السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجوم أفريقيا يناقشون هموم كرة «القارة السمراء»

نجوم أفريقيا يناقشون هموم كرة «القارة السمراء»
27 يونيو 2010 00:03
كأس العالم التي تقام للمرة الأولى في أفريقيا كانت جماهير القارة تعول عليها الكثير، كما كانت تراهن على منتخباتها الستة المشاركة في البطولة لكي تقدم مستويات متميزة ويصل أكبر عدد منها إلى الأدوار التالية. ولكن المحصلة كانت خيبة أمل كبيرة ولم يتأهل من السداسي الأفريقي سوى منتخب غانا ولذا كانت القضية كبيرة وهو ما دعا إلى إقامة مؤتمر صحفي أمس الأول في السوكر سيتي كان أشبه بالندوة لمناقشة "كرة القدم في أفريقيا"، شارك فيها ثلاثة نجوم وهم أسطورة جنوب أفريقيا السابق جومو سونو والزامبي الشهير كالوشا بواليا والنجم الفرنسي الذي ينحدر من أصول سنغالية باتريك فييرا. بدأ الحديث جومو سونو الذي قال إنه عندما يشاهد كأس العالم التي تقام حالياً في جنوب أفريقيا تنتابه العاطفة والحنين إلى كرة القدم وعندما يرى نجوم العالم يوجدون على التراب الأفريقي يعود بالذاكرة إلى الخلف ويتمنى لو أنه كان قد ولد متأخراً لكي يشارك في هذه التظاهرة التي تقام في بلده، وأضاف أنها سنة الحياة وتذكر أيام الفصل العنصري حيث قال إنه لم يكن يعرف أن جنوب أفريقيا ستشكل منتخباً واحداً وتتمكن من استضافة كأس العالم وأكد أنه عندما يشاهد المنتخب يلعب فهو يشعر بالفخر كما يتمنى لو كان لاعباً في الفريق. يعتقد سونو أن كأس العالم تمكنت من توحيد جنوب أفريقيا بمختلف أعراقها وأنه عندما رأى الشوارع والجماهير وهي تهتف لمنتخب جنوب أفريقيا و"للبافانا بافانا" كان يشعر بالسعادة فكان الجميع يشجعون المنتخب كما أنهم يحبون اللعبة. وأضاف أن كأس العالم ستظل باقية إلى البلد في ذاكرة الشعب ولن ينساها الجميع كما أنهم لن ينسوا من جعل الحلم يتحقق وخص بالذكر السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي بذل جهود جبارة في إقناع الأوربيين بأحقية القارة الأفريقية باستضافة الحدث، وأضاف أنهم يراجعون مواقفهم السابقة حالياً لأن كأس العالم تقام بشكل رائع والجميع يحسون أنهم في وطنهم كما تلاشت الجريمة وتفرغت الناس لكرة القدم. سؤ الحظ وعما قدمه منتخب جنوب أفريقيا في البطولة قال سونو إنه كان يتمنى أن يذهب المنتخب إلى الدور الثاني على الأقل ولكن لسوء الحظ فكرة القدم لعبة فيها الفوز والخسارة ويجب تقبل النتيجة في النهاية، وأضاف أنه كان يتوقع الأفضل من هذا المنتخب نظراً للإعداد الجيد الذي حصل عليه وكذلك التشجيع من مختلف شرائح المجتمع لهذا الفريق وأكد أنه كان يتوقع أن تؤدي هذه العوامل إلى تحفيز اللاعبين من أجل القتال والصراع على التأهل إلى الدور الثاني، مشدداً على أن هذا الأمر مهم في أي بطولة ألا يخرج المنتخب المضيف بشكل مبكر، حتى لا يؤثر على البطولة، ولكنه في الوقت نفسه أبدى سعادته بالفوز على المنتخب الفرنسي في آخر مباريات الفريق، وأضاف أنه يعتقد أنه كان بالإمكان تقديم ما هو أفضل بعد الاستعداد الجيد والأموال الكبيرة التي تم إنفاقها على الفريق. وعن مستوى المنتخبات الأفريقية قال سونو إنه توقع أن تظهر جميع المنتخبات الأفريقية بشكل جيد في كأس العالم ولكنها البطولة التي تضم أفضل المنتخبات في العالم وجميع الفرق جاءت بغرض الفوز، وأضاف أنه يعتقد أن بعض الفرق قدمت مستويات جيدة مثل الجزائر حيث يقول إنه فوجئ بالمستوى الذي ظهر عليه الفريق الجزائري وخصوصاً في المباراة ضد منتخب إنجلترا وأن الفريق لعب كوحدة واحدة، مرجعاً خروج الفريق لسوء الحظ، وكذلك منتخب غانا الذي لا يضم أسماء كبيرة في صفوفه ولكنهم يلعبون كفريق متكامل ويتعاونون ويقاتلون من أجل بعض. مستويات جيدة أكد سونو أن منتخب ساحل العاج قدم مستويات جيدة ولكن عابه الأداء الفردي، مشدداً على أن الجميع يجب أن يتعلموا من هذه البطولة وأن الجماعية هي سر النجاح وهي أفضل بكثير من الفردية التي تغلف أداء بعض المنتخبات ولهذا السبب كانت غانا والجزائر أكثر تميزاً من البقية. ثم تحدث كالوشا بواليا نجم منتخب زامبيا السابق حيث قال إن الأفارقة وضعوا آمالاً كبيرة على هذه البطولة على اعتبار أنها كأس العالم الأفريقية، وأن هذه الفرق الستة كانت تلعب على أرضها وأرجع سبب خروج خمسة من هذه الفرق من الدور الأول إلى الضغوطات التي وضعتها هذه الفرق على أنفسها مؤكداً أنه يجب إعادة النظر في الطريقة التي يتم إعداد الفرق من خلالها للبطولات الكبرى. تحليل المشكلة وقال كالوشا إن كل منتخب واتحاد بعد العودة إلى دياره يجب أن يعيد النظر في حساباته وأن يحلل ما هي المشكلة التي عانى منها، ويعدد الإيجابيات والسلبيات مؤكداً أن المنتخبات الستة كانت جيدة في بعض الفترات بينما لم تظهر قدراتها بشكل جيد في فترات أخرى. وقال كالوشا إن الأفارقة يظهرون بشكل جيد في مختلف الدوريات الأوربية وقاموا بالترويج لأسمائهم بشكل جيد ولأن البعض منهم فقدوا الكثير من الصلات مع بلدانهم الأصلية لذا فهم لا يؤدون مع منتخباتهم بالصورة نفسها التي يظهرون بها مع أنديتهم في أوروبا وأكد أنه إذا تم إيجاد التوازن المطلوب ستعود هذه المنتخبات بشكل أفضل. وأكد كالوشا أن المنتخبات الأفريقية تلعب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم بشكل أصعب من كأس العالم نفسها، وقال إنه يعتقد أن اللاعب عندما يلعب في كأس العالم يجب أن يتحرر من الضغوط والقيود التي تكبله في الملعب لكي يظهر بشكل أفضل مضيفاً أن كل لاعب يجب أن يعيد حساباته ليصل إلى المحصلة النهائية. نقطة التعليم ثم تحدث باتريك فييرا نجم المنتخب الفرنسي السابق وكان محور حديثه حول نقطة التعليم في القارة الأفريقية وقال إنه يرى أن التعليم هو الطريقة الوحيدة التي يستطيع أن يصل فيها الإنسان إلى حياة أفضل وهو مهم لأفريقيا بشكل كبير، وأضاف فييرا أن "الفيفا" لديه برنامج هو "هدف واحد التعليم للجميع"، مؤكداً أنه يستعمل كرة القدم واللاعبين السابقين في نشر الثقافة التعليمية بين الصغار، وقال فييرا إنه شارك في الأسبوع الماضي بافتتاح هذا البرنامج وشاهد الصغار وهم يركلون كرة القدم وهم في قمة الاستمتاع مؤكداً أنه قام بتوجيه النصائح لهؤلاء الصغار عن أهمية التعليم في حياتهم إذا أرادوا النجاح. المتاجرة بالصغار تحدث فييرا عن قضية المتاجرة باللاعبين الصغار في القارة الأفريقية وحذر منها حيث قال إن هناك أناساً يأتون من أوروبا على أنهم وكلاء لاعبين ويقومون بالتوقيع مع اللاعبين الصغار ومن ثم يختفي هؤلاء الوكلاء. وطالب فييرا بأن يحصل هؤلاء الصغار على فرصتهم في التعليم وحتى يبلغوا الثامنة عشرة يتم تخييرهم بين الاستمرار في الدراسة والذهاب إلى الجامعة أو الذهاب إلى أوروبا لممارسة كرة القدم وأكد أن وضعه مختلف لأنه غادر السنغال عندما كان عمره 8 سنوات وذهب إلى فرنسا وحصل على فرصته في التعليم. دعوة للاعتماد على المدربين الأفارقة جوهانسبرج (الاتحاد) - قال جونو سومو إن المدربين الأفارقة يتم الاستعانة بهم في كأس الأمم الأفريقية وخلال التصفيات القارية المؤهلة إلى كأس العالم ولكن عندما يكون الحديث عن البطولة الأكبر يأتون بالمدربين الأوربيين، وقال إن هذا الأمر خاطئ ولا يمت للمنطق بصلة وإذا كان المدرب قادر على الصعود بالفريق إلى كأس العالم فيجب الإبقاء عليه مـؤكداً أن المدرب الأوروبي عندما يحضر يحتاج إلى الكثير من الوقت للتعرف إلى طبيعة البلد وثقافته المختلفة والمزيد من الوقت للتعرف إلى الفريق ونوعية اللاعبين. من جانبه أكد فييرا خيبة أمله من عدم وجود مدربين أفارقة ليقودوا منتخباتهم في المحافل العالمية وطالب الاتحادات الوطنية بضم المدربين الأفارقة إلى الأجهزة الفنية لكي يتعلم المدرب الأفريقي من المدرب الأوربي أما كالوشا فهو يعتقد أن المدرب الناجح يكون جيداً في أي مكان بغض النظر عن جنسيته ولكنه رفض فكرة المدرب غير المقيم الذي لا يأتي إلى البلد سوى قبل البطولات فلا يحصل على الوقت الكافي لتحضير الفريق. الخبرة والشباب في صفوف منتخب غانا جوهانسبرج (الاتحاد) - أشاد كالوشا بالمنتخب الغاني الذي يضم الكثير من العناصر التي توجت بكأس العالم تحت 20 سنة في مصر العام الماضي وقال إن المدرب تمكن من تطعيم الفريق باللاعبين الشبان وأضافهم إلى اللاعبين أصحاب الخبرة وكانت المحصلة هي فريق متكامل ونجح في الوصول إلى الدور الثاني. وأضاف أنه في أفريقيا يجب النظر إلى العطاء وبغض النظر عن الاسم حيث إنه هناك الكثير من الأسماء التي قدمت الكثير خلال الفترة السابقة ولكنها ستترك الملاعب بسبب عامل السن وطالب المنتخبات الأفريقية بتجديد الدماء في صفوفها خلال الفترة المقبلة، واتفق معه جومو سونو حيث قال إن كل القارة ستشجع غانا لأن أفريقيا وفية لأبنائها ونفى أن يشكل هذا التشجيع ضغطاً على منتخب غانا لأن الكثير من لاعبي هذا الفريق توجوا بكأس العالم تحت 20 سنة. كأس الأمم الأفريقية بحاجة إلى مراجعة جوهانسبرج (الاتحاد) - يرى كالوشا أن اللعب في كأس الأمم الأفريقية خلال العام نفسه الذي تقام فيه بطولة كأس العالم لا يخدم المنتخبات الأفريقية كثيراً وطالب الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بإعادة النظر ودراسة الموضوع واتخاذ القرار المناسب بهذا الشأن. وقال إن المنتخبات التي فشلت في كأس أفريقيا قامت بتغيير مدربيها وعلى سبيل المثال نيجيريا وساحل العاج قامتا بالاستعانة بمدربين جديدين قبل كأس العالم بخمسة أسابيع. قانون نافع جوهانسبرج (الاتحاد) - عندما سئل فييرا عن أيهما كان يفضل اللعب له لبلده الأصلي السنغال أم لبلده بالتجنس فرنسا، فقال إنه لم يتم تخييره في اللعب لأي منتخب حيث إنه عاش في فرنسا منذ الثامنة من عمره وتم اختياره لمنتخب فرنسا للشباب وانضم فيما بعد للمنتخب الأول. وقال إنه لم يحصل أي اتصال بينه وبين أي مسؤول في الاتحاد السنغالي لكرة القدم بهذا الخصوص في تلك الأيام كما أن القانون لم يكن يسمح لأي لاعب في منتخب الشباب في دولة باللعب لدولة أخرى، وأضاف أن القانون تغير الآن وأصبح هذا الأمر ممكناً حيث يستفيد المنتخب الجزائري من هذا الأمر، واعتبر هذا الأمر جيداً وسيجعل المنتخبات الأفريقية أكثر قوة. مقارنة معدومة جوهانسبرج (الاتحاد) - عن المقارنة بين الجيل السابق والحالي قال سونو نجم منتخب جنوب أفريقيا الأسطوري إنه لا توجد مقارنة ففي السابق لم تكن المادة موجودة، كما هي الحال هذه الأيام وكانت اللاعبون يمارسون كرة القدم من أجل الشغف باللعبة وحب كرة القدم، وقال إنه في عام 1974 زار منتخب الأرجنتين جنوب أفريقيا وقامت حكومة الفصل العنصري وللمرة الأولى بتشكيل منتخب من اللاعبين البيض والسود حيث تكون المنتخب من ستة لاعبين بيض وسبعة من السود وللمرة الأولى يتجمع هذا الخليط في غرفة ملابس واحدة. اللاعب الواحد لا يمكن أن يحقق الفوز جوهانسبرج (الاتحاد) - قال فييرا عن الفرق بين اللاعبين الأفارقة عندما يلعبون في أنديتهم وما يقدمونه لمنتخباتهم أن هناك أسماء تلعب بشكل جيد في أوروبا ولكنهم يعانون مع منتخباتهم وأرجع فييرا الأمر إلى الضغوطات التي يتعرض إليها اللاعب فعندما يلعب ايتو ودروجبا مع الإنتر أو تشيلسي يكون إلى جوارهما 15 نجماً بالمستوى نفسه وهم يتشاركون معهم في تحمل الضغوطات بينما هما مطالبان عندما يلعبان في منتخبيهما من قبل الناس والإعلام أن يفوزا بالمباريات بمفرديهما. وأضاف أنه في كرة القدم لا يمكن أن يفوز لاعب واحد في المباريات وقد يصنع الفارق والخطأ الكبير الذي يرتكبه بقية اللاعبين أنهم يعتمدون على هذا اللاعب بشكل كبير ولكن هذا اللاعب بحاجة إلى جهود موازية من زملائه ولذا فالمطلوب من بقية اللاعبين أن يتحملوا مسؤولياتهم كفريق.
المصدر: جوهانسبرج
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©