الألعاب الشعبية تزاحم الإلكترونية

هناء الحمادي (أبوظبي) الألعاب الشعبية أحد أهم عناصر التراث الشعبي، وكانت تمارس في الأعياد والمناسبات السعيدة كجزء مهم من التراث الإماراتي الزاخر الذي ينمي قدرات الأطفال الذهنية والحركية ويجسد روح التعاون والألفة بين الجماعة، حيث توجد في الإمارات نحو خمس وعشرين لعبة شعبية متوارثة في المدن والقرى والجبال والبادية تعبر في مجموعها عن البيئة التي تربى فيها أطفال الإمارات، وقد استعاد بعضها بريقها خلال احتفالات عيد الفطر. روح المغامرة عن الألعاب الشعبية القديمة التي كانت الأطفال يلعبونها على الشاطئ أو في الفرجان تقول بدرية الشامسي دكتوراه في العلوم التراثية: على الرغم من بساطة الألعاب فقد كان يمضي الأطفال أوقاتاً سعيدة قد يفتقر إليها أطفال العصر الحديث الذين يمارسون ألعاباً أغلبها إلكترونية، تتسم بالعنف واستنزاف المال وتضييع الوقت، وقلة الحركة. وأوضحت أن تلك الألعاب كانت تنمي روح الفريق والجماعة بين الصبيان والبنات بدافع المتعة والتسلية وتجسيد روح الأخوة والتعاون وتأصيل روح المثابرة والمغامرة والجماعية وخلق التوازن النفسي، كما أنها وطدت أواصر العلاقات الاجتماعية بين أبناء المجتمع الواحد، وبالتالي تجسد من ذلك الهدف الواحد والآمال المشتركة والتعاون المثمر، ولا شك أنها جميعاً مقومات تربوية أساسية. وصنفت الألعاب الشعبية في الإمارات حسب نوعيتها منها الحركية المعتمدة على النشاط البدني أو الحركي كالقفز بالحبل والألعاب الذهنية، وهي التي تعتمد على الارتباط بالذهن والعقل والتفكير وأعمال الخاطر وسرعة البديهة واستخدام الحيلة مثل الصبة والدامة والألغاز، وتتميز الألعاب الذهنية بقلة عدد لاعبيها كونها ألعاباً خاصة بالشباب ولا يستطيع الأطفال ممارستها، أما الألعاب التي تتطلب استخدام أدوات ما مثل الدامة والتيل فإنها تستدعي الاعتماد على قوة الذاكرة واللياقة البدنية الكاملة. وتضيف: كانت الألعاب الشعبية تمثل التسلية الوحيدة للأطفال في الماضي نظراً لانعدام أماكن الترفيه، وضعف الحالة المادية، وعلى الرغم من ذلك كان يمضي الأطفال أوقاتاً سعيدة قد يفتقر إليها أطفال العصر الحديث الذين يمارسون ألعاباً، أغلبها إلكترونية، تتسم بالعنف واستنزاف المال وتضييع الوقت، وقلة الحركة، موضحة أن ألعاب الأطفال في الماضي بسيطة، وغالباً ما تكون من صنع أيديهم وتعتمد على المهارة البدنية والذكاء والتفكير السريع، وهناك أوقات معينة من أيام السنة يلعب بها الأولاد، فهناك ألعاب شتوية وصيفية.