الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دبي التراثي».. مشاهد حية تسلط الضوء على الحرف الشعبية

«دبي التراثي».. مشاهد حية تسلط الضوء على الحرف الشعبية
19 ابريل 2013 21:09
شهد مهرجان دبي البحـري التراثي الذي انطلق 14 أبريل الجاري إقبالاً كبيراً على متابعـة حزمـة من الأنشـطة المتنوعـة التـي نالت تقدير الحاضـرين، ونقلتهـم إلى ذكرى بدايات مرحلة التأسيـس، فيما وصفه الجمهور بأنه دعوة إلى الأجيـال الحاليـة للغـوص فـي جذور الماضـي والاسـتفادة من تجاربـه، والاطـلاع على حياة الآبـاء والأجـداد، التي تجسـدت فـي الكثيـر مـن الفعاليات في المهرجان. نسرين درزي (دبي) - تتواصل فعاليات «مهرجان دبي البحري التراثي» حتى مساء اليوم بالمزيد من المشاهد الحية التي تمثل الحرف الشعبية لمجتمع الإمارات قديماً، والحدث الذي يقام في منطقة أم سقيم 2 بتنظيم من «هيئة دبي للثقافة والفنون» بالتعاون مع نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، يضيء على تفاصيل حياة الصيد والغوص. فنون أدائية ويتضمن برنامجاً متنوعاً من الأنشطة الرياضية بينها سباقات القوارب الشراعية وقوارب التجديف المحلية، وأكثر من 20 فقرة ثقافية وتراثية. وتقام على هامش المهرجان الذي يستقطب أفراد العائلة من الكبار والصغار معارض التصوير الفوتوغرافي حول الغوص وعروض نماذج السفن وكيفية استخراج اللؤلؤ من المحار. إضافة إلى عروض الفنون الأدائية ومعرض المنتجات الوطنية ومجلس النوخذة وعروض أطفال المدارس والألعاب الشعبية وسواها. ويتيح المهرجان أمام الزوار فرصة الخروج إلى الأجواء المفتوحة للاستمتاع بمظاهر الموروث الثقافي والاجتماعي ومقاربته مع أوجه عصرية. وتتوافر في منطقة الحدث الكثير من الوسائل الترفيهية المناسبة للأطفال بما فيها المرافق الشعبية التي تقدم المأكولات الإماراتية بالطريقة التقليدية. صيد المحار وتذكر نيفين وليم المنسقة الإعلامية للمهرجان، أن الأهمية التي يوليها للتراث سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس «هيئة دبي للثقافة والفنون»، رئيس نادي دبي الدولي للرياضات البحرية، تظهر جلياً في مختلف الفعاليات المقامة. وتذكر أن «مهرجان دبي البحري التراثي» يهدف إلى التركيز على الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع البحري في إثراء النسيج الثقافي والاجتماعي العريق لدبي، بالتزامن مع تعريف مختلف شرائح الجمهور بالتراث الغني الذي تتمتع به الإمارة عبر سلسلة من الأنشطة والمبادرات الهادفة. وتقول إن إحياء صور الماضي عبر تنظيم مثل هذه الأحداث من شأنه أن يعطي قيمة حقيقية للتاريخ العظيم الذي عاشه أهل البلاد. وتشير نيفين وليم إلى تفاعل الجمهور مع فقرات الغوص والتي تشرح الطريقة الأولية لصيد المحار والحصول منه على اللؤلؤ الذي كان في ذلك الوقت الثروة الوحيدة لأهالي المناطق الساحلية. ماضي الأجداد ويتحدث فيصل الفارسي عن إعجابه بهذا النوع من الفعاليات التي يعتبرها مؤتمنة على تراث الإمارات بمختلف أبعاده. ويذكر أن المهن القديمة ولاسيما تلك المتعلقة بحياة البحر، لا بد من توارثها منعا لاندثارها. إذ إن تعاقب الأزمنة قد يكون ظالما للأجيال المقبلة ما لم يترك لها الحاضر ما تبني عليه للمستقبل. ويقول فيصل إنه يزور المهرجان للمرة الثانية، حيث يصطحب معه 3 من أصحابه الذين لا يفقهون الكثير عن التراث البحري. وهو من حرصه على الترويج للموروث الوطني، يجد نفسه معنيا بتشجيع المحيطين به على التعرف إلى أمجاد الأجداد ولو بالنظر إليها من قرب. الرأي نفسه يسجله خالد آل سلوم الذي يعمل في بيع أدوات الصيد، وقد صادف وجوده ضمن فعاليات المهرجان كنوع من الهواية في الاطلاع على الأدوات القديمة التي كانت تستعمل زمن الغوص. ويلفت إلى أنه نشأ في بيئة بحرية مما دفعه إلى التعمق في تفاصيل الصيد كنوع من حماية هذه المهنة العريقة. ويذكر خالد أنه مع التطور في كل شيء، لكنه ينتقد إلى حد بعيد كل من يبتعد عن التثقف بماضيه على اعتبار أن الحياة العصرية اختلفت عن ذي قبل. ويؤكد أنه ما من سبيل إلى تحقيق التطور المنشود لولا التمسك فعلا بأمجاد الماضي. وهذا ما يؤمن به ويربي أبناءه عليه الذين اصطحبهم معه إلى «المهرجان البحري التراثي» ليزرع بداخلهم ما حصده من والده. ويعلق جمال المرر على التنوع الذي يشهده المهرجان، بدءاً بالحرف البحرية إلى المطرزات النسائية وأعمال الغوص والسعف المرتبطة إلى حد كبير بحياة البحر. ويشير إلى الدور الذي كانت تلعبه الجدات في المساعدة غير المباشرة بأعمال الغوص والصيد ومواجهة البحر. ولا سيما من خلال وقوفهن إلى جانب الأجداد المنهمكين في توفير سبل الحياة الكريمة، فيما مسؤولية البيت والأبناء على النساء. ويقول إن هذه المسألة المهمة لم يغفلها منظمو المهرجان الذين جمعوا بين الحرف الرجالية والنسائية في مزج مفيد وواضح.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©