الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد عيد إبراهيم: العرب يترجمون 330 كتاباً سنوياً

محمد عيد إبراهيم: العرب يترجمون 330 كتاباً سنوياً
29 يناير 2009 03:54
استضافت جماعة الأدب في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي في مقره بالمسرح الوطني بأبوظبي أمس الأول ضمن برنامجها الثقافي الشاعر والمترجم المصري محمد عيد إبراهيم في محاضرة بعنوان ''الترجمة فهم جديد للآخر'' حضرها عدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالترجمة· استهل المحاضر مناقشته لأثر الترجمة في التواصل مع الآخر وبالتعريف بماهية الترجمة وبأصولها وفاعليتها في فهم ثقافة الشعوب واستشهد بمقولات للفيلسوف الفرنسي جاك دريدا الذي عرف الترجمة بأنها فعل حضاري يشتمل على مثلث رؤوسه هي المؤلف والمترجم والقارئ، واعتبار المترجم مستقبلاً ومرسلاً في الوقت نفسه وهو بداية ونهاية عملية الاتصال بين المؤلف والقارئ، كما أشار إلى تعريف الشاعر اكتافيو باث إلى أن الترجمة جزء من نظام أدبي متصل بأنظمة أخرى، وكأنها ترجمات لترجمات· وأكد عيد إبراهيم على أن الترجمة نافذة فكرية ومدخل حضاري على فكر العالم يضمن لهويتنا المزيد من التواصل مع الآخر في كل مجالات إبداعه، ولا يمكن للترجمة أن تفقد أهميتها مستقبلاً لسبب وجيه وهو اتساع مجالات الاتصال بين الشعوب· واعتبر الترجمة فعل خيانة أصلاً وتذكر ثانياً وتنويراً ثالثاً، وفضل في هذه الموضوعات وأشار إلى أنها فعل خيانة لأن النص المترجم يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً عن النص الأصلي، وهي فعل تذكر لأن المترجم يفعل هذا مع نص جديد على الأقل فيحييه في مكان آخر ولغة أخرى ووسط بيئة اجتماعية مختلفة، كما أنها فعل تنوير لأن النص المترجم إلى لغة أخرى يقوم بدور رائد في وعي من يقرأه وفي بيئته الجديدة· وحدد المحاضر أهم المشكلات في علاقة الشرق والغرب ضمن إطار الترجمة وأساسها متعلق بالهوية والاختلاف واعتبر المشكلة الحضارية مع الغرب في المقام الأول· وأشار إلى ضرورة استبدال كلمة ''النصوص الأجنبية'' إلى ''نصوص الآخر'' من أجل تفكيك الهالة المقدسة لما يأتي من الغرب· وشدد على أن الترجمة هي تأويل أو إزاحة للنص من لغة إلى أخرى أي أنها محاولة للتنوير تدفع المجتمعات للأمام بنشر المعرفة، كون المعرفة عالمية وبلا حدود وبهذا تصبح الترجمة بلا حدود أيضاً· وحول المشهد العام للترجمة في الوطن العربي حالياً أكد الباحث أنها قد توصف بالتفكك والانهيار عامة علاوة على العوامل الخاصة، فمعظم المترجمين أصحاب مشروعات محدودة يغيب عن معظمها التنسيق· وأضاف أن المترجمين لا يقومون بتغطية مجالات الحياة المختلفة، إذ أن مترجمي العلوم الحديثة مثلاً أو الفلسفة لا يتعدون العشرات بينما ينبغي أن نتوفر على اضعافهم حتى نواكب المتغيرات الجديدة التي تحدث في العالم· وأوضح أن ما يجعل الترجمة مختلفة من مترجم إلى آخر هو الجهد اللغوي الذي تتم به عملية الترجمة، واعتبر الترجمة عملية تأويل شخصي بكل مترجم حيث تتعدد قراءات النص الأصلي بتتعدد مترجماته· وعن نسبة ما تقوم به الترجمة العربية قال محمد عيد إبراهيم: تزداد أحوال الترجمة تردياً في واقعنا العربي إذ لا تترجم الدول العربية أجمعها أكثر من 330 كتاباً سنوياً وفقاً لآخر إحصاء صادر عن تقرير للأمم المتحدة، يثبت أن ما ترجمه العرب من اللغات الأخرى، منذ عهد المأمون حتى اليوم يساوي ما ترجمته إسبانيا في عام واحد مثلاً·· وكل ما يستخدمه العرب من ورق للطباعة والنشر سنوياً يكاد يساوي ما تستخدمه دار نشر فرنسية واحدة وهي دار ''جاليمار''· وأكد أخيراً أن الترجمة إلى العربية ينبغي عليها أن تنظر إلى العناوين التي تم نقلها من أجل التنوع بين العلم والأدب والفنون والمعارف الأخرى· ولد المترجم محمد عيد إبراهيم عام 1955 في القاهرة، صدر له ما يقرب من 10 دواويين شعرية وترجماته في الشعر تقرب من 11 كتاباً و في الرواية 17 نصاً و3 نقدية و9 مجاميع قصصية
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©