الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تفريخ سبعة من «العقبان النسارية» في بوطينة ووصول سلاحف «منقار الصقر» للتعشيش

تفريخ سبعة من «العقبان النسارية» في بوطينة ووصول سلاحف «منقار الصقر» للتعشيش
22 ابريل 2011 23:18
أعلنت هيئة البيئة بأبوظبي عن تفريخ سبعة من طيور العقاب النسارية ووصول اثنين من سلاحف منقار الصقر للتعشيش في جزيرة بوطينة التي بقي أمامها ما يقل عن سبعة أشهر ليتم اختيارها ضمن عجائب الطبيعة السبع، وهو ما يتطلب من عامة الجمهور تكثيف عملية التصويت لبوطينة لتكون واحدة من العجائب. وشوهدت طيور العقاب النسارية السبعة، والتي يعتقد أنها ولدت في بداية العام الجاري، في ثلاثة أعشاش محمية منتشرة في مناطق مختلف في الجزيرة، حيث ولدت خمسة من هذه الطيور في مواقع تعشيش صناعية قامت الهيئة ببنائها بهدف تشجيع عملية التكاثر، بينما ولد طائران آخران في عشّ طبيعي بنته طيور عقاب نسارية بالغة في جزيرة بوطينة. وأوضح عمر المنصوري منسق التنوع البيولوجي في الهيئة للصحفيين خلال جولة إلى جزيرة بوطينة الأربعاء الماضي أن طيور العقاب النساري تعد من الأنواع الرئيسية الهامة التي تحتضنها بوطينة، حيث تشكل ملجأً آمناً للطيور، الأمر الذي ساهم بشكلٍ مباشر في نجاح تكاثر العقاب النسارية. وشملت جولة الصحفيين في الجزيرة، التي تقع على بُعد 130 كيلومترًا غرب أبوظبي واستغرق الوصول لها من مدينة أبوظبي أربع ساعات باستخدام وسيلتي نقل بري وبحري، أماكن تكاثر شجر القرم التي يصل علوها إلى سبعة أمتار، وأماكن تجمع طيور الفلامنجو، والنورس، فيما لم يحظى الصحفيون برؤية بقر البحر وسلاحف منقار الصقر وهي النوع الوحيد من السلاحف البحرية المعروف بتعشيشه على شواطئ الجزر بإمارة أبوظبي، وذلك نظرا لعدم ظهورها خلال تواجد الصحفيين. من جانبه، أكد أحمد بلوشي وهو أحد المراقبين في الجزيرة، أن بوطينة تعد إحدى الجزر القليلة المتبقية في أبوظبي التي تحتفظ بنقائها الأصلي، ويرجع هذا في المقام الأول إلى الجهود التي تبذلها الهيئة لضمان بقاء الأنواع البحرية ومواطنها في حالة فطرية سليمة بعيداً عن أي نشاط بشري باستثناء ما تم بناؤه من مرافق مخصصة لعمليات المراقبة الأساسية. وقال البلوشي الذي يقضي ما يزيد عن أسبوعين من كل شهر في بوطينة أن الجزيرة البعيدة عن التأثيرات السلبية للأنشطة البشرية كمشاريع التنمية الساحلية واستخدام القوارب والصيد، تعتبر موطنا طبيعيا لأنواع عديدة من الكائنات التي تنمو وتتكاثر فيها على الرغم من درجات الحرارة القاسية والملوحة العالية للمياه، وتحتضن ما يحيط بها من حياةٍ بحرية لتكون موطناً لسبع مجموعات فريدة من أنواع النباتات والحيوانات. وحول اختيار العقاب النساري بوطينة كموطن للتعشيش فيها أوضح المنصوري أن جزيرة بوطينة غير المفتوحة أمام عامة الجمهور توفر لطيور العقاب النسارية مصادر طبيعية متعددة للتغذية المتوفرة في المياه المحيطة بها مثل أسماك ثلاثية الأشواك قصيرة الأنف وأسماك الفراشة والأسماك الإبرية، هذا بالإضافة إلى كونها بيئة هادئة وآمنة للتعشيش. وتعد طيور العقاب النسارية المعروفة محليا باسم “دامي”، من الطيور الهامة على المستوى الدولي، حيث تعتبر ذات أهمية بيئية كبيرة. ويعتمد العقاب النساري على الأسماك كمصدر أساسي في نظامه الغذائي، الأمر الذي جعله يصنف ضمن الطيور الجارحة فهو طائر متخصص في صيد الأسماك ويتميز بوجود أصبع خارجي مرن وراحة قدم شوكية مهيئة لالتقاط وحمل الأسماك. وذكر المنصوري أن طول طائر العقاب النساري يصل إلى حوالي 60 سم، بينما يمكن أن يمتد طول جناحيه إلى مترين. ويتكاثر العقاب النساري في الجزيرة العربية في البحر الأحمر والخليج العربي وخليج عمان. وتوجد أكبر الأعداد المتكاثرة وأكثر الأعشاش في الخليج العربي في الجزر الغربية لدولة الإمارات العربية وفي مسندم بسلطنة عمان. وذكر ثابت زهران آل عبد السلام، مدير قطاع إدارة التنوع البيولوجي في الهيئة أن سلحفاتين من فصيلة منقار الصقر، وهي من الأنواع المهددة بالانقراض، وصلتا إلى جزيرة بوطينة للتعشيش، مما يشير إلى بداية موسم تعشيش السلاحف على الجزيرة. وقال آل عبد السلام إن إمارة أبوظبي تعد مركزاً هاماً لطيور العقاب النساري، حيث تأوي الإمارة 90% من إجمالي أعدادها الموجودة في الدولة مما يشكل أهمية بالغة على المستوى الإقليمي حيث تمثل هذه المجموعة معظم المجموعة الموجودة في الخليج العربي. وأضاف أن “الوجود البشري المستمر والأنشطة التنموية تعتبر من المخاطر الرئيسية التي تجبر العقاب النساري على هجر أعشاشه، لهذا فإن جزيرة بوطينة تشكل ملجأ آمنا وغنيا بالغذاء لهذا النوع من الطيور، مما يفسر تواجد أعداد صحية من أفراخ العقاب النساري في هذه البيئة الفريدة التي تتمتع بها الجزيرة. وبعد إدراج جزيرة بوطينة ضمن القائمة النهائية للمتنافسين في مسابقة عجائب الطبيعة السبع، فمن الجميل أن تكون الجزيرة موطناً جديداً لسبعة طيور عقاب النساري أيضاً”. وقال آل عبد السلام إن الإمارات تحظى بتقدير كبير على المستوى الدولي لما تأويه من أنواع متنوعة من الطيور. كما أن توفر السبخات والمسطحات الطينية وأشجار القرم ومياه البحر الضحلة الدافئة جعل من الجزيرة ملاذاً مناسباً للعديد من أنواع الطيور الساحلية المختلفة، بعضها مهدد بالانقراض على المستوى العالمي مثل الغاق السوقطري. وأضاف أن بوطينة “تعد مثالاً حياً على أهمية تطبيق برامج الحماية الصارمة وقدرتها على دعم استدامة تراثنا الطبيعي والحافظ على أنظمتنا البيئية لنا ولأجيال المستقبل”. يذكر أن جزيرة بوطينة كانت قد تأهلت لتندرج ضمن 28 موقعاً تم اختياره من بين 447 موقعاً طبيعياً مرشحاً من كافة أرجاء العالم للمشاركة في مسابقة عجائب الطبيعة السبع الجديدة، والتي سيتم الإعلان عن نتائجها في نوفمبر المقبل. وكانت الهيئة قد أطلقت في العام الماضي حملة دولية لتشجيع الناس على التصويت لصالح جزيرة بوطينة لتكون واحدة من عجائب الطبيعة السبع الجديدة. وجددت هيئة البيئة دعوتها للجمهور العام للتصويت لبوطينة وذلك عبر الموقع الإلكتروني www.butinah.ae حيث يمكن التصويت مرة واحدة فقط لكل بريد إلكتروني، أوعبر إرسال رسالة نصية قصيرة تحتوي على كلمة “بوطينة” إلى الرقم 3888 حيث يمكن التصويت أكثر من مرة مقابل درهمين لكل رسالةٍ نصية قصيرة. وتعتبر بوطينة جزءًا من منطقة محمية مروح البحرية، وهي أول محمية محيط حيوي بحري في المنطقة. وبالرغم من درجات الحرارة والملوحة القاسية، إلا أن الجزيرة في ازدهار مستمر، إذ تعد موطناً طبيعياً لأنواع مختلفة من الكائنات كالمرجان والأعشاب البحرية وأبقار البحر والسلاحف البحرية، مما جعلها بمثابة مختبر حيّ وموقع هام للأبحاث المتعلقة بالتغير المناخي. وتعتبر قدرة الشعاب المرجانية في جزيرة بوطينة على البقاء متعافية في ظل بيئة قاسية وصعبة بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الملوحة، درسا مهما للعلماء حول قدرة الشعاب المرجانية على البقاء بالرغم من الاحتباس الحراري حول العالم. وقد يصل ارتفاع أشجار غابات القرم على جزيرة بوطينة إلى خمسة أمتار، حيث تستطيع دعم أنواع مختلفة من الطيور والأسماك والقشريات. كما تأوي مياه الجزيرة ثاني أضخم تجمع لأبقار البحر في العالم، حيث يستوطن معظم أفراد ذلك التجمع مياه جزيرة بوطينة نظراً لقدرتها على توفير مروج الحشائش والأعشاب البحرية لأبقار البحر. واستطاعت هذه الكائنات المهددة بالانقراض العيش على الجزيرة دون إزعاج في ملاذ طبيعي نظيف بفضل جهود إدارة التنوع البيولوجي البحري التابعة للهيئة. وتتواجد أيضاً ثلاثة أنواع من الدلافين في المياه حول الجزيرة، وهي دولفين المحيط الهندي، الهادي الأحدب والدلافين قارورية الأنف. وتعد جزيرة بوطينة محطة هامة لتكاثر العقاب النساري على المستوى العالمي، كما تستضيف بوطينة مجموعة من طيور الغاق السوقطري تتراوح بين 20 ألفاً و25 ألف طائر.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©