الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

دمشق تعرقل بروتوكول نشر مراقبي الهدنة

دمشق تعرقل بروتوكول نشر مراقبي الهدنة
18 ابريل 2012
أكد دبلوماسيون في مجلس الأمن أمس أن مراقبي الأمم المتحدة لم ينالوا حتى الآن موافقة الحكومة السورية على “بروتوكول” يحدد التفاصيل العملانية لمهمتهم بما يمكنهم من التنقل في كل أنحاء البلاد، مما يهدد بتعطيل هذه العملية. في حين دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس، الحكومة السورية إلى ضمان حرية حركة كاملة للمراقبين الأجانب المنوط بهم الإشراف على إنهاء أعمال العنف مطالباً الاتحاد الأوروبي بتوفير مروحيات أو طائرات لبعثة مراقبة وقف إطلاق النار المقبلة في البلاد. وفيما سارعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون إلى تأكيد استعداد الكتلة بتزويد المراقبين بكل دعم يحتاجونه، مطالبة بوقف كامل لإطلاق النار في سوريا، وأعلنت أن الاتحاد يعد حزمة جديدة من العقوبات ضد دمشق، محذرة نظام الرئيس بشار الأسد من أن المطلوب منه من قبل المجتمع الدولي أكثر من مجرد هدنة للعنف. من ناحيته، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس، إن أي خرق من جانب دمشق لخطة السلام التي تدعمها الأمم المتحدة لابد وأن يقابل برد سريع وحازم من جانب مجلس الأمن الدولي. وأبلغ جوبيه مسؤولين من 57 دولة في اجتماع باريس يهدف لتكثيف الضغط على نظام الأسد أمس، إن العقوبات الغربية على سوريا أدت إلى تراجع احتياطياتها من النقد الأجنبي إلى النصف مضيفاً أنه ينبغي تشديد العقوبات لاجبار دمشق على الالتزام بخطة سلام التي عرضها كوفي عنان الموفد الأممي العربي المشترك. بينما أفاد مصدر حكومي فرنسي بأن الوزير الفرنسي دعا 10 وزراء خارجية إلى اجتماع في باريس غداً بهدف أيضاً لـ”إبقاء الضغط” على الرئيس الأسد. وفيما التقى الوزراء أعضاء اللجنة الوزارية العربية بشأن سوريا مع عنان في الدوحة مساء أمس، وأكدوا مساندتهم لخطته للسلام رغم اعترافهم بأن نجاحها سيستغرق بعض الوقت. قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أثناء زيارة إلى روما إن فرص نجاح خطة عنان لوقف العنف في سوريا لا تتجاوز 3%. كما أكد رئيس الوزراء القطري في افتتاح اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا بالدوحة مساء أمس، أن بلاده لا ترى أي تقدم في تنفيذ خطة المبعوث الأممي العربي لحل الأزمة السورية. وبدورها، قالت الولايات المتحدة أمس، إن استمرار العنف في سوريا “غير مقبول”، مطالبة الرئيس الأسد ببذل مزيد من الجهود لتطبيق خطة عنان لإنهاء العنف. ومن شأن بروتوكول نشر المراقبين أن يتيح لطليعة البعثة البالغ عددها 8 أشخاص التنقل في كل أنحاء سوريا. وقال دبلوماسي في مجلس الأمن إنه إذا لم تتم معالجة الوضع قبل نهاية الأسبوع (السبت) “فإننا لن ننتقل إلى المرحلة التالية القاضية بالسماح لكامل البعثة التي تضم نحو 250 مراقباً بالانتشار”. وعلى المجلس أن يصدر قراراً جديداً للسماح بالانتشار الكامل للبعثة بعدما سمح السبت الفائت بإرسال بعثة أولية. وصرحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس للصحفيين بأن “الشروط التي نطلبها والتي نحتاج إليها لنشر سائر المراقبين لم تتوافر حتى الآن”. وأضافت “الوضع لا يتحسن، أعمال العنف مستمرة، يبدو أن القصف على حمص يتصاعد”. وذكر الدبلوماسي في مجلس الأمن “اعتقد أن هناك خطراً آلا يوافق السوريون على كل الشروط” الضرورية لحسن إتمام مهمة البعثة، مضيفاً “سيتضح المشهد أكثر بحلول نهاية الأسبوع الحالي”. وأورد دبلوماسي آخر “يبدو أن السوريين يتعمدون العرقلة”. وسيعرض بان كي مون اليوم أمام مجلس الأمن نتائج عمل البعثة الأولية للمراقبين على أن يتحدث عنان أمام المجلس قبل نهاية الأسبوع الحالي. وكان بان كي مون طالب الحكومة السورية بضمان حرية حركة كاملة للمراقبين الأجانب في سوريا واقترح توفير الاتحاد الأوروبي مروحيات أو طائرات لبعثة مراقبة وقف إطلاق النار المقبلة في البلاد. وقال على هامش زيارة رسمية للوكسمبورج “إن من مسؤولية الحكومة السورية ضمان حرية حركة المراقبين” في سوريا. وأضاف أن المراقبين الذين وصلت طلائعهم ليل الأحد الماضي “يجب أن يسمح لهم بالتحرك بحرية في أي مكان لكي يكونوا قادرين على مراقبة وقف أعمال العنف”. وتابع أمين عام الأمم المتحدة “أن مجلس الأمن طلب مني تقديم اقتراح رسمي بشأن بعثة مراقبة للأمم المتحدة..وسأفعل ذلك بحلول الأربعاء”. وأقر بان كي مون بأن الوضع على الأرض في سوريا “لا يزال هشاً”. كما أقر بأنه حتى 250 رجلاً “لا يكفون نظراً إلى الوضع الحالي وحجم البلاد الشاسعة”، مضيفاً “لذلك فإننا بحاجة إلى ضمان قدرة بعثة مراقبينا على التحرك بفعالية”. وأكد بان كي مون أنه أجرى الاثنين الماضي في بروكسل، محادثات مع المسؤولين الأوروبيين ومن بينهم رئيس الاتحاد الأوروبي هرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو إضافة إلى آشتون لرؤية “ما إذا كان الاتحاد الأوروبي قادراً على تأمين معدات تضمن قدرة تحرك فعالة، بما فيها مروحيات وطائرات”. وقال “اعتقد إن المسؤولين الاوروبيين يؤيدون ذلك” مشيراً إلى “عدم البحث في حماية عسكرية تؤمنها الأمم المتحدة في الوقت الحاضر”. وفي أول رد فعل لها على طلب بان كي مون دعم المراقبين، قالت آشتون إنها أبلغت أمين عام الأمم المتحدة وعنان بأن الاتحاد والدول الأعضاء، على استعداد لتوفير كل ما تحتاجه البعثة لمراقبة وقف إطلاق النار. وذكر مصدر دبلوماسي أن الدعم للبعثة التي يقود طلائعها العقيد المغربي أحمد حميش، يمكن أن يكون في شكل معدات وأدوات مساعدة ومركبات مدرعة وتدريب قبل الانتشار إضافة إلى معدات اتصال وأفراد. كما أكدت اشتون أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورج أمس أن العنف تراجع لكن هذا ليس كافياً. وذكرت أشتون أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في عقوباته إذا استمر القمع في سوريا، مشيرة إلى أن بروكسل تعمل الآن على حزمة عقوبات جديدة. وفي الوقت نفسه طالبت آشتون المعارضة السورية بتسوية خلافاتهم والتعاون من أجل التحول الديمقراطي. واقترحت أشتون إرسال مساعدات عاجلة من المفوضية الأوروبية بقيمة 23 مليون يورو لمساعدة المدنيين واللاجئين السوريين على الحدود. إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني أن اجتماع اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا الذي انعقد في الدوحة أمس، لم يلمس أي “تغيير جوهري” في تعاطي دمشق مع الأزمة، فيما دعت اللجنة المعارضة السورية إلى اجتماع تحت سقف الجامعة العربية قبل نهاية الشهر الحالي. ومن جهة أخرى، نفت قطر رسمياً أن تكون قد سلحت المعارضة السورية، إلا أنها جددت التأكيد بأنه يجب مساعدة الشعب السوري على “الدفاع عن نفسه” في حال بقي وضع العنف على ما هو عليه. وقد حضر الاجتماع المبعوث الأممي العربي كوفي عنان الذي وضع الخطة السداسية لحل الأزمة السورية، وقد جددت اللجنة دعمها لجهود عنان. وإذ شدد ابن جاسم الذي يرأس اللجنة على وجود “تخوف من المماطلة” من قبل دمشق، قال في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع “نأمل أن يقف قتل المدنيين في سوريا..لكن نحن إلى الآن لم نلمس تغييراً جوهرياً في تعاطي الحكومة السورية مع هذا الملف”. وذكر أن الموضوع السوري “موجود في مجلس الأمن ومسؤولية المجلس أن يتابع هذا الموضوع إذا كان هناك مماطلة”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©