الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العنف الانتخابي في نيجيريا

22 ابريل 2011 22:53
اندلعت احتجاجات عنيفة في مناطق من شمال نيجيريا المسلم، يوم الاثنين الماضي، وذلك عقب الانتصار الكبير الذي حققه الرئيس الحالي جودلاك جوناثان في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. وكانت لجنة الانتخابات الوطنية قد أعلنت يوم الاثنين أن جوناثان هو الفائز بالانتخابات في شوطها الأول، قائلة إنه تقدم على منافسيه العشرين، واستوفى شرط الـ25 في المئة الإجباري من الأصوات في ثلثي ولايات البلاد الـ36 على الأقل. وقد حصل جونثان، زعيم "حزب الشعب الديمقراطي" الحاكم، على أكثر من عشرين مليون صوت، بعد أن حقق فوزاً كاسحاً في كل الولايات الجنوبية الـ17، ما عدا واحدة منها فقط، كما حقق نتائج مذهلة في ولايات مختلفة في شمال البلاد ذي الأغلبية المسلمة. هذا في حين حصل أقرب منافسيه، وهو الجنرال المتقاعد محمد بوخاري الذي سبق أن كان حاكماً للبلاد، على ثمانية ملايين صوت. وكان الرئيس جوناثان الذي تولى في مايو الماضي رئاسة البلد الإفريقي الغني بالنفط والذي يعد أكبر بلد في القارة السمراء من حيث عدد السكان، الأوفر حظاً بالفوز في الانتخابات التمهيدية داخل "حزب الشعب الديموقراطي" الحاكم. وقد صادق مراقبون دوليون الاثنين الماضي على الانتخابات، واصفين إياها بأنها كانت حرة ونزيهة وشفافة بشكل عام، مع تفاوت ملحوظ بين ولايات البلاد في درجات الشفافية المسجلة. وفي هذا الإطار، أعلن فريق مراقبي "المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا"، المعروفة اختصارا بـ"إيكواس"، في تقرير أولي نشره يوم الاثنين، أن "الطريقة التي جرت بها انتخابات نيجيريا يمكن اعتبارها مقبولة عموماً، لأن الانتخابات الرئاسية تستوفي معايير الحرية والشفافية". كما أن تقييمات مماثلة قامت بها أيضا بعثة "المعهد الديمقراطي الوطني لمراقبة الانتخابات"، والتي اعتبرت أن الانتخابات الرئاسية النيجيرية "تمثل خطوة إلى الأمام مقارنة مع انتخابات الماضي التي كانت تشوبها خروقات واختلالات كثيرة"، وأنها "تعد بوضع معيار جديد للنزاهة في العملية الانتخابية عموماً في نيجيريا". غير أن هذه التقييمات الإيجابية نحيت جانبا بسبب موجة من أعمال العنف التي شهدتها مناطق في شمال البلاد اندلعت ليلة السبت الماضي عند ما بات واضحا أن جونثان وحزبه، "حزب الشعب الديمقراطي"، يسيران نحو فوز محقق في هذه الانتخابات؛ حيث اجتاحت موجة من الاحتجاجات وإحراق الكنائس وطرد السكان المسيحيين غير الأصليين، عددا من الولايات الشمالية، ولاسيما كادونا، وكاتسينا، وجيجاوا، وكانو. والجدير بالذكر في هذا الإطار أن الشمال، بشكل خاص، يعاني من آفتي الأمية والفقر. وقد غطت المخاوف من فقدان السلطة، عقب فوز جودلاك، على شعور عميق بأن الشمال قد تعرض للخيانة عندما تراجعت مؤسسة "حزب الشعب الديمقراطي" عن نظام التناوب على القيادة بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، وذلك خلال الانتخابات التمهيدية للحزب في وقت سابق من هذا العام. وتفيد بعض التقارير بأن قوات الأمن قامت بإطلاق الرصاص الحي على الحشود الغاضبة. كما تم فرض حظر للتجول لمدة 24 ساعة في ولايتي كادونا وكانو. أما في جومبي، فقد تعرضت منازل عدد من المسؤولين عن الانتخابات والسياسيين والزعماء المحليين، الدينيين والتنفيذيين، للحرق. وفي هذا السياق، يقول ساني زورو، وهو صحفي سابق ومرشح خاسر في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في التاسع من أبريل الجاري: "لقد اندلعت أعمال العنف بسبب اعتقاد بأن الانتخابات شابتها أعمال تزوير". وقد ارتفعت حدة التوتر في وقت مبكر من السبت الماضي عندما انتشرت أحاديث تفيد بأن "حزب الشعب الديمقراطي" قام بجلب صناديق اقتراع مملوءة بالأصوات المزورة، حيث قُبض على رجال في ولايتي جومل وجيجاوا وهم يملأون الصناديق بالأصوات المزورة في فندق تابع للحكومة، مساء السبت الماضي. كما تم إضرام النار في ثلاث سيارات. وصباح الاثنين الماضي في ولاية كانو، أفادت تقارير بأن منازل السكان غير المنتمين لقبائل الهوسا والفولان، تعرضت لهجمات في وقت بدا أن أعمال العنف قد امتدت إلى مناطق كان الجنرال المتقاعد بوخاري قد تقدم فيها بهامش كبير. كما تم استهداف منازل زعماء مسلمين ينُظر إليهم على أنهم كانوا متواطئين مع حملة التزوير المزعومة لحزب الشعب الديمقراطي الحاكم. وفي هذا الإطار، قال زورو، الذي يعيش في كانو: "لقد تم إحراق قصر أمير كانو، وجيجاني هاشم". ويقال إن هاشم هو من مول حملة نائب الرئيس نامادي سامبو الانتخابية لزيادة الدعم لجونثان في ولاية كادونا الأسبوع الماضي. كما تفيد تقارير بأن منزل نائب الرئيس قد أحرق أيضا. ويقول زورو: "يبدو كما لو أن حرباً طبقية قد اندلعت في البلاد!". بارسيليلو كانتاي - أبوجا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©