الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الدين والدولة أم الدين والحياة؟

الدين والدولة أم الدين والحياة؟
19 ابريل 2013 19:08
الدين والدولة أم الدين والحياة؟ يقول د. حسن حنفي: يبدو أن انتشار التجربة الغربية وذيوعها جعل موضوع الدين والدولة هو الموضوع المثار خارج الغرب أيضاً. والحقيقة أن السؤال الغربي كان حول السلطة الدينية والسلطة السياسية أي الكنيسة والدولة. ولما صعب الجمع بينهما نظراً لرغبة السلطة الدينية السيطرة على السلطة السياسية، ثم رغبة السلطة السياسية السيطرة على السلطة الدينية، تم الفصل بينهما. وتم نقل هذه التجربة، المشكلة والحل خارج الغرب، على الثقافة الإسلامية، واستغرب الغرب والعلمانيون العرب كيف يمكن التوحيد بين الدين والدولة، وقد ميّز بينهما الغرب وكان ذلك من شروط التقدم. وقد كان ذلك موضوع الحوار الشهير بين محمد عبده وفرح أنطون على صفحات "المنار" و"الجامعة". يريد فرح أنطون تعميم التجربة الغربية على كل الثقافات والشعوب، ويريد محمد عبده الإبقاء على تنوع التجارب. فقد نشأ العلم والتقدم والمدنية من داخل الدين وبباعث منه وليس ضده وبديلاً عنه. المعيار الوحيد ومسؤولية اللبنانيين يقول غازي العريضي : منذ سنتين، وعندما أطيحت حكومة سعد الحريري، حاولنا طرح اسمه ليعود إلى رئاسة الحكومة، كي لا تشعر الطائفة السُنية الكريمة أنها مكسورة أو مهزومة، لأنه الرمز الأبرز الذي يمثلها. وعملية إخراجه من الحكومة كرّست هذا الشعور في نفوس كثيرين. وحرصنا بالتالي على صحة التمثيل! لكن الفريق الآخر المتمسك بصحة التمثيل شعاراً رفض وكانت تسمية الرئيس ميقاتي. ثم حاولنا تشكيل حكومة وحدة وطنية والاتفاق عليها قبل التسمية ومع الرئيس الحريري، ثم مع غيره. فلم يوافق الفريق ذاته، ثم بعد التسمية رفض فريق الحريري. اليوم انقلبت المعادلة والمعايير. الذين رفضوا حكومة الوحدة الوطنية في حينه، وبرئاسة الحريري كي لا يشعر فريقه بالانكسار، يريدون اليوم حكومة سياسية إنقاذية وحكومة وحدة وطنية، كي لا يشعر فريقهم بالهزيمة والانكسار! والذين كانوا يريدون حكومة وحدة وطنية يريدون اليوم حكومة تكنوقراط! سياسة بلا ثوابت وطنية، وبلا معايير واحدة في التعاطي معها لا يمكن أن تؤدي إلا إلى مزيد من المشاكل، وأن تفرز المزيد من التناقضات بين اللبنانيين. عند استقالة حكومة ميقاتي، بادرت إلى التصريح سريعاً: "واهم من يعتقد أنه منتصر وأن غيره منكسر". وواهم من يعتقد "أن بإمكانه أن يفعل ما يشاء اليوم"؟ فالمعادلة اللبنانية صعبة ومعقدة، واليوم، وفي ظل الحرب الدائرة في سوريا – والحرب عليها، ولعبة الأمم التي تطيل أمد الحرب يحتل موقع لبنان أهمية أساسية، وخصوصاً أننا اعتمدنا نظرياً مبدأ سياسة النأي بالنفس عن الوضع في سوريا. لكن عملياً انغمس كثيرون في الحرب والتدخل المباشر على الأرض، ودخلنا في متاهات ودوامات خطيرة، وبالتالي أصبحت المعادلة الداخلية أكثر صعوبة وتعقيداً. وساطة خليجية في المشهد السوري استنتج د. علي الطراح أن الوضع يزداد حدة في المشهد السوري، وضحايا الصراع يرتفع عددهم بشكل مخيف، والدمار يحل بسوريا دون أن يكترث العالم لما يحدث لهذا البلد من تدمير له تداعياته المستقبلية على المنطقة العربية قاطبة. والكل يدرك طبيعة الصراع وظروفه، ولعل الصراع الذي تقوده إيران في الخليج العربي والمنطقة العربية هو ما يقلقنا جميعاً. فاليوم اليد الإيرانية في العراق كما هي في سوريا، وها هي تدخل مصر بمباركة إخوانية، وفي ظل الغموض وتداخل أوراق اللعبة يبدو من المهم إدراك أن أطراف الصراع تواجه أزمة حقيقية على أرض الواقع، وأن الحل الأمني ليس بيد أي من الأطراف، ومن ثم، فإن البحث في الحل السياسي هو المخرج على أن يدرك النظام السوري أن أوراق اللعبة لا يديرها ولا يتحكم فيها، وأنه في أي لحظة قد يكون ضحية للمساومة الدولية، ومن ثم يفقد النظام كل شيء في الوقت الذي ما زالت هناك بارقة أمل في الحل السياسي. التحدي السوري... والغموض الأميركي تتساءل ترودي روبين: هل يستطيع أحد توضيح سياسة أوباما تجاه سوريا؟ الحقيقة أن هذا السؤال يفرض نفسه بعد مشاهدة مسؤولًين بارزين في وزارة الخارجية يوم الخميس الماضي يحاولان إلقاء الضوء على تلك السياسة في جلسة استماع نظمتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ واختلطت فيها الأمور عليَّ، ولست الوحيدة في ذلك، بل لقد شاركني هذا الشعور أعضاء اللجنة من الحزبين الذين لم يفهموا من الشهادة شيئاً كثيراً لتضارب التصريحات. فقد كرر السفير الأميركي لدى سوريا، روبرت فورد، شعار الإدارة الأزلي أن "الحل السياسي المتفاوض عليه وحده قادر على تأمين تسوية دائمة" للنزاع. ودون اتفاق سياسي قال السفير "سيواصل الموالون للنظام حربهم حتى آخر لحظة". الإمارات والاستثمار في السودان أشار د. عبدالله جمعة الحاج إلى أن الأوضاع والصراعات الداخلية، التي يمر بها السودان تتسب في مشاكل مؤلمة للاقتصاد والمجتمع السوداني. فالسودان رغم أنه غني بالموارد الطبيعية الواعدة، يعتبر من أكثر دول العالم النامي فقراً. ويقابل ذلك، وفي مفارقة عجيبة لا يكاد العقل يدركها أن الأسعار، بما في ذلك السلع الغذائية تقارب أسعارها السائدة في أكثر مدن العالم غلاءً، بما في ذلك مدن دول، كالإمارات واليابان وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية. ونتيجة لذلك، فإن المرء يحتار في فهم كيفية قدرة المواطن السوداني البسيط على تصريف أمور حياته اليومية في بيئة اقتصادية واجتماعية كالتي يعيشها. المؤتمر الدولي للتعليم العالي عقد في الرياض، خلال الفترة من 16 إلى 19 أبريل الجاري مؤتمر ومعرض دولي للجامعات شاركت فيه نحو 450 جامعة تمثل عدة بلدان أوروبية وأميركية وأسترالية ونيوزيلندية وجنوب أفريقية، وغيرها من البلدان التي تهتم بتقديم تعليم جامعي يمكن أن يجذب إليه الطلاب الموفدين من المملكة العربية السعودية. ولدى د. صالح بن عبدالرحمن المانع قناعة مفادها أن المرء حينما يمر بالمقار الخاصّة بكل جامعة، وهي متلاصقة مع مقر جامعة أخرى، يجتاحه شعور عميق بالراحة، ربما لأنّ الواحد منا قد عاش ردحاً من عمره طالباً، أو أستاذاً في مثل هذه الجامعات. ولكن الإقبال الشديد من الطلاب، خاصة الطالبات السعوديات اللاتي اقتربت نسبتهن من نحو70 في المئة من الحضور، يشعرك بأنّ الفتاة السعودية التي عاشت قروناً داخل البيوت، تريد أن تنطلق وتتعلم وتثبت جدارتها، وربما أيضاً مساهمتها المستقبلية في اقتصاد بلادها. أليس ذلك صحيحاً؟ فبعض الدراسات أثبتت أن النساء المتعلمات يثرين الاقتصاد الأميركي، وأنّ مشاركتهن في مجال العمل ستزيد الناتج القومي بنسبة 14% في 2020، و 20% عام 2030. ولعمري، فإنّ هذه النسبة يمكن أن تضاهي في بلادنا، إذا ما فتحت مصاريع الوظائف أمام النساء المؤهلات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©