الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«القائمة العربية» في الكنيست.. آمال ومخاوف

20 ابريل 2015 22:24
كثيرون من الناس في إسرائيل لا يعلمون بوجود قرية «إقرت» والواقع أنها ليست إلا أثرا بعد عين. فالقرية الواقعة بقرب الحدود مع لبنان لا يُرى بها إلا كنيسة متواضعة ومقبرة ومشاهد مؤثرة. لكن إلى هذا المكان المهجور تقريبا، قطع «أيمن عودة» زعيم ثالث أكبر تكتل في الكنيست الإسرائيلي مئة ميل لحضور قداس عيد القيامة للكاثوليك اليونانيين. وحظي عودة وهو مسلم بترحيب حار من الجمع المؤلف من بضع مئات غالبيتهم من المسيحيين العرب الذين فر ذووهم أثناء حرب 1948. ويشن عرب 48 المسيحيون حملة منذ عقود ليعودوا إلى «إقرت»، وتعلقت أنظارهم بـ«عودة» كي يحقق آمالهم. و«إقرت» ترتبط بالنفوذ الذي حصل عليه عرب 48 في الآونة الأخيرة والآمال الكبيرة التي يعلقونها بـ«عودة» وحزبه. ورغم التكتل الكبير لعرب 48 في الكنيست المتمثل في «القائمة العربية الموحدة»، التي يتزعمها «عودة»، لكنه لن يشكل جزءاً من الحكومة الائتلافية الجديدة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ورغم أن نتنياهو لم يقدم عرضاً للقائمة بالانضمام للحكومة، لكن لا يرجح أن القائمة كانت ستقبل العرض. ويرى كثير من أنصار القائمة في إسرائيل أن حقوقهم تعرضت لتهديدات عميقة في الفترة التي تولى فيها نتنياهو السلطة، ويقولون إنهم شعروا بالإهانة عندما حذر يوم انتخابه بأن المواطنين العرب يصوتون بأعداد كبيرة. وإذا شكل نتنياهو ائتلاف حكومة يمينية، كما يتوقع كثيرون، فقد تواجه «القائمة العربية الموحدة» صعوبة كبيرة في التأثير على الكنيست. وقد يجد أعضاء القائمة صعوبة في العثور على حلفاء مهمين في «اليسار» الإسرائيلي المعارض، وهناك من يشكك حتى في صمود القائمة حتى حلول الانتخابات المقبلة. لكن في الوقت الحالي، يستغل «عودة» بروزه على الساحة السياسية ليلقي الضوء على مشكلات بعينها تخص السكان العرب. وأعلن أنه لا يأمل فقط في تضييق فجوة الخلافات بين عرب 48 المؤلفين من مسلمين ومسيحيين ودروز لكنه يأمل أيضاً في التقارب مع السكان اليهود. و«إقرت» ليس إلا واحدة من التحديات التي يواجهها «عودة» ففي محاولة لجذب الانتباه لمحنة القرى البدوية غير المعترف بها، والتي لا تحصل على خدمات حكومية ملائمة في صحراء النقب، تزعم «عودة» في الآونة الأخيرة مسيرة لمدة أربعة أيام من واحدة من هذه القرى إلى مقر إقامة الرئيس الإسرائيلي في القدس. ولم تحظ المسيرة على أي حال باهتمام كبير من يهود إسرائيل. ويدرك «عودة» أنه يتعين عليه جذب اهتمام كل الإسرائيليين وليس العرب وحدهم لمثل هذه القضايا. وأشار إلى أنه يحلم بتنظيم مسيرة من الناصرة إلى القدس كمسيرة المسيح، لكنه يؤكد أنها لن تتحقق ما لم تكن مشتركة بين العرب واليهود. وعلى غرار الاحتجاجات الكبيرة على غلاء الأسعار في تل أبيب عام 2011، عبر «عودة» عن رغبته في تنظيم احتجاج غير مسبوق في ضخامته من أجل العدالة الاجتماعية العام المقبل. لكن الجدير بالذكر أن الحركات السياسية لعرب 1948 طالما اتسمت بالتفكك والانقسام ولذا عبر بعض الأنصار في «إقرت» عن قلقهم على مصير القائمة الموحدة التي تضم أربعة أحزاب سياسية عربية صغيرة ومتعارضة لأول مرة. وجاء قرار تشكيل القائمة العربية الموحدة كاستجابة لقوانين تصويت جديدة كان من شأنها ألا تحصل الأحزاب العربية على مقاعد في الكنيست. وحتى في ظل ما حصلت عليه القائمة الموحدة من زخم، يشكك البعض في قدرة التحالف في التغلب على الخلافات الأيدولوجية الكبيرة فيما بين أحزابه. فحزب «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة»، الذي يتزعمه عودة هو حزب يساري يركز على التعاون مع يهود إسرائيل والقضايا الاجتماعية. وهناك حزبان آخران وهما حزب التجمع الوطني الديمقراطي (بلد) وحزب «الحركة الإسلامية» يركزان على القومية الفلسطينية والقضايا الدينية. ويرى سامي سموحة أستاذ علم الاجتماع في جامعة حيفا أن الخلاف بين الأحزاب سياسي يتعلق بما إذا كان الصراع قومياً أم اجتماعياً اقتصادياً، وأن الخلاف الرئيسي يتمثل فيما إذا كان يجب على القائمة الموحدة أن تتعاون مع الأحزاب اليهودية. وحذر «ثابت أبو راس» من منظمة صندوق إبراهيم التي تعمل على دعم التعاون بين المواطنين اليهود والعرب في إسرائيل من أن القائمة الموحدة لابد أن تأتي بجديد وتبث الأمل في نفوس أبناء عرب 48 وإلا سينفض عنها الناخبون العرب. آدم تايلور *محلل سياسي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©