وافقت ملكة بريطانيا أمس رسمياً على زواج حفيدها الأمير وليام من كيت ميدلتون، التي أعلنت أنها لن تتعهد بطاعة زوجها في عهود الزواج، ولكنها ستتعهد بحبه واحترامه والحفاظ عليه.
وأعلن متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني أنه سيرتدي حلة رسمية بذيل في الزفاف الملكي المرتقب الأسبوع المقبل، الذي سيحظى بتغطية إعلامية لا تتوافر إلا للدورات الأولمبية، خاصة أنه من المتوقع أن يشاهد الحدث مليارا شخص عبر وسائل الإعلام المختلفة. ومن جانبه أعلن الأمير تشارلز والد الأمير وليام أنه سيسافر للاسترخاء بعد انتهاء الزفاف.
منحت الملكة إليزابيث موافقتها الرسمية لزواج حفيدها الأمير وليام من كيت ميدلتون في صورة وثيقة قانونية تاريخية مكتوبة بخط اليد ومصنوعة من الجلد.
وطبقاً لبنود قانون الزيجات الملكية لعام 1772 فإن ملكة بريطانيا ينبغي أن تصادق رسمياً على زواج أبنائها والأحفاد الأقربين للملك جورج الثاني الذي حكم في القرن الثامن عشر قبل زفافهم.
ويحمل صك الموافقة الذي نشر مكتب وليام صوراً منه أمس الأول توقيع الملكة “اليزابيث أر” ومختوم بختم المملكة. وصك الموافقة هو أحد الصكوك القليلة جداً التي يتم ختمها بختم المملكة.
وسيمنح الصك لوليام وميدلتون بعد زفافهما في 29 أبريل. وقال مكتب وليام إن جلد الكتابة لا يستخدم إلا في الوثائق الحكومية ذات الأهمية القصوى.
وذكر تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميرور” أمس أن كيت ميدلتون خطيبة الأمير ويليام لن تتعهد بـ”طاعة” زوجها مستقبلاً في عهود الزواج خلال حفل زفافهما المقرر الجمعة المقبلة.
وستحذو ميدلتون (29 عاماً) حذو الأميرة الراحلة ديانا (أميرة القلوب) وآلاف أخريات في الآونة الأخيرة بحذف كلمة “طاعة” واستبدالها بـ”حب وراحة واحترام والحفاظ” على الأمير.
وفي إطار الاستعداد لحفل الزفاف، عاد الأمير ويليام إلى لندن من قاعدة تابعة لسلاح الجو الملكي في مدينة أنجليسي في ويلز، حيث إنه أحد طياري البحث والإنقاذ هناك. وسيقضي الزوجان بعض الوقت في بروفات حفل الزفاف.
ومن المتوقع أن يتوجه حوالي 8 آلاف صحفي إلى لندن لحضور الحدث الذي سيتابعه حوالي ملياري مشاهد عبر شاشات التلفزة في أنحاء العالم، مقارنة بنحو 750 ألفاً شاهدوا زفاف الأمير تشارلز والأميرة ديانا قبل 3 عقود.
وعلى صعيد الحدث، سيرتدي رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون حلة رسمية بذيل في الزفاف الملكي الأسبوع المقبل بدلاً من الحلة العادية.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال متحدث باسم كاميرون إن رئيس الوزراء البريطاني المحافظ سيرتدي حلة عمل لينأى بنفسه عن التعليقات التي تصنفه على أنه “شخص يعنى بأناقته عناية فائقة” في زمن التقشف الوطني.
لكن المتحدث قال أمس الأول إن كاميرون سيرتدي حلة رسمية تقليدية ذات معطف أسود بذيل في زفاف الأمير وليام. ويمكن للضيوف في الحفل الذي سيكون من بينهم أسر ملكية أجنبية وأعضاء عاديون من الشعب اختيار الزي الذي يرتدونه، إما حلة خروج وقورة أو حلة رسمية.
وسيغطي آلاف الصحافيين بالتفاصيل الدقيقة زواج الأمير وليام وكايت ميدلتون الذي يعتبر حدثاً رئيساً خلال عام 2011 لوسائل الإعلام العالمية التي ستكرس له ساعات من البث المباشر. ويتوقع أن يتابع مليارا مشاهد المراسم التي تقام في 29 أبريل بكاتدرائية ويسمنستر، تليها جولة في عربة تجرها جياد في شوارع لندن.
ويقول ماكس كليفورد المستشار في شركة بريطانية للعلاقات العامة “إنه الحدث الإعلامي الرئيسي هذه السنة، لأنه حدث سعيد. كل ما حصلنا عليه خلال السنة الحالية هو مأساة بعد أخرى من حروب وزلازل”.
وشدد مسؤول جمعية الصحافيين الأجانب في لندن كريستوفر وايلد على أنه لم يسبق له أن رأى حماسة كهذه قائلاً “الاهتمام أكثر بكثير من أي حدث آخر في الماضي بما في ذلك خلال الأزمة الاقتصادية”.
وتظهر هذه الحماسة كذلك في الولايات المتحدة ودول الكومونولث، فضلاً عن الصين والمكسيك والبرازيل.
وفي ألمانيا ستبث مراسم الزفاف مباشرة في 16 دار سينما. وستتم متابعة الحدث مباشرة في باكستان، حيث تخصص الصحف تغطية يومية للاستعدادات، فضلاً عن ماليزيا والفيلبين. وبمناسبة الزواج الملكي سترسل المحطة الإخبارية الأميركية “سي إن إن” فريقاً من 50 شخصاً إلى بريطانيا، من بينهم مقدما البرامج الشهيران آندرسون كوبر وبيرس مورجان.
وتتطلب التغطية مبالغ طائلة، فمشاهد المراسم في كاتدرائية ويسمنستر التي ستصورها “بي بي سي” تباع بالدقيقة، كما هو متبع في مناسبات كهذه. ويقول صحافي تلفزيوني “لم يسبق أن دفعنا هذا السعر الباهظ لدقيقة” من قبل. أما أفضل المواقع لالتقاط صور أول قبلة للزوجين في شرفة قصر باكينجهام فتباع بألف يورو تقريباً.
وستنشر “بي بي سي” ما لا يقل عن 550 شخصاً في يوم الزفاف وستنصب 100 كاميرا داخل كاتدرائية ويسمنستر وعلى طوال المسار الذي ستسلكه العربة لتوفير التغطية المباشرة لعشرات الدول.
وستوضع حوالى 140 شاحنة لإدارة البث المباشر في “جرين بارك” قرب قصر باكينجهام لتوفير البث لـ48 استديو تلفزيوني، تم بناؤها خصيصاً للمناسبة.
في الوقت نفسه، وضعت مواقع إنترنت نفسها في حالة تأهب، كما تفعل عادة في كأس العالم لكرة القدم أو دورة الألعاب الأولمبية مع أعداد لا تحصى من أشرطة الفيديو ومجموعات صور ومسابقات. ويشكل الزواج “أولوية” لبوابة الإنترنت “ياهو!”، حسبما أفاد مراسلها للشؤون الملكية مارتن روجرز.
عدد اليوم
