الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برنامج حافل على كاسر الأمواج لإحياء الموروث الشعبي

برنامج حافل على كاسر الأمواج لإحياء الموروث الشعبي
19 ابريل 2013 21:02
ازدانت القرية التراثية بكاسر الأمواج في أبوظبي بأنشطتها المتميزة وبرنامجها الحافل أول أمس احتفاء باليوم العالمي للتراث الذي يصادف الثامن عشر من أبريل كل عام، الذي خصصته منظمة اليونسكو ليكون حدثاً بارزاً يرتكز على تأصيل التراث الإنساني، ويأتي الاحتفال الذي ينظمه نادي تراث الإمارات لهذا العام تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس نادي تراث الإمارات بنكهة تراثية إماراتية أصيلة. توافد الزوار من المواطنين والأجانب والمقيمين بالدولة على القرية التراثية بغزارة وانتشروا في جميع أركانها، إذ إنه من كثرة الزحام لم يكن هناك مكان لموضع قدم، فالجميع سجل حضوراً مميزاً وشارك في الفعاليات، التي بدأت في تمام الساعة الثالثة عصراً وانتهت في العاشرة مساء إذ إن البرنامج ممتد لثلاثة أيام متصلة. مسيرة حاشدة البداية كانت من أمام مركز أبوظبي للرياضات الشراعية بكاسر الأمواج، حيث تجمعت حشود كبيرة من أجل المشاركة في مسيرة ضخمة انطلقت من أمام المركز إلى مدخل القرية التراثية، وضمت المسيرة سبعة مراكز تابعة لنادي تراث الإمارات، في مشهد معبر تصدره الفلكلور الشعبي الإماراتي، حيث الفرسان امتطوا خيولهم، وعشاق الهجن على ظهور الجمال، والصقارة في أيديهم الصقور وطيور الشاهي، وبدت معالم التراث البحري ظاهرة جلية للعيان في الزي الذي ارتداه البعض، فضلاً عن الفرق الشعبية التي أثرت المسيرة بحضورها المميز، وطالبات المراكز النسائية، وجميع الفرق الإماراتية ارتدت الزي الوطني اعتزازا بهويتهم الوطنية، فضلاً عن مشاركة أبناء الجاليات العربية والأوروبية الذين التزموا بزيهم الوطني الذي يعبر عن بلدانهم، إذ إنه لم تكن هناك قيود على نوعية الملابس التي يرتدونها، كما شاركت فرقة شرطة أبوظبي الموسيقية بمقطوعات وطنية مؤثرة مع ترديد الأغاني الوطنية المعروفة والتراثية أيضاً. برنامج مفتوح وحول احتفال الاحتفالات بالقرية التراثية تماهياً مع اليوم العالمي للتراث الذي تتلاقى فيه ثقافات العالم وتمتزج في آن تعبيراً عن مدى أهمية المورثات الشعبية في تشكيل ملامح الأمم وارتباطها بمعاني الهوية الوطنية يقول مدير الأنشطة في نادي تراث الإمارات سعيد المناعي: لدينا ثلاثة أيام ضمن برنامج مفتوح بدأت في هذا اليوم حيث فتحنا القرية للزوار من مختلف الجنسيات في حضور المدير التنفيذي للأنشطة بنادي تراث الإمارات علي عبد الله الرميثي، بخاصة أن هذا اليوم ملك لجميع الشعوب المقيمة على أرض الإمارات، لكن نادي تراث الإمارات حرص على أن تكون فعاليات اليوم مستمدة من تراثنا ومورثنا الشعبي الذي نتمسك ونحتفي به ونحرص في الآن ذاته على أن نقدمه للعالم بالشكل الذي يليق به، والبرنامج الذي تم إعداده كان غاية في الثراء، إذ إن المسيرة التي نفذناها لمسافة 500 متر تقريباً، كانت حاشدة، وتفاعل الجميع معها ما بين جموع امتطت الخيول، وأخرى سيراً على الأقدام فضلاً عن طلاب المدارس الذين مثلوا وجهاً حضارياً للدولة، وكانوا في أبهى صورة بالمشاركة مع مركز أبوظبي النسائي، ومركز السمحة، وسويحان، ومركز الوثبة، فضلاً عن افتتاح معرض الصور التراثية والمقهى الشعبي، والمأكولات الشعبية، مع وجود فعاليات بالتنسيق مع وزارة الشباب والثقافة وتنمية المجتمع المحلي، وكذلك عروض المهن والحرف التراثية والبحرية، ومسابقات للأطفال، ويشير إلى أن فعاليات اليوم الأول نجحت بالفعل في استقطاب العديد من محبي التراث ما يؤكد أن الإمارات بالفعل هي جزء من منظومة العالم الثقافية وأنها تؤدي رسالتها في هذا الإطار على نحو حضاري أصيل. وعن السوق الشعبية التي نصبت على العشب الأخضر لمدخل القرية التراثية على غرار العادة إذ كانت تقام دائم داخلها، مدير الفعاليات بالقرية التراثية يورد سعيد القبيسي أن الضرورة دعت في يوم التراث العالمي إلى توسيع رقعة السوق الشعبية تماهياً مع هذا الحدث البارز، وفي الوقت نفسه خدمة إلى مواطني الدولة الذين يتجمعون في هذا السوق من أجل شراء البضائع التراثية في محال مختلفة، كما أن هناك عدداً من أصحاب المحال التجارية في هذه السوق وهم في أغلبهم من الإماراتيين، وأردنا أن يستفيدوا من المناسبة في ظل كثافة أعداد الزوار، ويشير إلى أن المنطقة التي أقيمت فيها السوق كانت أيضاً تحتوي على خيام لنقش الحناء التي تجذب الكثير من أبناء الجاليات الأجنبية، وأيضاً المقهى الشعبي الذي يتضمن بعض المأكولات التراثية والقهوة العربية، ويتابع: القرية دائماً تفتح أبوابها للزوار في المناسبات التراثية التي ينظمها دائماً نادي تراث الإمارات برعاية كريمة من سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس نادي تراث الإمارات حيث الحرص على إبراز جمال التراث الإماراتي في أبهى صورة، ويلفت إلى أن مورثنا الشعبي أصبح اليوم يجذب مختلف الثقافات التي تتفاعل معه بمنتهى الشفافية، إذ إنه ينقل أحداث الماضي بروح ولغة الحاضر والمستقبل. موكب العروس في أحد المواكب المدهشة خرجت عروس إماراتية من إحدى القاعات بالقرية التراثية متشحة بثوبها الأسمر وكندورة، وبرقع في كامل زينتها من الذهب وحولها قريباتها وأخواتها وجيرانها، وفي يد إحداهن بخور وعطر، والعروس تمضي في ثبات إلى زفة كبيرة حيث احتشد الناس ومضوا خلف العروس إلى أن بلغت بيت العريس، وجلست على أحد الكراسي وإلى جانبها صناديق زهبة العروس، منها صندوق يسمى بضاعة العروس وهو يحتوي على عطور من أنواع مختلفة، وبخور وأحجار كريمة وأشياء متنوعة تخص زينتها، وفي صندوق آخر وضعت ملابسها ومن ثم أخرجت هذه الملابس إحدى النساء وفرشتها أمام الحضور وكذلك ملابس العريس وفوق أحد الصناديق وضع مهرها وهو عبارة عن مجموعة من ألوف الدراهم إلى أن خرجت أم العروس وتحدثت إلى أهل العريس وقالت لهم « مبارك عليكم عروسكم» ودعت لها بالهناءة وأن يديم الله على الزوجين السعادة والحبور وتحدثت عن المهر وجسدت دور العروس في هذا الحفل الذي جذب الجميع فاطمة الظاهري حيث إن حفل العروس قدمه الاتحاد النسائي في أبوظبي في لفتة معبرة توضح كيف كانت الأعراس تقام في الماضي وكيف كان الإماراتيون يحتفلون بأعراسهم في أجواء من المحبة والجمال. ألعاب شعبية في جو مفعم بالمرح في جانب من الفعاليات والأنشطة المصاحبة للاحتفال باليوم العالمي للتراث في ضوء التراث الإماراتي والموروثات الشعبية المحلية قدم عدد من الأطفال التابعين لمركز أبوظبي النسائي مجموعة من الألعاب الشعبية، حيث تجمع عدد كبير من الأهالي والجمهور والأطفال لمتابعة هذه الألعاب الشيقة حيث قدم الأطفال لعبة «أشبار» حيث جلست فتاتان على الأرض وتقابلتا ووضعت كل واحدة كفاً مفروداً فوق آخر بحيث تقفز الفتيات الأخريات من فوق هذه الكفوف ومن تربح تحصل على جائزة على الفور. وعلى الرغم من صعوبة اللعبة في البداية إلا أن بعض الفتيات استطعن اجتياز الكفين بسهولة ومن ثم الحصول على الجائزة لتتوالي بعد ذلك ألعاب أخرى أبرزها «سبع قطوات في التنور» في جو مفعم بالمرح حيث بدت السعادة ظاهرة على وجوه جميع الأطفال والحضور كافة. استعراضات العيالة وذكريات فرحة الانتصار في مشهد نال إعجاب الجمهور، وقف عوض خليفة العزاني شاعر وقائد فرقة خير بن الحاي الكويتي للعيالة يوجه صفين من الرجال الذين تقابلوا وأخذوا يقدمون حركات استعراضية على وقع طبول تهيأت بعد تسليط قليل من النار عليها حتى تخرج الصوت المطلوب، ويبين أن فرقة العيالة هذه جاءت خصيصاً من العين من أجل المشاركة في احتفالات القرية التراثية باليوم العالمي للتراث وجميع أعضائها مدربين بشكل جيد على الرقصات والأهازيج الشعبية والأشعار التراثية. ويشير إلى أن عمر هذه الفرقة 60 عاماً وأجيالها متغيرة والطبول هي أساسية فيها وكانت تقام هذه الاستعراضات قديماً يشكل مجاني إذ كان يكفي أن يعرف أن هناك عرساً لأحد الجيران فيسابق الجميع من أجل مجاملة أهل العرس أم اليوم فهي أصبحت ترفاً ويُدعى أصحاب هذه الفرق في المناسبات العامة والسبب في ذلك أنها كانت أساس حياة المواطنين قديماً فهي كانت تعبيراً عن فرحتهم بالانتصار، فتفخر وترقص بالشعر والأهازيج الشعبية على وقع الطبول. ويضيف: على الرغم من أننا ندعي في المناسبات العامة إلا أننا نشعر بأننا نؤدي واجباً وطنياً حيث يستمتع الجميع بهذه الرقصة ويتحمس الشباب لتقليدها لأنها جزء من ماضي الإماراتيين القديم وجزء مهم أيضاً من حاضرهم السعيد. تميز مشاركة الطفلة إليازية في الفعاليات في مدخل القرية التراثية وقرب بداية الفعاليات ظهرت الطفلة إليازية جهاد التي لبى لها الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أمنيتها بأن تراه حيث قام سموه بزيارتها في مدرستها في لفتة إنسانية جميلة يحفظها التاريخ، وكان نادي تراث الإمارات قدم لها دعوة للمشاركة في الفعاليات خاصة في المسيرة الحاشدة. وحظيت الطفلة طوال اليوم برعاية خاصة في القرية وتقول: بآلاف من الصخور الصغيرة صنعت علم الإمارات ودائماً أحرص على مشاركة الأطفال في الأنشطة التراثية وقد سبق لي زيارة جزيرة السمالية وهي قطعة جمالية قل نظيرها في العالم حيث أعجبتني الغزلان الآمنة التي تتحرك بين الناس داخل الجزيرة وطائر الطاووس بألوانه الجميلة والطيور البرية بصفة عامة. وتتابع: أحب قراءة قصص الأطفال خصوصاً المستوحاة من تراث الإمارات وأمنيتي حين أكبر أن أصبح طبيبة متخصصة في علاج أمراض ذوي الاحتياجات الخاصة وسأبلغ أملي حيث إن أمي تهتم بي وتحرص على تعليمي بشكل جيد وتزرع في حب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد طيب الله ثراه وخالي أيضاً يحفظني الأشعار الوطنية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©