هاجم ضوء أخضر طائرة الإنقاذ العمودية (كريستوف فيستفالين) بولاية فيستفالين مطلع يونيو الجاري. وعندما تبين للطيارين أن الضوء مصدره الأرض قرروا معرفة من الذي يطلقه. وعن هذا الشعاع الخطير يقول الطيار ماركوس جريفه الذي يعمل في خدمة الطوارئ الخاصة بنادي السيارات الألماني (آ دي آد تسه) "لقد كان لهذا الضوء أثر كارثي علينا". ولم تكن تلك المرة الأولى التي تتعرض الطائرة فيها لهذا الشعاع، ولكنه أصاب هذه المرة العين اليمنى للطيار جريفه (39 عاما). ويقول جريفه "أشحت بوجهي على الفور ولكن بعد فوات الأوان هذه المرة". وتضررت عين الطيار الألماني ما اضطره لترك الخدمة في ذلك اليوم. والنتيجة أنه لم يعد لدى ولاية فيستفالين طيار جاهز للانطلاق بطائرة الإسعاف وقت الضرورة".
وكان هذا الحادث بداية سلسلة كاملة من الهجمات على طائرة "كريستوف فيستفالين" العمودية حيث أصيب أحد مساعدي الطيار منتصف يونيو بشعاع ليزر عندما كان يحلق فوق مدينة مارل بالولاية ثم تلت ذلك هجمات بنفس الأشعة فوق مدينة ميشيده ومدينة لونين.
ولكن طائرة الإنقاذ العمودية لم تكن الهدف الوحيد لهذه الهجمات، حيث هاجم شعاع ليزر طائرة للشرطة كانت تحلق بالقرب من مدينة بيليفلد مطلع مارس الماضي. ثم تلت ذلك هجمات مشابهة في ولايات بادن فورتمبرج وبافاريا وبراندنبورج. ثم أصبحت المطارات الألمانية الكبيرة هدفاً هي الأخرى لهذه الهجمات. كما سجلت الهيئة الألمانية لأمن الطيران حوادث شبه يومية بهذه الأشعة كما حدث في برلين وهامبورج، على سبيل المثال.
ويمكن أن تكون عواقب هذه الهجمات كارثية بالنسبة للطيارين. وقال جيورج إيكرت المتحدث باسم رابطة أطباء العيون في ألمانيا في مدينة دوسلدورف، إن "هذه الهجمات يمكن أن تتسبب في حروق بشبكية العين إذا أصابتها مباشرة.
وأضاف أن الأضرار الصحية الناجمة عن هذه الحروق غير قابلة للعلاج ما يجعل عيون المصابين تظهر بها بقع سوداء. والخطير في أشعة الليزر حسب البروفيسور كارستن فالنيش، أستاذ الفيزياء بجامعة مونستر، هو أن قوة الأشعة الضوئية تظل مكثفة ومركزة حتى بعد قطع عدة مئات من الأمتار، ما يجعل الطاقة المكثفة للضوء تصيب مساحة صغيرة للغاية من الجسم فتضره بقوة.
ورغم أن أجهزة أشعة الليزر المتداولة في الأسواق ليست مصدر خطر، إلا أن هناك أجهزة تباع عبر الإنترنت تفوق نسبة قوة ضوء الليزر المسموح بها في ألمانيا 100 مرة.
ويبدو أن الطيارين عاجزون عن مواجهة هذه الأشعة. ويقول الطيار ماركو جريفه "رغم وجود نظارات واقية من هذه الأشعة إلا أنها تحمي فقط ضد موجات ضوئية بطول معين، كما أن الطيارين يعتمدون على أعينهم في الرؤية الليلية حيث يؤدي ارتداء النظارة لتعتيم الرؤية ليلا".
ويجرم القانون الألماني هذه الهجمات التي تستخدم فيها أشعة الليزر على القطارات والسفن والملاحة الجوية ويعاقب عليها بالسجن مدة قد تصل إلى 10 سنوات. لكن من الصعب حسب ميشائيل فورمان من الهيئة الألمانية لأمن الطيران ضبط الجناة متلبسين بالجريمة".
وتحاول الشرطة التوصل لمنفذي هذه الهجمات بمساعدة الطيارين والبحث عن شهود. وأمسكت في يناير بمشتبه به في مدينة (هام) بعدما وجه أشعة الليزر لطائرة عمودية تابعة للشرطة، ثم عوقب بالسجن مع وقف التنفيذ بسبب الاعتداء على الملاحة الجوية.
كما ألقت الشرطة القبض على متهمين اثنين في هامبورج منتصف شهر يونيو الجاري، يعتقد أنهما وجها مثل هذه الأشعة صوب طائرات أثناء هبوطها في مطار هامبورج.
عدد اليوم
