الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الهند بعد عام على هجمات مومباي

29 نوفمبر 2009 01:27
إيميلي واكس مومباي عندما تم استدعاء جنود شرطة احتياطيين، من منطقة ريفية إلى مومباي، لحراسة معلمين من أهم المعالم التاريخية والسياحية الهندية على الإطلاق، وهما قصر تاج محل التاريخي الرائع، وبرج وبوابة الهند المهيبين المطلين على واجهة بحر العرب، فإنهم شعروا بالفخر الشديد لأنهم سيحمون هذين المعلمين اللذين كانا هدفا أساسياً للهجمات الإرهابية المروعة التي وقعت في شهر نوفمبر الماضي، وأسفرت عن مصرع 165 شخصا. ولكن هؤلاء الشبان القادمين من منطقة "سولاباور" والذين تقع قاعدتهم خارج مدينة مومباي لم يتخيلوا أنهم سيصبحون بلا مأوى، وأنهم سوف ينشرون ملابسهم على أعمدة كي يجففها هواء البحر الرطب، وينامون على بطانيات خشنة مطوية تحت أثرين يرمزان لثراء الهند. "كرجال أمن لا يزال أمامنا العديد من المشكلات" هذا ما قاله "مانوج" وهو ضابط شرطة محمر العينين طلب عدم ذكر اسم عائلته حتى لا يفقد وظيفته. وأضاف: "كي أكون صريحاً معك فإننا خائفون من التعبير عن شكوانا علنا". وعلى الرغم من أن "ما نوج" لم يكن لديه مأوى، فإن الضباط الأكبر رتبة والتابعين للعديد من من الفرق الأمنية المتنوعة بما في ذلك الفرق شبه العسكرية والفرق المشكلة حديثا لمقاومة الإرهاب كانوا هم أيضا يعيشون في العراء، بالقرب من المواقع الحساسة في هذه المدينة العملاقة، التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون إنسان. والمراكز المتواضعة لأقصى حد التي يعسكر فيها رجال الأمن هؤلاء تبرز بشكل جلي الفجوة بين ما وعد الساسة الهنود بعمله عقب وقوع الهجمات الإرهابية بشأن تحسين أحوال رجال الأمن وبين ما قدموه بالفعل. مع تنامي المد الجهادي الإسلامي في باكستان المجاورة، والتمرد المتفاقم في أفغانستان القريبة، لم تكن قدرة الهند على الحيلولة دون وقوع الهجمات من خلال جمع المعلومات، وتطوير الأداء الأمني أكثر أهمية في أي وقت، مما هي عليه الآن. التقى الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الهندي "مانموهان سينج" بالرئيس أوباما في العاصمة الأميركية واشنطن. وجهود البلدين في مكافحة الإرهاب تصدرت أجندة المباحثات. ويشار إلى أن إدارة أوباما تنظر إلى الهند باعتبارها شريكا رئيسيا في منطقة غير مستقرة كما يقول السفير الأميركي لدى الهند "تيموثي جيه. رويمر" الذي قال أيضا إن الولايات المتحدة "سوف تعمل يدا بيد مع الهند لمنع وقوع المزيد من الهجمات الإرهابية". على الرغم من كل ذلك يرى الخبراء الأمنيون أن مومباي العاصمة المالية والسياحية للهند وأكبر مدنها لا تزال منكشفة أمام المخاطر. فوفقا لـ "معهد إدارة الأزمات" بنيودلهي فإن مومباي تمتلك واحدة من أقل نسب رجال الشرطة إلى المواطنين في العالم. يعلق "كانوار بال سنغ جيل" رئيس المعهد المذكور، والمدير السابق للشرطة في ولاية البنجاب الشمالية على ذلك بقوله: "في الهند تعتقد المؤسسة السياسية أن المهمة المطلوبة قد أنجزت بمجرد أن يلقي واحد من تلك المؤسسة خطابا". وأضاف "جيل" ليس هناك نقص في الوطنية هنا ولكن هناك نقصا في التدريب". في العديد من المرات كان العديد من رجال الأمن الذين تمت مقابلتهم خلال العام الحالي من قبل منظمة "هيومان رايتس ووتش" يؤكدون أنهم لم يتدربوا على مكافحة الإرهاب" هذا ما يؤكده "ميناكشي جانجلي" الباحث بالمعهد، والذي نشر تقريرا مؤخرا يعدد فيه نواحي القصور التي يعاني منها الأمن الهندي. يقول جانجلي" بعد انقضاء عام على تلك الهجمات، وبعد أن أدرك الجميع أن المهاجمين جاءوا عن طريق البحر فإن أحداً لا يدري كيف يمكن مواجهة احتمال تكرار هذا الأمر. هل يتم ذلك من خلال جعل رجال الأمن ينامون في العراء ويجففون ملابسهم في الهواء، ويتركون بنادقهم معرضة للرطوبة والصدأ؟ هل هذا ما يجب على دولة تأخذ التهديدات على محمل الجد أن تفعله؟". في مكتبه بنيودلهي أدلى وزير الداخلية الهندي "بي. شيدامبارام" بتصريح قال فيه:"إن وزارة الداخلية الهندية ملتزمة بتحديث الأسلحة، وتحسين عملية جمع المعلومات، وتقاسمها، والأهم من ذلك التركيز على المسائل المتعلقة بتحسين ظروف الإيواء والإعاشة للمجندين والعمل على تدريبهم التدريب المناسب" وقال مسؤولون أمنيون آخرون أنهم يعملون مع الحكومة للعثور على مساكن مناسبة لرجال الشرطة الذين تركوا في العراء، وأن البعض منهم قد نقلوا إلى مخيمات أو أقسام الشرطة. ومن ضمن ما قاله وزير الداخلية الهندي الذي يطلق عليه "الرجل الخشن" بسبب صرامته في تنفيذ خطة تطوير الأجهزة الأمنية الهندية:" إن كل ما نهدف إليه هو أن نكون أفضل استعداداً، وأكثر يقظة وإذا ما نظرنا إلى الموضوع من كافة جوانبه فسوف نجد أننا أفضل استعدادا مما كنا عليه منذ عام، وأننا سنصبح أفضل بعد عام من الآن". ويعلق "هاريش شيتي" الطبيب النفسي الذي يقدم الاستشارة النفسية لضحايا هجمات مومباي على ذلك بقوله:"هناك قدر كبير من عدم الاهتمام بآدمية رجال الأمن حيث لا ينظر إلى مهنتهم على أنها من المهن ذات الاحترام، على الرغم من أهمية العمل الذي يقومون به من أجل حمايتنا... بشكل ما نرى نحن هنا في الهند أنه ليس هناك ما يشين عندما يعيش هؤلاء الرجال في العراء من أجل أن يقوموا بمهمتهم وأنه ليس من سبب يدعوهم للشكوى من ذلك.. ولكن هذه النظرة في الحقيقة تجعل من مهمتهم في حمايتنا تكاد تكون شبه مستحيلة". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©