هل نحن معقدون نفسياً؟ .. لماذا هذه الحساسية من قبل بعض المسلمين تجاه غير المسلمين ونحن نسعى لإعطاء انطباع جيد عنا وعن الإسلام؟ والسؤال الذي يفرض نفسه هل سمعت عن مسيحي يسأل القسيس في الكنيسة هل يجوز السلام على المسلم؟؟ وهل سمعت عن يهودي يسأل الكاهن في المعبد هل يجوز السلام على المسلم؟ فلماذا نحن نسأل هل يجوز إفشاء السلام على غير المسلمين؟ ولماذا يتطلب هذا فتوى من بعض المشايخ والأمور واضحة، خاصة أنه لا حرج من الإحسان إلى غير المسلمين بشرط ألا يكونوا معروفين بعداء المسلمين، قال الله تعالى: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ)، «سورة الممتحنة: الآية 8».
وقال الشيخ ابن عثيمين في تفسير سورة البقرة (2/294): «وأما الكافر فلا بأس من بره، والإحسان إليه بشرط أن يكون ممن لا يقاتلوننا في ديننا، ولم يخرجونا من ديارنا؛ لقوله تعالى: (لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)»، وقَالَ قَتَادَةَ رحمه الله، قَوْلُهُ: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيما وَأَسِيرًا».
قَالَ: لَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ بِالأُسَرَاءِ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْهِمْ، وَإِنَّ أَسْرَاهُمْ يَوْمَئِذٍ لِأَهْلُ الشِّرْكِ وهم الكفار وقال النووي رحمه الله في «المجموع» (6/237) «فلو تصدق على فاسق أو على كافر أو يهودي أو نصراني أو مجوسي جاز، وكان فيه أجر في الجملة. قال صاحب البيان الصيمري، وكذلك الأسير من غير المسلمين ومعلوم أن الأسير حربي، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، ويجب أن لا ننسى قوله تعالى (وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها) إمعان العقل مطلوب ولكن لدينا بعض المسلمين يتعلمون الإسلام، ولكن يطبقون بعضه، ويتجاهلون البعض الآخر فهل نحن معقدون؟؟
عدد اليوم
