الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عربة التسوق تحتفل بعيد ميلادها الثمانين بعدما فجرت ثورة في عالم المتاجر

عربة التسوق تحتفل بعيد ميلادها الثمانين بعدما فجرت ثورة في عالم المتاجر
27 يونيو 2017 16:31
تملك رجلَ الأعمال الأميركي سيلفان جولدمان اقتناعٌ بأن فكرته ستكتسح عالم التسوق. فقبل ثمانين عاماً وبالتحديد في الرابع من يونيو 1937 كشف رجل الأعمال جولدمان الذي كان يقيم في مدينة أوكلاهوما سيتي النقاب عن اختراعه للجمهور، وقال جولدمان وهو صاحب سلسلة متاجر السوبر ماركت «هومبتي دومبتي» في إعلان نشر في الصحف «إنها فكرة جديدة، إنها مدهشة». وظهرت في الإعلان امرأة انحنى ظهرها بفعل الإرهاق وهي تحمل سلة مشترياتها، ووعد الإعلان بأن هذا المنظر سيصبح سريعاً من ذكريات الماضي بسبب هذا الاختراع، الذي يتسم ببساطة شديدة وأيضاً بالجاذبية. واليوم لا يكاد يستطيع أحد أن يتخيل وجود متجر لبيع السلع بالتجزئة أو سوبرماركت ليس بداخله سلة لتجميع المشتريات تدفع على عجلات، ولكن في ذلك الزمن تطلب الأمر بعض الوقت لإقناع الزبائن باستخدام هذه المركبة العصرية. ودفع هذا الاختراع عالمة الاجتماع والباحثة في شؤون الأسواق كاثرين جراند كلمنت لأن تعد رسالة دكتوراه حول تاريخ عربات التسوق، وكتبت في رسالتها تقول «لسوء الحظ واكب الفشل تدشين هذا الاختراع». ومن بين المشكلات التي واجهت عربة السلع في بدايتها أن الشباب كانوا يتجنبونها حتى لا يعطوا الانطباع بأنهم من الضعف بحيث لا يستطيعون حمل سلة المشتريات، كما أن النساء بالمثل كن يتحاشين استخدامها لأنها كانت تذكرهن بعربة الأطفال الرضع وبالتالي بدت لهم قديمة الطراز، أما كبار السن فقد أعربوا عن امتنانهم لهذا الاختراع الذي قدم لهم مساعدة مهمة أعفتهم من مشقة حمل المشتريات الثقيلة. غير أن جولدمان لم يثنه الاستقبال الفاتر الذي لقيته عربة السلع في بداية طرحها، وبالتالي لجأ إلى حيلة تسويقية بارعة، فاستأجر عارضات إعلان ليدفعن مجموعة من هذه العربات في أنحاء المتجر ويشجعن الزبائن على محاولة تجربة استخدامها، وسرعان ما انطلقت هذه العربات بالمتاجر وانتشر استخدامها، ودشنت هذه العربة التي انطلقت من أوكلاهوما سيتي بجنوب غربي الولايات المتحدة ثورة في التسوق في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وفي سبتمبر 1937 حضر جولدمان أول اجتماع في مجال المتاجر الكبرى تحت عنوان «مؤتمر السوبرماركت» للترويج لاختراعه، ولكن حتى في هذا الاجتماع لقيت فكرة عربة المتجر مناخاً عدائياً، فقد خشي أصحاب المتاجر من أن تشكل العربة مخاطر في السلامة، وأن يتعرض الأطفال الصغار الذين يجلسون بداخلها للإصابة، ومع ذلك لم يشعر جولدمان بالإحباط وجاء بفكرة جديدة، وهي إنتاج فيلم للإعلان عن اختراعه، وفي هذه المرة أثارت العربة الانتباه وتقدمت المتاجر بطلبات هائلة للحصول عليها، وجمع جولدمان ثروته منها. ومن المؤكد أن المنتج الذي طرحه جولدمان في ذلك الوقت كان يختلف إلى حد كبير عن عربات التسوق الحالية، حيث تم حل مسألة سلامة الأطفال عن طريق تزويدها بمقاعد مثبتة بداخلها، ووصف الكاتب تيري ويسلون في السيرة الذاتية التي كتبها عن جولدمان تحت عنوان «العربة التي غيرت العالم: الحياة المهنية لسيلفان إن. جولدمان»، لحظة إلهام وتفجر الفكرة البارعة المفاجئة في ذهن جولدمان، وكان ذلك في العام 1936 حيث كان جولدمان يجلس في مكتبه يتطلع إلى مقعدين قابلين للطي. وخطرت فكرة فجائية على ذهنه وهي أن يتم دمج المقعدين معا متقابلين، وتزويد أرجلهما بعجل مع وضع سلال المشتريات على المقاعد، واستعان جولدمان بميكانيكي يدعى فرد يانج وبدأ في تنفيذ فكرته، وكانت أول عربة تسوق تظهر نتيجة جهدهما عبارة عن إطار معدني يحمل سلتين مصنوعتين من الأسلاك، وأطلق عليها جولدمان في البداية «حاملة السلة المطوية»، لأن الإلهام جاءه من المقعدين المطويين. ولم تكن الفكرة تهدف فقط إلى راحة الزبائن، وإنما كان جولدمان يأمل أن يتمكن المتسوقون من استخدامها في شراء مزيد من السلع. غير أنه انتهى بها الحال مثل كثير من الاختراعات العظيمة في الغالب، إلى نزاع حول من هو صاحب أول فكرة بشأنها، ويشير بحث جراند كليمنت إلى أنه بحلول منتصف الثلاثينيات من العام الماضي كانت هناك أفكار مماثلة متعددة. ولكن بغض النظر عن هذا النزاع حصل جولدمان عام 1940 على أول براءة اختراع لعربة التسوق، وتم إدخال تحسينات على فكرته خلال الأعوام التالية، واضطر إلى الاعتراف بهزيمته في نزاع على براءة اختراع مع مخترعة أميركية أخرى هي أورلا إي. واتسون حول التصميم الذي ما يزال يستخدم حتى اليوم للباب المتأرجح الخلفي، الذي يسمح لعربات التسوق بأن تتداخل معا بغرض توفير المساحة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©