذي التفتت فيه الدول النامية غير العربية إلى الظاهرة، فإن الدول العربية ما زالت تتجاهلها رغم خطورتها الكبيرة، فهي تؤدي إلى حرمان الوطن العربي من الاستفادة من الخبرات والمؤهلات العلمية المختلفة، بالإضافة إلى الخسائر المالية والاقتصادية الضخمة التي تتحملها بلدانهم جراء استمرار هذه الظاهرة، ومن تلك الخسائر والمخاطر التي تجلبها هجرة العقول العربية إهدار الأموال الطائلة على الطلبة الذين نالوا هذه الكفاءات المتقدمة، حيث تتحمل دولهم مصروفات تعليمهم في أغلب الأحيان، وهكذا، فإن رأس المال الذي تنفقه الدول العربية على علمائها الذين يهاجرون إلى الغرب، ويستقرون هُناك يمثل خسارة كبيرة وضخمة للاقتصاد العربي. الموارد البشرية ويرى الدكتور أحمد عمر هاشم الرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن مواجهة هذه المشكلة تتطلَّب من الأمة العربية التضافر، بحيث تستفيد المجتمعات التي تتوافر فيها القوى البشرية، ولكنها تعاني الفقر من المجتمعات التي تعاني قلة الموارد البشرية، ولكنها تتمتع بالثروة والمال، ومن الممكن إنشاء هيئة عربية فاعلة تنحصر مهمتها في التنقيب عن الباحثين والكوادر العلمية النادرة في مجال تخصصاتها على أن تقوم تلك الهيئة بتهيئة مناخ البحث العملي لتلك الكوادر. وقال إن الصين لم تكن لتنهض وتنمو لولا عودة الكفاءات العلمية المهاجرة من العلماء والفنيين الصينيين المؤهلين تأهيلاً عالياً ،والذين غادروا الصين في أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية متردية، وبعد عودتهم من الغرب بالخبرات والمهارات اسهموا في بناء ونهضة الصين صناعياً وتربوياً حتى احتلت مكانة مرموقة. نظام تعليمي أما الدكتور محمد رأفت عثمان أستاذ الشريعة وعضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، فيرى أن سبب تطور المجتمعات، وتقدمها يرجع إلى وجود نظام تعليمي جيد قادر على توفير كوادر علمية في كافة التخصصات، ما يساعد على النمو الاجتماعي والاقتصادي، وفي ظل الاقتصاد المتهاوي لكثير من الدول الإسلامية، فإن الإنفاق على التعليم يأتي في مستويات متأخرة إلى حد ما وهو ما يجعل أصحاب العقول يلجؤون إلى الهجرة بحثاً عن العلم، وهُناك تختطفهم المعامل الغربية وتقدم لهم الإغراءات التي تمنعهم من العودة إلى بلدانهم الإسلامية. ويضيف: لا مانع من الاستفادة من نظام الوقف في الإسلام، بحيث يوقف الأثرياء جزء من ممتلكاتهم يصرف من ريعها على مؤسسات التعليم الدعوي والفني والتقني، ما يعود بالنفع على مؤسساتهم وعلى المجتمع بصفة عامة، فلا بد أن يعي الجميع أن نهضة الوطن وتقدمه وازدهاره وحماية مكتسباته الحضارية من المطالب الإسلامية، وتتمثل تلك النهضة في حماية عقولنا وعدم تركها نهبا للإغراءات. وأكد أن العلم والمعرفة هما مفتاح التقدم والازدهار، ولذلك كانت عناية ديننا الحنيف بالعلم والمعرفة كبيرة، وجاء في القرآن الكريم قوله تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)، وقوله سبحانه (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)، ومما جاء في السنة المطهرة قول النبي صلى الله عليه وسلم: «من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له طريقاً إلى الجنة». البحث العلمي أما الدكتورة عفاف النجار العميد الأسبق لكلية الدراسات الإسلامية بالأزهر، فتقول إن الكفاءات والعقول النابغة في عالمنا الإسلامي لا تجد من يحتضنها أو يساعدها على إثبات كفاءتها، بل هناك من يحاول عرقلة قدرتها أو التقليل من شأنها نظراً للمحسوبية أو لمجرد الغيرة، وهذا متفشٍ في كل بلادنا العربية رغم أن هناك دولاً عربية تهتم بالعلم. وقالت: كل مجتمعاتنا بلا استثناء تعانى ضعف الاهتمام بالبحث العلمي، وهذا مخالف تماماً لأوامر الله عز وجل، حيث أمرنا بالاهتمام بالعلم والعلماء فيقول - جل شأنه - «قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون»، ولذلك، فلا يستوي العالم والجاهل، ولا يستوي كذلك الذي يعمل بجد واجتهاد مع المتكاسل، وينبغي أن يكون هذا منهجنا، ولكن هذه مخالفة صريحة، فالبحث العلمي لا يجد أدنى اهتمام في البلدان العربية، فضلاً عن ضعف الموارد المالية للعلماء الذي يجعلهم يلهثون وراء لقمة العيش وتوفير احتياجاتهم الخاصة وأسرهم منشغلين بها عن العلم الذي من المفترض أن يتفرغوا له لينهض به مستوى أمتهم، كما أنه ليس هُناك إعطاء لكل ذي حق حقه، فكل من يثبت كفاءة يلزم أن نمد له يد العون من مؤسسته ومن المجتمع بأسره.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©