الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روائح عبق الماضي تفوح بين جنبات سوق «أول فال» الشعبي

روائح عبق الماضي تفوح بين جنبات سوق «أول فال» الشعبي
19 ابريل 2013 21:09
أزهار البياتي (الشارقة) - تحمل ساحة التراث في قلب الشارقة القديمة، الزائر في رحلة عبر الزمن ليعود عقوداً إلى الوراء، فيعيش مرة أخرى صوراً ومشاهد حية من ماضي الآباء والأجداد، بكل ما يتضمنه من قيم الأصالة، والحضارة، والعادات والتقاليد، حيث يدخل من بوابة القرية القديمة مباشرة إلى حضن سوق «أول فال» الشعبي، الذي يستقبله بمزيج فريد من الروائح والألوان والوجوه، مع حزمة من الأكشاك والدكاكين الصغيرة، التي يتجاور فيها الشباب الإماراتي الواعد جنباً إلى جنب، ليعبروا من خلال مشاريعهم الصغيرة عن حبهم للوطن واعتزازهم بمنجزاته والانتماء إليه. وتلتقي من خلال احتفالية «أيام الشارقة التراثية» في نسختها الـ 11 من 3 حتى 20 أبريل الجاري، نماذج متعددة من مشاركات المواطنين من الشباب والشابات على حد سواء، متيحة لأصحاب المشاريع الصغيرة والأفكار الطموحة منهم مساحات مختلفة من الفرص والتجارب، حيث تقول مسؤولة الأسواق الشعبية في مهرجان التراث، شهيرة محمد: للسنة الثالثة على التوالي تحتضن «أيام الشارقة التراثية سوقاً شعبياً صغيراً وخاصاً بالشباب يأتي تحت عنوان «أول فال»، ليكون فاتحة خير على العاملين فيه وفألاً حسناً يبشر بنجاح مشاريعهم الصغيرة، خاصة فئة الطلاب والحرفين وأصحاب المواهب والأفكار الطموحة، حيث نوفر لهم من هنا مجموعة من الدكاكين والأكشاك الخشبية الصغيرة دون مقابل يذكر، ونمدهم بالدعم الفني والمعنوي الذي يدفعهم قدما لتحقيق أهدافهم المرجوة، وذلك في سبيل إثراء فعاليات «أيام الشارقة التراثية» بمختلف البرامج والأنشطة التي تحيي زمن الماضي الجميل، وتعيد ترسيخ قيمه ومعانيه الأصيلة في وجدان الجيل الجديد، كما نساهم بدورنا من خلال هذا السوق المميز، بفتح باب العمل والتجارة لعدد من ذوي الدخل المحدود من الفتيات والفتيان الطامحين لتحسين مواردهم المالية، لاستثمار شيء من مواهبهم وطاقاتهم الإبداعية مع توظيف مهاراتهم الاجتماعية لخلق فرص للنجاح، بهدف تنشئة شباب واعد وواثق من قدراته، يخطط للمستقبل ويعمل على ترقية الذات. أصدقاء التراث وعلى رأس سوق «أول فال» يقف بكل فخر واعتزاز مسؤول رابطة أصدقاء التراث إبراهيم تاج موجهاً تلاميذه الشباب لبذل مزيد من العمل، محمساً إياهم للتعامل بأريحية وثقة مع زوار وضيوف المهرجان، معبراً عن إعجابه المطلق بطاقاتهم الحيوية وهممهم العالية، ليقول: «من خلال رابطة» أصدقاء التراث «المكونة من حوالي 30 عضواً، جمعت عدداً من الفتيات والفتيان الطامحين للعمل، ليشاركوا ضمن برامج وفقرات “أيام الشارقة التراثية” ويكون جزءا من نجاحها المتنامي من عام لعام، كونها تشكل حدثاً استثنائياً ومتفرداً على مستوى المنطقة، وهي بلا شك تعد مشروعاً شعبياً وتفاعلياً مؤثراً، يمثل حراكاً ثقافياً واجتماعياً ينتصر لهويتنا الوطنية ويعزز موروثاتنا الحضارية والإنسانية. صورة الفريج ويتابع: من خلال أفكار ومشاريع الشباب المساهمين في سوق «أول فال» نقدم للزوار والحضور صوراً من دكاكين «الفريج» في البيئة الإماراتية القديمة، حيث يعكس كل دكان تموضع هنا شيئاً من روح الماضي، حاملاً بعضاً من ملامح وسمات حياة الأولين، وهذا يتجلى ليس فقط عبر ما نستعرضه من منتجات وبضائع مستنبطة من التراث، بل حتى من خلال المسميات الطريفة التي اختارها الشباب لمشاريعهم المختلفة، فمنهم من أطلق على دكانه مسمى «ليلام» ليبيع فيه المشغولات اليدوية والمنمنمات التراثية، ومنهم من فضل «البرقع» ليستقطب المارة ويغريهم بنقش رسمات ورموز الوشم على الوجوه والأطراف. كما يبيع دكان «تأكل ما تأكل» الأطايب والحلوى على الزوار، وينادي صاحب كشك «سامان ديكا» مروجاً لبضاعته وجودتها، أما عربة شاي «الكرك» فلها عشاقها ومحبوها الذين يتوافدون عليها باستمتاع، لشرف أقداح مهيلة من رحيقها الساخن، في المحصلة يمثل هذا السوق الشعبي فرصة طموحة لكل مشارك منهم، ليعكس عبر دكانه الصغير وحماسه الكبير جانبا مضيئاً من همة جيلنا الشاب، فيبشرنا مستقبلاً بالخير والفأل الطيب الحسن.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©