الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بلطية العايمة اسم تجاري لفيلم إنساني متكامل

بلطية العايمة اسم تجاري لفيلم إنساني متكامل
29 يناير 2009 03:40
أُشعل الفيلم السينمائي المصري ''بلطية العايمة'' الذي شارك في المسابقة العربية بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي الثاني والثلاثين جدلا واسعا حتى قبل عرضه بالمهرجان لما يحمله من أسماء بما في ذلك عنوان الفيلم نفسه وأسماء صناعه باعتبارهم رموز السينما التجارية في مصر ابتداء من المؤلف والسيناريست بلال فضل والمخرج علي رجب والمنتج احمد السبكي والفنانة عبلة كامل التي تصدر اسمها أفيشات العديد من الافلام الكوميدية التي غلبت عليها صفة تجارية مثل ''اللمبي'' و''كلم ماما'' و''خالتي فرنسا'' و''عودة الندلة''· وقد حقق فيلم ''بلطية العايمة'' مفاجأة مزدوجة عند عرضه في المهرجان حيث جاء مخالفا لكل التوقعات بل وينتمي الى نوعية سينما المشاعر والتفاصيل كما يتضمن الكثير من العناصر التي تجعله ينافس بقوة وأبرزها الصورة والسيناريو والحوار· تميز المخرج علي رجب في اختياره لكادراته ومواقع التصوير الساحرة وجميع الممثلين الى جانب براعة النجمة عبلة كامل وصدقها المعتاد في أدء السهل الممتنع· وقد غابت النجمة عبلة كامل البطلة الرئيسية للفيلم عن الندوة التي أعقبت العرض وحضرها المخرج علي رجب والسيناريست بلال فضل ومن النجوم المشاركين بالفيلم مي كساب وادوارد وسعيد طرابيك وعلاء مرسى وايمان البحر درويش الذي شارك بصوته في أغنية ضمن مشاهد النهاية· عن البسطاء وشهدت الندوة إشادة بالمستوى الفني وأعرب جمهور النقاد والصحفيين عن دهشتهم من تحول صناع الفيلم عن الخط الذي اشتهروا بتبنيه فنيا وهو صناعة أفلام ذات صبغة تجارية الى فيلم يمس المشاعر ويتضمن الكثير من المشاهد الميلودرامية المؤثرة الى جانب الصورة السينمائية الساحرة التي قدمها مدير التصوير محسن نصر· ودافع المؤلف بلال فضل عن اعتماده على تيمة مكررة سبق تناولها مرارا في أعمال فنية مثل مسلسله الاخير ''هيما'' وقبله المسلسل الاشهر ''الرايا البيضا'' لمؤلفه اسامة انور عكاشة قائلا: التيمة ليست جديدة ولكنكم تعرفون ان السينما والدراما تعتمد على تيمات محددة والبعض قال إنها 24 وآخرون قالوا 36 وأجمل ما في الفن التفاصيل وهذا ما يحمله الفيلم وهو ما يميزه عن غيره من الاعمال التي دارت حول نفس التيمة بشأن محاولة استيلاء ذوي النفوذ والمال على أملاك البسطاء وطردهم من مساكنهم مقابل حفنة جنيهات وتتصدى لهم ''بلطية'' التي ترفض البيع وتحرض من حولها ليتمسكوا بمنازلهم· وأكد بلال فضل ان الفنانة عبلة كاملة دعمت الفيلم وتفرغت له عامين رفضت خلالهما كل العروض لأي فيلم آخر لأن التصوير كان يتم في أماكن متعددة ومواقع صعبة واستغرق استخراج التصاريح الامنية للتصوير في الشوارع والاماكن الطبيعية وقتا طويلا· وبرر لجوء ''بلطية'' ـ الفنانة عبلة كامل ـ الى البحر عقب كل أزمة تلم بها وتكرار مشاهد السباحة في البحر بأنه جزء من تركيبة الاسكندرانية جميعا لانهم مرتبطون بالبحر في جميع أحوالهم وكثيرا ما تلجأ المرأة السكندرية للاستمتاع بالسباحة في الصباح مشيرا الى انه هو شخصيا كان يعرف ذلك عن والدته التي كانت تعمل مدرسة وتحرص على السباحة مبكرا قبل الذهاب الى عملها· واعترف المؤلف بأن فكرة الفيلم جاءته قبل عامين من تجربة شخصية عايشها مع المخرج علي رجب وهو سكندري ايضا حيث كانت والدة المخرج تعيش بالاسكندرية وترفض مغادرتها وعندما أصابتها أزمة صحية قبيل وفاتها طلبت من قائد سيارة الاسعاف الذي تقلها للمستشفى ان يتوقف بها لحظات لتشاهد البحر وكأنها تودعه· فهي تعيش بجواره لكنها حٌرمت منه بسبب ظروفها الصحية ومن هذا المشهد الواقعي بنى سيناريو الفيلم وأضاف له التفاصيل· وأكد المخرج علي رجب انه قدم فيلما هو والسيناريست بلال فضل عن العالم الذي يحبه وعن البسطاء كما هي العادة في معظم أعمالهما الفنية لأنهما ينتميان الى هذه الشريحة التي تمثل الغالبية من الناس· ونفى تماما ان يكون الفيلم جاء مواكبا للاحتفالات العالمية بمناسبة مرور 60 عاما على الاعلان العالمي لحقوق الانسان· وقال إن توقع البعض ان ينتهي الفيلم عند مشهد إزالة بيت ''بلطية'' بالبلدوزرات خطأ إخراجي· موضحا انه كان من الضروري ان يضع حدا لكل الخطوط الدرامية المفتوحة مثل علاقة ''موجة'' (الفنانة مي كساب) وحبيبها ''قاهر'' (الفنان ادوارد) ورغم انتصار الشر المتمثل في سامي العدل رجل الأعمال ذي النفوذ والسلطة كان لابد ان ينتهي الفيلم بأن ''بلطية'' تملك البحر وقررت ان تعيش هي وأسرتها في البحر· وأكد المنتج احمد السبكي انه قدم العديد من الافلام الجيدة ومنها ''كباريه'' وهو حريص على ان يقدم الكوميديا الهادفة· مواقف شجاعة وتدور أحداث فيلم ''بلطية العايمة'' حول ''بلطية'' ـ عبلة كامل ـ التي تعيش بمنطقة المكس بالاسكندرية في حي عشوائي يضم العديد من المنازل القديمة المتهالكة ولكنها لا تخلو من جمال وفي مسكنها الضيق تعيش معها والدتها المريضة التي لا نراها إلا في مشهد واحد وهي تودع البحر من سيارة الاسعاف وأدته الفنانة نادية عزت ببراعة· و''بلطية'' هي المسؤولة عن والدتها وشقيقتها الصغرى ''موجة'' ـ مي كساب ـ المخطوبة للشاب ''قاهر'' ـ الفنان ادوارد ـ الذي لا يجد عملا دائما وغير قادر على إتمام الزواج· ويهبط أحد رجال الأعمال ''عز بك'' ـ الفنان سامي العدل ـ الى المنطقة ولديه مشروع استثماري ضخم فيجد في منطقة المكس مراده ويخطط للاستيلاء على تلك المنطقة عن طريق إغراء السكان الفقراء بالبيع أو بعض المسؤولين تارة اخرى وتتصدى ''بلطية'' للمشروع وتحذر الاهالي وتتعرض للعديد من المشاكل والظلم والاعتداء بسبب مواقفها الشجاعة ونرى كيف تحاول ان تخلق من بين هذه الظلمة مناطق للفرح لها ولكل من حولها ورغم النهاية الأليمة بهدم منزلها وتشريدهم جميعا دون حتى ان تحصل على مقابل مثل غيرها من الجيران نجدها تقف متماسكة مع باقي عائلتها وتصر على زواج شقيقتها بمن تحبه بعد ان نجحت في إنقاذها من الزواج بصاحب المطعم الثري المعروف عنه انه تاجر مخدرات ـ الفنان ضياء الميرغني ـ لتوكد أنها ستبقى حية وتواصل الانتصار على كل الانكسارات والاحباطات التي تواجهها حتى لو اضطرت إلى ان تقيم في البحر· وتميز الفيلم بالدقة في اختيار مفردات الحوار الذي كتبه بلال فضل بذكاء ونثر به الكثير من الحكم والمأثورات الشعبية المنتقاه والتي جاءت على لسان معظم الشخصيات وتم توظيفها في مشاهد محددة لتعطي تأثيرا يواكب الأداء التمثيلي وحركة الكاميرا مما حقق التناغم بين عناصر الفيلم· كان اختيار فيلم ''بلطية العايمة'' من قبل لجان المشاهدة بمهرجان القاهرة السينمائي الاخير قد واجه أصواتا معارضة من النقاد ودار حوار بين الناقد سمير فريد والسيناريست بلال فضل تساءل فيه الاول عن كيفية وصول ''بلطية'' للمهرجان باعتباره الفيلم التجاري بالمفهوم العلمي للكلمة موضحا ان صناع الفيلم لديهم القدرة على تقديم سينما جاذبة للجمهور في معظم أعمالهم بينما اختيار فيلم مصري للمشاركة في المهرجان كان من الافضل ان يذهب لفيلم يعتمد على جوانب فنية جيدة· وتصدى مؤلف الفيلم للدفاع عن فيلمه مؤكدا انه مختلف ولا يحمل صفة التجاري· وحقق فيلم ''بلطية العايمة'' مفاجأة لكل من شاهده وهو بذلك يعد المفاجأة الثانية للسبكي بعد فيلم ''كباريه'' الذي عرض في الموسم الماضي حيث يعتمد كلا الفيلمين على أسماء حققت شهرة كيبرة في سينما الشباك والإيرادات الضخمة مثل موجة افلام ''اللمبي'' و''اللي بالي بالك'' و''خالتي فرنسا'' و''صايع بحر'' التي اعتمدت على كوميديا الفارس والافيهات اللاذعة وشارك بلال فضل وعلي رجب في جزء منها كما في ''خالتي فرنسا'' و''صايع بحر'' و''كركر'
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©