الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

النظام المالي الأميركي المضطرب يواجه أزمة لا مثيل لها

النظام المالي الأميركي المضطرب يواجه أزمة لا مثيل لها
16 سبتمبر 2008 00:31
واجه النظام المالي الاميركي المضطرب أزمة لم يسبق لها مثيل أمس، حيث ينتظر أن يطلب بنك ليمان براذرز حمايته من الدائنين، بينما سيشتري بنك اوف اميركا بنك ميريل لينش المتعثر، في الوقت الذي أعلن فيه مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) للمرة الأولى أنه سيقبل تقديم قروض نقدية مقابل أسهم· وفي يوم أحد أسود لوول ستريت وافقت عشرة من أكبر بنوك العالم ايضاً على تكوين صندوق للطوارئ بقيمة 70 مليار دولار يكون من حق أي من هذه البنوك الحصول على ثلث قيمته· من ناحية أخرى، ذكرت تقارير صحفية أن مجموعة اميركان انترناشونال جروب (ايه· اي· جي) للتأمين المتعثرة طلبت من البنك المركزي الاميركي منحها قرض انقاذ· وتشير هذه التطورات التي تأتي بعد ثلاثة أيام من المحادثات بين الرؤساء التنفيذيين للبنوك والسلطات التنظيمية في مقر مجلس الاحتياطي الاتحادي الى أن وول ستريت وواشنطن تسلمان بأن قدراً هائلاً من الدعم والمساعدة أصبح مطلوباً في مواجهة أزمة الائتمان ومتاعب سوق المساكن في الولايات المتحدة· وقال بنك اوف اميركا إنه وافق على شراء ميريل لينش آند كو في صفقة بالأسهم قيمتها 50 مليار دولار بعد واحدة من أسوأ عطلات نهاية الاسبوع على الاطلاق في وول ستريت· وقال جيمس المان المدير في صندوق سيكليف كابتيال للتحوط إن الصفقة تعزز مركز بنك اوف اميركا في ثلاثة مجالات للعمل المصرفي كان ضعيفا فيها· واضاف: ''الآن اصبح لدى بنك اوف اميركا واحدة من افضل واكبر شركات السمسرة في مجال التجزئة في البلاد وواحدا من أكبر البنوك الاستثمارية في العالم وحصة كبيرة في واحد من أفضل البنوك التي تدير الاستثمارات في العالم''· ووافق بنك اوف اميركا على دفع 0,8595 سهم من أسهمه العادية مقابل كل سهم في بنك ميريل لينش· ويعادل السعر 1,8 مرة القيمة الدفترية الحقيقية المعلنة للسهم· وبموجب الصفقة يشتري البنك ما قيمته نحو 44 مليار دولار من الأسهم العادية لميريل لينش، بالاضافة الى ستة مليارات دولار من عقود الخيارات والأوراق المالية القابلة للتحويل الى أسهم عادية· ويمثل السعر الذي يبلغ نحو 29 دولاراً للسهم علاوة سعرية بنسبة 70 بالمائة فوق سعر سهم ميريل يوم الجمعة رغم أن أسهم ميريل كانت تبلغ 50 دولاراً للسهم في مايو واكثر من 90 دولاراً في اوائل يناير ·2007 وقال بتير كيني عضو مجلس الادارة المنتدب في نايت ايكويتي ماركتس في جيرسي سيتي: ''النظام المالي الأميركي بدأ يكتشف أن الأرضية التي تقف عليها أساساته تتحرك، كما لم يحدث أبداً من قبل· إنه عالم مالي جديد على شفا عملية اعادة تنظيم شاملة''· وسيصبح بنك ليمان أشهر حالة لاشهار الافلاس في وول ستريت منذ انهيار مؤسسة دركسل برنام لامبرت المتخصصة في السندات عالية المخاطر في عام ·1990 وهبط مؤشر ستاندرد آند بورز 500 للمعاملات الآجلة في الأسهم 3,6 بالمائة بعد أن أعلن بنك ليمان أنه سيتقدم بطلب لحمايته من الدائنين· وهبط الدولار بشدة متأثرا بأحدث تطورات· وبحلول الساعة 04,30 بتوقيت جرينتش، قفز اليورو الى 1,4416 يورو للدولار مقارنة مع 1,4225 يورو في اواخر المعاملات الاميركية يوم الجمعة· وتشير الاحداث الى تحول جذري في هيكل السلطة في وول ستريت، حيث تصبح مجموعات مصرفية كبرى مثل بنك اوف اميركا كورب أكثر هيمنة على الساحة· ومع غياب ليمان وميريل عن الصورة تكون ثلاثة من أكبر بنوك استثمارية أميركية قد خرجت بالفعل من الساحة خلال ستة أشهر، حيث اشتري بنك جيه·بي· مورجان بنك بير ستيرنز المتعثر في مارس الماضي· وكانت الانظار تتركز أمس الأول على المحادثات بين السلطات التنظيمية وكبار المصرفيين في وول ستريت لمعرفة ما إذا كانت ستسفر عن بيع بنك ليمان الذي كان حتى وقت قريب رابع أكبر بنك استثماري اميركي· وتعثرت هذه المحادثات عندما قال بنك باركليز البريطاني الذي بدا أنه يتصدر المحادثات بشأن بنك ليمان إنه انسحب من المزايدة على شراء البنك المتعثر· وأثار هذا التوقعات بأن البنك الاستثماري في طريقه لاشهار افلاسه وأدت الى عقد جلسة تعامل طارئة ونادرة لتمكين المتعاملين في وول ستريت في سوق عقود المشتقات التي يبلغ حجمها 455 تريليون دولار من تقليص محافظهم من أسهم ليمان وأوراقه المالية· وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مجموعة ايه·اي·جي التي كانت يوماً ما أكبر شركة تأمين في العالم تسعى للحصول من مجلس الاحتياطي على تمويل قصير الأجل حجمه 40 مليار دولار· وانهار بنك ليمان تحت وطأة الأصول عالية المخاطر المرتبطة بشكل اساسي بالعقارات والتي تساوي الآن جزءاً صغيراً من أسعارها الاصلية بسبب أزمة الائتمان التي نجمت عن أزمة قطاع المساكن في الولايات المتحدة· ووفقاً للأوراق التي تقدم بها بنك ليمان للمحكمة لطلب حمايته من الدائنين، فقد بلغ اجمالي اصوله 639 مليار دولار حتى 31 مايو، بينما وصل اجمالي ديون البنك حتى ذلك التاريخ 613 مليار دولار· ووفقاً لما قاله أحد الموظفين، فقد توجه مئات من العاملين في بنك ليمان الى مكاتبهم امس الاول لاخلاء المكاتب وجمع اغراضهم الشخصية، بل إن البعض اختار قضاء أمسية وداع أخيرة في المكاتب مع الزملاء· وقال موظف في ليمان طلب عدم نشر اسمه ''اننا نأكل البيتزا معاً''· وجاءت تطورات أمس الاول بمثابة ضربة قوية لسوق الوظائف المالية التي تعاني بالفعل· وقالت شركات توظيف ومستشارون إن سوق الوظائف الاميركية المتخمة بالكفاءات العالية والتي فقدت أكثر من 100 ألف وظيفة في القطاع المالية هذا العام يجب أن تتأهب الآن لخسارة 50 ألف وظيفة أخرى·
المصدر: نيويورك
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©