الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الشيخة فاطمة: اهتمام القيادة بالمواطن أرسى دعائم الإمارات الحضارية في وقت قياسي

الشيخة فاطمة: اهتمام القيادة بالمواطن أرسى دعائم الإمارات الحضارية في وقت قياسي
29 نوفمبر 2009 01:07
أكدت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام في حديث خاص لمجلة “زهرة الخليج” الصادرة أمس أن الأولوية القصوى التي تتعهد بها دولة الإمارات العربية المتحدة أبناءها وبناتها تفسر نجاح دولتنا الحبيبة في غضون ما يقل عن أربعة عقود من عمر الزمن في إرساء نهضة حضارية تتطلب أضعاف هذه الفترة في تجارب غيرنا من الدول. ووجهت سموها التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإخوانه حكام الإمارات بمناسبة الذكرى الـ38 لتأسيس الاتحاد. وأكدت سموها في حديث خاص مع المجلة بمناسبة الذكرى الـ 38 لتأسيس الاتحاد أن “ابنة الإمارات لم تكن يوماً بمنأى عن خطط التنمية وبرامجها”. وقالت سموها: “لقد استطاع الاتحاد منذ انطلاقته وحتى الآن أن ينقل المرأة نقلة حضارية كماً ونوعاً أثارت إعجاب العالم. وهو النجاح الذي يجسد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي أطلق برنامج وخطط التمكين السياسي للمرأة وفتح الآفاق واسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات ومختلف مواقع اتخاذ القرار”. وأضافت سموها: “نحن إذ نستعرض بكل فخر واعتزاز مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة وتلك المكاسب والإنجازات الضخمة التي حققتها المرأة بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، نزداد يقينا يوما بعد يوم واعتزازاً بهذه المسيرة التي بدأت منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه”. وأكدت سموها “إننا على يقين بأن هذا الدور الفاعل والأداء الحافل تحقق في ظل قيادة تؤمن إيماناً كاملاً بأن الاستثمار في بناء الإنسان هو أهم مناحي الاستثمار وأكثرها جدوى على الإطلاق”. وتابعت سموها قائلة: “يكفي دليلاً على ذلك أن ابنة الإمارات منشغلة بممارسة حقوقها وليس بالمطالبة بها وأن مفهوم تمكين المرأة في دولة الإمارات لم يعد مجرد مصطلح أو مفهوم نظري إنما تحول إلى واقع عملي ومشاركة فاعلة من جانب المرأة في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة”. وشددت سموها على أن “الانعزال عن العالم أو الانكفاء على الذات لا يعد خياراً ممكناً ولا مقبولاً ولكن الصحيح هو الانفتاح الواعي على معطيات ومتطلبات وظروف العصر الحديث مع إعمال العقل في اختيار ما يتناسب مع قناعاتنا وبيئتنا”. ورأت سموها أن “الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة يعتبر إسهاماً حقيقياً في تحسين حياة الإنسان على الأرض ومنح الأجيال القادمة فرصاً للحياة في بيئات أفضل”. وقالت: “لقد جاء اختيار أبوظبي لتكون المدينة المضيفة لمقر” الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” ليمثل نجاحا كبيرا يسجل لسياستنا الخارجية بتوجيهات صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله ومتابعة حثيثة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وقد لعبت الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية دورا فعالا في تحقيق هذا الإنجاز العظيم لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وإظهار دورها الريادي على مستوى العالم”. وشددت سموها على أن “دولة الإمارات العربية المتحدة لا تدخر جهدا في سبيل الحفاظ على الاستقرار الأسري وهذا هو ما عهدناه دوما في قيادتنا الرشيدة منذ تأسيس دولة الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971 وحتى يومنا هذا حيث تمت صياغة دستور الإمارات ليتضمن في مواده الأساسية عدة بنود تؤكد هذه الرؤية الداعمة للأسرة”. وأشارت إلى أنه “في ظل هذه الرؤية الحكيمة تواكب الأسرة الإماراتية معطيات العصر الحديث وفق نهج قويم يعتمد أسلوبا انتقائيا واعيا في الموازنة بين رافدي الأصالة والمعاصرة بحيث يجمع بين تعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة من ناحية وبين معطيات العصر الحديث من ناحية أخرى تطبيقا لرؤية القائد الملهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي سعى بإخلاص إلى بلورة رؤى سديدة وقناعات حكيمة من خلال الدولة الاتحادية ومن أهم تلك القناعات تأكيد وتعميق مفهوم الهوية الوطنية لدى أبناء الإمارات وبناتها وذلك لإيمانه بأن القوة الحقيقية للأمم إنما تقاس بمدى عمق ومتانة مفاهيم الانتماء والهوية الوطنية في نفوس أبنائها وبناتها”. وفيما يلي نص حديث سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لزهرة الخليج اليوم الوطني الـ38 زهرة الخليج: في البداية تتشرف “زهرة الخليج” بأن تتوجه إلى سموكم بأسمى آيات التهاني بمناسبة الاحتفال بذكرى مرور 38 عاماً على قيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، في كلمة تتوجهون بها سموكم إلى الأجيال التي لم تشهد قيام الاتحاد، ما هي القناعة التي كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان يهدف إلى تأكيدها من خلال إرساء اتحاد الإمارات؟ الشيخة فاطمة: يسعدني في هذه المناسبة الوطنية الجليلة أن أتوجه بالتهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وإخوانهما أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. كما أتوجه بالتهنئة إلى أبناء وبنات وطننا الحبيب بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لقيام الاتحاد على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، فهو القائد الملهم الذي سعى بإخلاص إلى بلورة رؤى سديدة وقناعات حكيمة من خلال الدولة الاتحادية ومن أهم تلك القناعات تأكيد وتعميق مفهوم الهوية الوطنية لدى أبناء الإمارات وبناتها وذلك لإيمانه بأن القوة الحقيقية للأمم إنما تقاس بمدى عمق ومتانة مفاهيم الانتماء والهوية الوطنية في نفوس أبنائها وبناتها. وقد عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه طوال مسيرة حياته الحافلة بالإنجاز والعطاء على تأصيل مفاهيم الانتماء للوطن بصفتها أساس النهضة الوطنية والمدخل إلى التنمية وقد تضافرت الجهود كافة في خدمة هذا الهدف العظيم، والحقيقة التي نتحدث عنها بزهو وفخر أمام العالم أجمع أن النجاحات الضخمة والإنجازات المشرفة التي يحققها أبناء وبنات الإمارات إنما منبعها فهم ناضج لمعاني الهوية الوطنية وشعور حقيقي بالانتماء إلى وطننا الغالي. المرأة والاتحاد زهرة الخليج: جاء في تصريح سموكم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة “إن النهضة العصرية التي حققتها المرأة في الدولة هي تجسيد للنظرة الحكيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه الذي أعطى المرأة والأسرة الأولوية في مشروعه الطموح لبناء الوطن والإنسان”. كيف تنظرون سموكم الآن إلى حصيلة 38 عاماً من الاستثمار في بناء الإنسان وفي بناء الأسرة والمرأة على وجهة الخصوص، وما هي أهم الإنجازات التي يحق لابنة الإمارات أن تزهو بها في هذا السجل؟ الشيخة فاطمة: إننا اليوم إذ نحتفل بهذه المناسبة الغالية على قلوبنا جميعاً وننظر بعيون ملؤها الفخر والاعتزاز بهذه المسيرة الحافلة بالإنجازات العظيمة التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وحتى يومنا هذا فإننا على يقين بأن هذا الدور الفاعل والأداء الحافل تحقق في ظل قيادة تؤمن إيماناً كاملاً بأن الاستثمار في بناء الإنسان هو أهم نواحي الاستثمار وأكثرها جدوى على الإطلاق، فقد كان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه يؤمن بأن الإنسان في حد ذاته هو القيمة الأساسية والركن الأهم في خطط التنمية كافة وحتى يؤدي الإنسان هذا الدور الفاعل فلا بد أن تتوفر له كل الأدوات اللازمة التي تعينه على أن يصبح رافداً إيجابياً من روافد التنمية. ولا شك أن هذه الأولوية القصوى التي تتعهد بها دولة الإمارات أبناءها وبناتها تفسر نجاح دولتنا الحبيبة في غضون ما يقل عن أربعة عقود من عمر الزمن في إرساء نهضة حضارية تتطلب أضعاف هذه الفترة في تجارب غيرنا من الدول. ومن دواعي سروري أن ابنة الإمارات لم تكن يوماً بمنأى عن خطط التنمية وبرامجها، فقد استطاع الاتحاد منذ انطلاقته وحتى الآن أن ينقل المرأة نقلة حضارية كماً ونوعاً أثارت إعجاب العالم وهو النجاح الذي يجسد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله الذي أطلق برنامج وخطط التمكين السياسي للمرأة وفتح الآفاق واسعة أمامها لتتبوأ أعلى المناصب في جميع المجالات ومختلف مواقع اتخاذ القرار. ويكفي دليلا على ذلك أن ابنة الإمارات منشغلة بممارسة حقوقها لا بالمطالبة بها، وأن مفهوم تمكين المرأة في دولة الإمارات لم يعد مجرد مصطلح أو مفهوم نظري إنما تحول إلى واقع عملي ومشاركة فاعلة من جانب المرأة في مختلف المجالات وعلى المستويات كافة فهي تتقلد 4 حقائب وزارية وتشغل 9 مقاعد برلمانية وتتقلد أرفع المناصب التشريعية والقضائية والتنفيذية والدبلوماسية، وقد أثبتت ابنة الإمارات على الدوام أنها أهل للتكليف والثقة وأنها لا تقل طموحاً ولا مهارة عن الرجل وأن لا مجال للمفاضلة بينهما إلا في الخلق والعمل. الاهتمام بالطاقة المتجددة زهرة الخليج: حققت دولة الإمارات العربية المتحدة نصراً دبلوماسياً كبيراً في الثلاثين من يونيو الماضي تمثل في فوز أبوظبي باستضافة مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “إيرينا” نظراً لجهودها في ميدان الطاقة البديلة تؤهلها لاستضافة هذه المنظمة الدولية. كيف ترون سموكم هذا الإنجاز الكبير وما هي الدلالات التي يحملها وما هو موقع جهود التنمية البيئية ضمن منظوركم الشامل للتنمية المستقبلية؟ الشيخة فاطمة: الاهتمام بمصادر الطاقة المتجددة يعتبر إسهاماً حقيقياً في تحسين حياة الإنسان على الأرض ومنح الأجيال القادمة فرصا للحياة في بيئات أفضل..وقد جاء اختيار أبوظبي لتكون المدينة المضيفة لمقر” الوكالة الدولية للطاقة المتجددة” بعد منافسة قوية مع بلدان متقدمة كألمانيا والنمسا ليمثل نجاحا كبيرا يسجل لسياستنا الخارجية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ومتابعة حثيثة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وقد لعبت الدبلوماسية الإماراتية بقيادة سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية دوراً فعالاً في تحقيق هذا الإنجاز العظيم لتعزيز مكانة دولة الإمارات العربية المتحدة وإظهار دورها الريادي على مستوى العالم في المجالات كافة. وفي هذا الوقت الذي يشهد فيه العالم تحديات بيئية عديدة تتجه أنظار العالم أجمع إلى مصادر الطاقة المتجددة لما لها من مزايا عديدة، فهي عدا عن كونها متجددة ولا يترتب على استخدامها إلحاق أي ضرر بالموارد الطبيعية فإنها أيضا تعد مصادر نظيفة وآمنة ولا يخلف استخدامها أي مشكلات للبيئة كتلك التي يعاني العالم منها الآن مثل الاحتباس الحراري والتلوث البيئي. فالشمس وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة ثروات وهبها الله تعالى للإنسان ويجب علينا العمل على حسن استثمارها والإفادة منها، ويبقى أن تطوير مصادر الطاقة المتجددة ليس مسؤولية دولة بعينها بقدر ما هو مسؤولية الأجيال الشابة التي يتعين عليها الاجتهاد في اكتساب وتبادل المعلومات والمهارات المتعلقة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة. رئاسة منظمة المرأة العربية زهرة الخليج: حظيت منظمة المرأة العربية بشرف رئاسة سموكم لها في دور انعقادها الثالث خلال الفترة 2007 - 2009 وهي الفترة التي حفلت بالأنشطة والمشروعات والمبادرات وبرامج العمل. ما هي أهم الأهداف التي حرصتم سموكم على تحقيقها أثناء رئاستكم للمنظمة؟ وكيف ترون سموكم أداء وعطاء المنظمة؟ وما هي طموحاتكم وآمالكم لها؟ الشيخة فاطمة: إنني على ثقة تامة بأن تولي قرينة الرئيس التونسي السيدة ليلى بن علي رئاسة منظمة المرأة العربية في دورتها الحالية سيشكل إضافة مهمة ومميزة في مسيرة المنظمة لتحقيق مزيد من الإنجازات التي تدعم العمل العربي المشترك وعاملا مهماً في الوصول إلى القرارات والتوصيات التي تعزز أداء المنظمة في مختلف نشاطاتها وذلك لما عرف عن قرينة الرئيس التونسي الأخت السيدة ليلى بن علي من همة عالية وإلمام واسع بقضايا المرأة ورغبة حقيقية في تقدم المرأة ونهوضها داخل منظومة المجتمع العربي. وأنا إذ أقدم لفخامتها التهنئة على رئاستها للمنظمة في دورتها الحالية أؤكد وقوفي والمرأة الإماراتية عامة إلى جانبها وإننا ندعم جهودها الرامية إلى النهوض بالمرأة العربية على المستويات كافة. ولا يفوتني أن أتوجه بالشكر والامتنان إلى أخواتي صاحبات الجلالة والسمو والفخامة السيدات الأول لما لمسته منهن من تعاون جاد وجهد دؤوب خلال الفترة التي تشرفت فيها برئاسة منظمة المرأة العربية في دورتها الثالثة والتي اجتهدنا خلالها في العمل على تفعيل دور منظمة المرأة العربية وتعزيز مكانة المرأة العربية على الصعيدين الإقليمي والدولي. وقد حفلت تلك الفترة بالأنشطة والمشروعات والمبادرات التي تم تنفيذها في إطار برامج العمل السارية أو تلك التي تم استحداثها في إطار برامج عمل جديدة، حيث شهدت انعقاد خمسة اجتماعات للمجموعة القانونية العربية التي تنصب مهمتها على دراسة التشريعات العربية وتقديم توصيات لتطوير هذه التشريعات بما يضمن تحقيق المساواة والعدالة للمرأة وتحسين مكانتها في المجتمع. كما قمنا بمتابعة مراحل وتطورات مشروع الدراسات المسحية الذي يهدف إلى التعرف على البرامج والمشروعات الموجه للمرأة والإنجازات التي حققتها تلك البرامج. وقد تكللت جهودنا بالإنجاز البارز الذي تحقق في المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي شهد إطلاق الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية ومشروع شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر. وتهدف الاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية التي سيتم تطبيقها خلال فترة ست سنوات (2010 - 2015) إلى بناء ثقافة إعلامية إيجابية عن المرأة العربية وأدوارها في المجتمع وتعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي للمؤسسة الإعلامية بما يخدم تقديم رسالة إعلامية تدعم الصورة الإيجابية عن المرأة العربية ومكانتها ودورها في المجتمع. أما شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر التي كنا قد أعلنا عن تبرعنا لإنشائها في المؤتمر الأول لمنظمة المرأة العربية الذي عقد في مملكة البحرين العام 2006 والتي تم تدشينها في فبراير 2007 بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العربية، فتتركز أهدافها في ثلاثة محاور تشمل بناء قاعدة بيانات عن الكفاءات النسائية العربية المهاجرة إضافة إلى توفير خدمة معلوماتية متكاملة للمرأة العربية في بلاد المهجر عن الهيئات والجهات الحيوية المختلفة التي تحتاجها لكي تتيسر إقامتها في بلد استقرارها من ناحية وبما يعينها على استمرار التواصل مع جذورها الثقافية من ناحية أخرى. ويتيح الموقع كذلك مساحة مفتوحة لتواصل السيدات العربيات في بلاد المهجر فيما بينهن لتبادل الخبرات والمشورة والآراء في القضايا التي تهمهن. الاتحاد النسائي العام زهرة الخليج: يعتبر 27 أغسطس من العام 1975 علامة فارقة في مسيرة المرأة الإماراتية، حيث شهد هذا اليوم ميلاد الاتحاد النسائي العام برئاسة كريمة من جانب سموكم، ومنذ ذلك التاريخ نجح الاتحاد في أن يصبح المظلة التي تدعم وتنظم وتوجه جهود الحركات النسائية في الدولة. ما هي أهم أدوار الاتحاد النسائي العام، وما هي أهم المكاسب التي جنتها المرأة الإماراتية والمجتمع ككل من وراء الاستراتيجيات والمشاريع التنموية التي تبناها الاتحاد؟ الشيخة فاطمة: من دواعي سروري أن أسجل باعتزاز نجاح الاتحاد النسائي العام منذ انطلاقته الأولى بدعم وتشجيع من مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات في تسجيل خطوات واسعة وتحقيق إنجازات متميزة على صعيد دعم وتنسيق وتوجيه جهود الحركات النسائية في الدولة، فضلاً عن وضع الخطط والاستراتيجيات التي من شأنها أن تساهم في تمكين المرأة في مختلف المجالات وتبني البرامج والمشاريع الرامية إلى النهوض بالمرأة وضمان مشاركتها في جهود التنمية الوطنية. كما سجل الاتحاد النسائي العام الذي يضم جميع الجمعيات النسائية في الدولة أداء مشرفاً في مجال مد أواصر التعاون مع الاتحادات والجمعيات النسائية الخليجية والعربية والعالمية. فعلى مدار 34 عاماً عمل الاتحاد النسائي العام من خلال أجندة حافلة بالعديد من المشاريع والبرامج التشريعية والتأهيلية والتنموية والتوعوية ترمي جميعها إلى تحسين أوضاع المرأة الإماراتية وتعزيز قدراتها وتأصيل إسهامها في جهود التنمية المستدامة وإزالة أي معوقات قد تعترض مشاركتها الفاعلة في جميع ميادين الحياة العامة. ففي الجانب التشريعي على سبيل المثال لا الحصر، تبنى الاتحاد النسائي دوراً فاعلاً في الحث على إصدار ومراجعة عدد من التشريعات والاتفاقيات المتعلقة بقضايا المرأة والطفل في دولة الإمارات العربية المتحدة من أهمها التعجيل بإصدار قانون الأحوال الشخصية بالدولة إضافة إلى مراجعة واقتراح بعض التعديلات على مسودة مشروع القانون. كما كان للاتحاد النسائي العام جهد واضح في ميدان نشر الوعي بأهمية مشاركة المرأة في ميدان العمل السياسي من خلال عقد وتنظيم المؤتمرات والبرامج المتخصصة في مجال تمكين وتأهيل المرأة الإماراتية للمشاركة السياسية، والتي كان من بينها إطلاق مشروع تعزيز دور البرلمانيات العربيات خلال الفترة ما بين 2004 – 2007 الذي أتاح للمرأة الإماراتية فرصة الاطلاع على التجارب البرلمانية للمرأة في الدول العربية الشقيقة. كما نفذ الاتحاد النسائي العديد من البرامج التي ساهمت في تمكين المرأة الإماراتية وتعزيز دورها مثل مشروع المرأة والتكنولوجيا ومشروع المبادرات الوطنية لإدماج النوع الاجتماعي إلى جانب بصماته الواضحة في ميدان تعزيز استقرار الأسرة الإماراتية من خلال تبني مبادرات مهمة منها على سبيل المثال احتضان الاتحاد النسائي لمكاتب الرؤية. وشملت جهود الاتحاد النسائي النهوض بالمرأة الإماراتية وتمكينها اقتصادياً، حيث أطلق مجموعة من المبادرات والبرامج التدريبية لتنمية المهارات الإدارية والتقنية واللغوية لدى المرأة، إضافة إلى مساعدة خريجات مؤسسات التعليم العالي في الحصول على وظائف مناسبة من خلال مكتب توظيف الخريجات. كما تبوأ الاتحاد النسائي مكانة مرموقة على صعيد المشاركات الخارجية العربية والدولية حيث شارك في جميع المؤتمرات العالمية للمرأة ابتداءً من المؤتمر العالمي الأول للمرأة في المكسيك في العام 1975، كما شارك الاتحاد بفعالية في قمم المرأة العربية منذ قمة التأسيس الأولى التي عقدت في القاهرة في العام 2000 وشارك في مؤتمر المرأة من أجل السلام الذي عقد بمدينة شرم الشيخ في سبتمبر 2002 بهدف إنشاء حركة نسائية دولية تحشد طاقات المرأة وجهودها من أجل صنع السلام العالمي. الشيخة فاطمة: ابنة الإمارات منشغلة بممارسة حقوقها وليس بالمطالبة بها التنمية الأسرية.. علامة فارقة زهرة الخليج: في العشرين من أبريل الماضي قمتم سموكم بالافتتاح الرسمي لمؤسسة التنمية الأسرية وفروعها وهي المؤسسة الفتية التي استطاعت على الرغم من المدى الزمني القصير أن تثبت وجوداً مؤثراً كإحدى الواجهات المشرفة لمسيرة العمل النسائي في الدولة. ما هي الرؤية التي واكبت إنشاء المؤسسة وما هي أهم ركائز عملها؟ وكيف تقيمون سموكم إنجازاتها على الصعيدين النسائي والمجتمعي؟ الشيخة فاطمة: مثلت مؤسسة التنمية الأسرية علامة فارقة في مسيرة العمل النسائي في الدولة من خلال نجاحها في تحقيق إنجازات مهمة ومؤثرة في وقت قياسي وذلك منذ انطلاقها وإعلان بدء نشاطها بتقدير ومباركة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، حيث تكرم سموه بإصدار قرار إنشائها الأمر الذي يعكس اهتمام القيادة الرشيدة بدعم مسيرة العمل النسائي في الدولة وتبني المبادرات الرامية إلى تعزيز حضور المرأة ومشاركتها في مسيرة التنمية كافة. وجاء إنشاء المؤسسة تلبية لرؤية عصرية وشاملة تمثلت في إنشاء مؤسسة ذات اهتمام شامل بالأسرة قادرة على الإفادة من العلوم والتقنيات الحديثة لتوفير سبل الدعم والرعاية لأفراد الأسرة في مختلف النواحي الاجتماعية والثقافية والصحية وغيرها، إضافة إلى قدرتها على رعاية برامج مجتمعية وبيئية ذات طابع نفعي وخدمي فضلاً عن قدرتها على الامتداد الجغرافي بحيث تغطي مظلة فروعها وخدماتها مدى جغرافياً واسعاً، حيث وصل عدد فروع المؤسسة إلى 21 فرعاً تغطي معظم أرجاء أبوظبي. وقد تحددت ركائز عمل المؤسسة في سبعة مبادئ متكاملة بحيث تشمل ضمن مظلتها مختلف شرائح المجتمع وتتمثل هذه المبادئ في تعزيز وحدة الأسرة وترابطها وتماسك أعضائها وتيسير سبل مساهمة المرأة في مشروعات التنمية كافة مع العمل على تنشئة أجيال من الشباب القادر المشاركة الفاعلة مستنداً إلى العلم والثقافة والروح الوطنية والعمل من أجل تحسين جودة الحياة الأسرية للمسنين والسعي الدائم من أجل المحافظة على مجتمع آمن فضلاً عن توفير الضمان المالي عند التقاعد وتحسين مستوى دخل الأسرة وتأمين السلامة الغذائية وإيجاد وعي غذائي صحي وتعزيز النشاط الرياضي. إطلاق تقرير اليونيفيم من أبوظبي زهرة الخليج: جاءت مبادرة صندوق الأمم المتحدة الإنمائي “اليونيفيم” في الأول من أبريل الماضي باختيار مقر الاتحاد النسائي العام لإطلاق التقرير السنوي للصندوق حول تقدم نساء العالم 2008 - 2009 تحت شعار “من يتحمل المسؤولية أمام المرأة..النوع الاجتماعي والمساءلة”. كيف تقرأون سموكم هذه المبادرة؟ وما هي المسؤوليات التي تترتب عليها وكيف يمكن توظيف مثل هذه التقارير في استحداث وتطوير البرامج الداعمة للمرأة محليا وعربيا وعالمياً؟ الشيخة فاطمة: أتوجه بالشكر والتقدير للقائمين على “صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة” على جهودهم في إصدار التقرير السنوي للصندوق من أبوظبي وجاءت استضافة الاتحاد النسائي العام لإطلاق تقرير الـ”يونيفيم” حول تقدم نساء العالم 2008 - 2009 تحت شعار “من يتحمل المسؤولية أمام المرأة .. النوع الاجتماعي والمساءلة” بمثابة تقدير دولي وعالمي للمسيرة الحافلة التي قطعتها دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد دعم وتمكين المرأة وتعزيز دورها وتأهيلها، بحيث تكون قادرة القيام بدور فاعل في جهود التنمية المستدامة. كما يأتي أيضاً كاعتراف عالمي بالمبادرات الإنسانية التي تتبناها دولة الإمارات العربية المتحدة لمد يد العون إلى النساء ضحايا الكوارث والحروب والنزاعات حول العالم وتخفيف وطأة المعاناة عنهن بما في ذلك جهود “صندوق دعم المرأة اللاجئة” التي بادرنا إلى تأسيسه خدمة لقضايا المرأة اللاجئة وتحسين أوضاعها الإنسانية باعتبار أن المرأة تمثل أكثر الشرائح تضرراً من الكوارث والحروب ويقع على كاهلها الجانب الأكبر من تداعياتها. ونحن إذ نؤكد على أهمية التعاون المشترك وتنسيق الجهود بين جميع الأطراف التي تسعى إلى تحسين حياة المرأة والحد من معاناتها فإنه يسعدنا تقديم كل دعم ممكن لتوجهات “يونيفيم” الرامية إلى تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية فيما يخص تمكين المرأة في مختلف أرجاء العالم والحد من وطأة الفقر وتوفير الأمن الغذائي وخفض الوفيات وتحسين سبل الرعاية الصحية والنفسية لها. الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة زهرة الخليج: قمتم سموكم في ديسمبر 2002 بتدشين الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة. وفي مايو 2009، قام الاتحاد النسائي العام تحت رعاية سموكم بعقد لقاء تشاوري عن قضايا المرأة بحضور ممثلات عن الجمعيات النسائية في الدولة وعضوات المجلس الوطني الاتحادي وعدد من الشخصيات النسائية القيادية للوقوف على أهم الاحتياجات المستجدة للمرأة الإماراتية. فإلى أي مدى نجحت الاستراتيجية في تحقيق أهدافها؟ الشيخة فاطمة: لقد نجحت الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات في تحقيق أهدافها التي تمثلت في تعزيز دور المرأة ومشاركتها الإيجابية في جميع ميادين الحياة وتأصيل دورها في التنمية وهو ما نتمنى مواصلته وتطويره من خلال العمل الجاري حاليا على تحديثها وتطوير بنودها في ضوء الاحتياجات المستجدة للمرأة الإماراتية وبما ينسجم مع طموحاتها وتطلعاتها. فقد مثلت الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات لدى تدشينها في 2002 نقلة نوعية ومرحلية في مسيرة النهضة النسائية بدولة الإمارات إذ جعلت ابنة الإمارات أكثر طموحاً وتطلعاً للمشاركة في دفع عجلة التنمية المستدامة بإرادة قوية ورؤية واضحة وآليات عمل فاعلة بما ينسجم مع واقعها حيث ترتكز الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في الإمارات على دستور دولة الإمارات العربية المتحدة الذي يضم العديد من البنود والمواد التي تتضمن حقوقاً عديدة للمرأة في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. كما تولي الاستراتيجية اهتماماً خاصاً للحفاظ على الهوية الوطنية من خلال التأكيد على التمسك بالمضامين الدينية والمجتمعية والحفاظ على معالمها. المرأة الإماراتية وقطاع الأعمال زهرة الخليج: تؤكد الإحصائيات أن ابنة الإمارات حققت أداء نشطا وإسهاما مشرفا في ميدان المال والأعمال حيث يضم مجلس سيدات الأعمال نحو 12 ألف سيدة يدرن 11 ألف مشروع استثماري بإجمالي حجم الاستثمارات يصل إلى نحو 12,5 مليار درهم، في ظل نظرة سموكم إلى مشاركة المرأة باعتبارها رافداً استراتيجياً من روافد التنمية. ما هي توجيهات سموكم إلى بنات الإمارات العاملات في قطاع المال والأعمال خصوصا في ظل التداعيات الاقتصادية الأخيرة التي يشهدها الاقتصاد العالمي؟ الشيخة فاطمة: نحن إذ نستعرض بكل فخر واعتزاز مسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة وتلك المكاسب والإنجازات الضخمة التي حققتها المرأة في دولة الإمارات بفضل دعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله نزداد يقينا يوماً بعد يوم من أن للمرأة دورا مهماً وحيوياً لا غنى عنه في مسيرة التنمية المستدامة. وقد شهدت مشاركة المرأة في جهود التنمية من خلال إسهاماتها الاقتصادية المتنوعة نقلة نوعية وكمية واسعة. ففي الماضي كانت المرأة تحلم بدور فاعل ومشاركة حقيقية في ميدان العمل الاقتصادي ونحن اليوم نتحدث بزهو عن مساحة وقوة وتأثير هذا الدور وهو الإنجاز الذي لم يكن ليتحقق على أرض الواقع إلا بالتوازي مع إقرار التشريعات التي تكفل مشاركة المرأة في ميدان العمل الاقتصادي وفي مقدمتها حق العمل والتملك وإدارة الأعمال والأموال وفي ظل وعي عام متزايد بأهمية مشاركة المرأة وبضرورة إطلاق قدراتها والإفادة من إسهاماتها في مختلف المجالات. إن الإقبال المتزايد على ميدان الأعمال على الرغم من تداعيات الأزمة المالية العالية التي ألقت بتأثيراتها السلبية وتداعياتها على جميع دول العالم هو أكبر دليل على أن اقتصاد الإمارات يتمتع بميزتي الاستقرار والنمو وهو أمر نحمد الله تعالى عليه. ويبقى أن المشاركة في عملية التنمية أياً كان نوع تلك المشاركة أو مجالها إنما هي تعبير عملي عن مشاعر الانتماء الوطني فالإنسان ينخرط في تنمية وطنه بقدر إحساسه بالانتماء إلى هذا الوطن ووفق الحدود والأطر التي يمليها عليه هذا الانتماء. الاستقرار الأسري زهرة الخليج: جاء في كلمة سموكم في حفل افتتاح مؤتمر “عالم في أسرة” الذي نظمته مؤسسة التنمية الأسرية تحت رعاية سموكم في مايو الماضي: “لقد تمت صياغة دستور الإمارات بحيث يكرس رؤية داعمة للأسرة وبفضل هذه الرؤية الحكيمة تواكب دولتنا معطيات العصر الحديث”، في وقت أصبحت فيه مواكبة التحديث والتطوير ضرورة لا خيار. ما هي البوابة الآمنة التي يتعين على الأسرة العربية والمجتمعات العربية ككل أن تعبر من خلالها نحو التحديث والتطوير؟ الشيخة فاطمة: إن دولة الإمارات العربية المتحدة لا تدخر جهداً في سبيل الحفاظ على الاستقرار الأسري وهذا هو ما عهدناه دوماً في قيادتنا الرشيدة منذ تأسيس دولة الاتحاد وحتى يومنا هذا حيث تمت صياغة دستور الإمارات ليتضمن في مواده الأساسية عدة بنود تؤكد هذه الرؤية الداعمة للأسرة. وفي ظل هذه الرؤية الحكيمة تواكب الأسرة الإماراتية معطيات العصر الحديث وفق نهج قويم يعتمد أسلوباً انتقائياً واعياً في الموازنة بين رافدي الأصالة والمعاصرة، بحيث يجمع بين تعاليم ديننا الحنيف وقيمنا الأصيلة من ناحية وبين معطيات العصر الحديث من ناحية أخرى. صحيح أن معترك الحياة الحديثة وتطوراتها الراهنة ترك آثاراً على الكيان الأسري يصعب تجاهلها لأن هذه الآثار والمستجدات أمست تضعنا في مواجهات حاسمة مع كثير من المبادئ والقيم التي تربينا عليها والتي صرنا نراها للأسف وهي تخبو وتضعف داخل بعض الأسر حديثة التكوين حيث أصبح انشغال الآباء يتخذ ذريعة للتقصير في حق الأبناء وانشغال الأبناء ذريعة لعقوق الآباء في حين أن التمسك بالمبادئ والقيم الأصيلة يمثل السبيل الوحيدة والبوابة الآمنة التي يمكن للأسرة والمجتمع ككل العبور من خلالها نحو آفاق أعلى من التحديث والتطوير. ومن المهم في هذا المجال تأكيد أن الانعزال عن العالم أوالانكفاء على الذات لا يعد خياراً ممكناً ولا مقبولاً ولكن الصحيح هو الانفتاح الواعي على معطيات ومتطلبات وظروف العصر الحديث مع إعمال العقل في اختيار ما يتناسب مع قناعاتنا وبيئتنا ضمن لائحة أولويات منطقية تراعي تقديم مصلحة الأسرة على مصلحة الفرد. استراتيجية للطفولة زهرة الخليج: لدى سموكم رؤية استراتيجية ودور بارز على صعيد الاهتمام بقضايا الطفل. وفي شهر يوليو الماضي وتحت رعاية سموكم بدأ الاتحاد النسائي العام بالعمل على إعداد الاستراتيجية الوطنية للطفولة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف”. ما هي أهم ملامح هذه الاستراتيجية وما هي المبادئ التي ترتكز عليها ومن هي الجهات المشاركة في إعدادها وكيف ستتم الإفادة منها في إعداد التشريعات والبرامج الخاصة بالطفل؟ الشيخة فاطمة: يجري حالياً التحضير لإعداد الاستراتيجية الوطنية للطفولة ضمن إطار التعاون بين الاتحاد النسائي العام ومنظمة يونيسيف. وترتكز الاستراتيجية على بنود وتوصيات الخطة العربية للطفولة 2004 - 2015 التي صدرت عن جامعة الدول العربية والتي دعت الدول الأعضاء إلى الاسترشاد بها في تطوير استراتيجياتها وخططها الوطنية للطفولة. وسيتم إعداد بنود هذه الاستراتيجية بحيث تنسجم مع أحكام الشريعة الإسلامية والرؤية العالمية والعربية للطفولة وتعبر عن التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بقضايا الطفولة. وتهدف هذه الاستراتيجية إلى توفير بيئة آمنة تنمي قدرات الأطفال الأمر الذي يستدعي بشكل خاص تطوير التشريعات والسياسات والبرامج التي تعنى بالنواحي الجسدية والعقلية والاجتماعية والانفعالية وذلك لتلبية احتياجات الطفل بشكل شامل، ولضمان تحقيق هذا الغرض سيتم إعداد الاستراتيجية الوطنية للطفولة باتباع المنهج التشاركي متعدد القطاعات وذلك من خلال إشراك جميع المعنيين من أفراد وقطاعات مختلفة عاملة في مجال الطفولة. ومن المنتظر أن تشكل الاستراتيجية إطاراً عاماً يسترشد به صانعو القرار في القطاعات المعنية بالطفولة للبدء بوضع برامج مفصلة لجميع الفئات العمرية تراعي المبادئ الأساسية لحقوق الطفل. قاعدة بيانات الطفولة زهرة الخليج: في شأن الطفل أيضاً تم تحت رعاية سموكم الإعلان في بداية هذا العام عن إطلاق مشروع وطني ضخم يتم تنفيذه تحت مظلة الاتحاد النسائي العام هو مشروع قاعدة بيانات الطفولة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ضمن برنامج العمل المشترك مع “يونيسيف” للأعوام 2008 - 2010. فما هي أهداف هذا المشروع وما هي أهم المؤشرات التي يسعى إلى رصدها وكيف سيتم توظيف حصيلته المعلوماتية لصالح الطفل؟ الشيخة فاطمة: يأتي مشروع قاعدة بيانات الطفولة في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن برنامج العمل المشترك الموقع بين الاتحاد النسائي العام و”يونيسيف” الذي يهدف إلى دعم قضايا الطفولة والعمل على تقديم أفضل خدمات ممكنة للطفل. ويرمي مشروع قادة بيانات الطفولة إلى إيجاد مرجعية رسمية حديثة وموحدة لكل البيانات والمعلومات المتعلقة بالطفولة في الدولة وذلك من خلال جمع بيانات الطفولة كافة من مصادرها الأساسية، تمهيداً لدمجها في قاعدة بيانات واحدة. وستتيح تلك القاعدة المعلوماتية المعتمدة دولياً للجهات المعنية والمهتمة بقضايا الطفولة كافة فرصة رصد ومتابعة المؤشرات التنموية الوطنية ومقارنتها بمثيلاتها العالمية وبالتالي رسم السياسات المناسبة اعتماداً على أسس إحصائية علمية. تمكين الشباب زهرة الخليج: تمثل فئة الشباب على مستوى العالم أجمع تحدياً كبيراً أمام الحكومات في حال عدم تبنيها رؤى استراتيجية قادرة على استيعاب هذه الفئة كماً ونوعاً. وقد استضافت أبوظبي في شهر مارس الماضي تحت رعاية سموكم اجتماع الخبراء المعنيين بتعزيز الإنصاف الاجتماعي من خلال إدماج الشباب في عملية التنمية الذي نظمته اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “الأسكوا”. فما هو الإنجاز الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة على صعيد تمكين الشباب وتعزيزِ دورهم في عملية التنمية؟ الشيخة فاطمة: التزمت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيام الاتحاد بإعداد وتطوير سياسات شاملة ومتكاملة لتمكين الشباب وتعزيز دورهم في مسيرة التنمية وذلك لإيمانها المطلق بأهمية فئة الشباب ودورهم المأمول في دفع عجلة التنمية وبأن الاستثمار الأمثل لهذه الشريحة الحيوية والواعدة إنما يقوم على جهود واعية وسياسات حكيمة قادرة على حسن توجيه تلك الطاقات الشابة. ويأتي التحول الديموغرافي الذي تشهده المنطقة العربية ككل ليعزز هذا الالتزام حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة ملحوظة في أعداد الشباب في الشريحة العمرين بين 15ـ 24 عاماً إذ أصبحوا يمثلون نحو 20 بالمائة من السكان. وهذه الزيادة المطردة على الرغم من وجهها الإيجابي إلا أنها تمثل تحدياً حقيقياً يواجه صانعي القرار لما يترتب عليها من التزامات تجاه هذه الشريحة الحيوية بداية من تعهدهم بالرعاية وحمايتهم من المخاطر والانحرافات السلوكية والفكرية التي تتهددهم في هذه المرحلة العمرية الحاسمة مروراً بمنحهم فرص التعليم التي تلبي طموحاتهم وصولاً إلى فتح المجال أمامهم للتعبير عن آرائهم وتمكينهم من المشاركة في صنع القرار. ونحن نؤكد أن على الأطراف المعنية بالتعامل مع الشباب كافة اعتماد منهجية متفتحة تتسم بالتوازن وتعتمد أدوات الحوار والإقناع في مقاربة قضايا الشباب مع ضرورة الإشارة إلى أهمية تكريس مفاهيم الهوية الوطنية لديهم وتشجيعهم على تبني أدوار إيجابية في بناء المجتمع. رياضة المرأة زهرة الخليج: شهد الاجتماع الرابع للجنة التنظيمية لرياضة المرأة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي عقد في شهر أبريل الماضي تحت رعاية كريمة من جانب سموكم الإعلان عن استضافة أبوظبي لفعاليات الدورة الأولمبية الثانية لرياضة المرأة بمجلس التعاون لدول الخليج العربي في مارس 2010 في إطار رعاية ودعم سموكم للأنشطة التي تعزز وجود ومشاركة المرأة في مختلف المجالات بما فيها المجال الرياضي. كيف تقيمون مشاركة ابنة الإمارات في المجال الرياضي وما هي توجيهاتكم لها في هذا الشأن؟ الشيخة فاطمة: أنتهز هذه الفرصة للترحيب بالوفود التي ستشارك في الدورة الأولمبية الثانية لرياضات المرأة بمجلس التعاون لدول الخليج العربي كافة وأتمنى للجميع إقامة طيبة في بلدهم الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أتمنى للفرق الرياضية كافة مشاركة موفقة وأداء طيباً. ولا يفوتني أن أؤكد ضرورة استثمار هذا الحدث الرياضي الضخم وغيره من الفعاليات الرياضية لتعزيز وتأصيل المفاهيم الإيجابية للتنافس والروح الرياضية كما ينبغي أن تكون والعمل على غرس هذه المفاهيم في عقول الأجيال الجديدة بحيث تصبح جزءاً لا يتجزأ من مفهومهم للتنافس ليس داخل المحافل الرياضية وحدها ولكن في نواحي الحياة كافة. وأنا على ثقة أن بناتي المشاركات في هذا الحدث الرياضي الضخم لن يدخرن وسعاً في سبيل تحقيق أفضل أداء ممكن. العمل التطوعي زهرة الخليج: أعلن مؤتمر الإمارات الأول للتطوع المجتمعي والمؤسسي الذي أقيم في شهر أبريل الماضي في أبوظبي تحت رعاية كريمة من جانب سموكم في ختام أعماله عن تأسيس أكاديمية التدريب في مجال العمل التطوعي وهي المبادرة التي تعد الأولى من نوعها في العالم العربي. بوصف سموكم أحد رواد العمل الإنساني على مستوى العالم كيف تنظرون إلى أهمية ترسيخ ثقافة العمل التطوعي على مستوى الأفراد والمؤسسات والمجتمع ككل؟ الشيخة فاطمة: يستند مفهوم العمل التطوعي على أسس المبادرة الذاتية لمد يد العون للآخرين وعمل الخير لهم من دون انتظار أجر أو مقابل. هذا المفهوم نجده يتفق من روح العقيدة الإسلامية التي تحض على العطاء والبذل وفعل الخير دون انتظار أجر ولا مكافأة إلا من الله عز وجل. وفي الوقت الذي نرى فيه العالم أجمع ينادي بتكريس ثقافة التطوع ويرى في جهود العمل التطوعي رافداً من روافد التنمية المستدامة وأداة فاعلة على صعيد تعزيز التماسك والتواصل الإنساني بين مختلف أطياف المجتمع فإننا كشعوب إسلامية أولى بتبني ودعم جهود العمل التطوعي كافة وفتح الباب أمام الجهود والمبادرات التطوعية كافة سواء أكانت صادرة عن أفراد أم عن مؤسسات. وقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة أهمية قصوى للعمل التطوعي وقطعت شوطاً طويلاً في ترسيخ مفاهيم العمل التطوعي واستثمار الطاقات والجهود والإمكانات التطوعية بما يضمن حسن توجيهها وتوظيفها لتحقيق أقصى مردود إنساني ومجتمعي ممكن.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©