الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

زمان العيد تحت ظلال الرولة

زمان العيد تحت ظلال الرولة
29 نوفمبر 2009 23:41
جرى الصبية ابتهاجا بالعيد الذي كان ينتظرهم تحت ظلال شجرة الرولة، وارتسمت على وجوههم علامات الفرح والبهجة وهم يشاطرون أصدقاءهم لحظات اللعب والاستمتاع بالكرنفالات والاحتفالات التي جرت تحت أحضانها. نعيد فتح طيات الماضي العتيق، من ذكريات أم أحمد الجدة التي ناهزت الثمانين من عمرها، وهي تسرد لنا جانباً من سجل حياتها، يوم كانت طفلة تجوب وتلهو في زقاق الفريج، يسبقها الحنين إلى ذلك المكان الذي خطت فيه خطواتها الأولى، ولامست بها رماله الذهبية. لا يمكن أن تنسى لحظات قدوم العيد ومشاعر البهجة والفرح التي كانت تكتسي بها نفوس الأطفال، بالرغم من بساطة الحياة آنذاك، فهي كانت ثرية بالتواصل والترابط بين الأهالي والتآلف والمشاركة في تحضيرات العيد، وبالرغم من شظف العيش وضيق اليد، إلا أن الكرم والمبادرة في إكرام الضيف كانت سمة أساسية في أخلاقهم لا يمكن أن يغضوا الطرف عنها. تقول أم أحمد: «ارتبطت شجرة الرولة بالعيد، فلا يمكن أن يحل العيد علينا دون أن يلتقي أهالي الشارقة تحت ظلال شجرة الرولة الواسعة التي يدار تحت طياتها الكثير من الفعاليات والاحتفالات يستمتع بها الكبير قبل الصغير، فالبنات تشدهن المراجيح المعلقة التي اتخذت من أغصان شجرة الرولة نقطة أرتكاز لها، في حين نجد أن الصبية قد شدتهم حلبة المصارعة المثيرة، إلى جانب عرض الهواة الصيد بالصقور لهذه الهواية، من جانب آخر نجد النسوة وقد أفترشن الأرض يبعن المكسرات كالنخي والحب، والبرميت والملبس، وبعض المأكولات الشعبية، وتدوي في أرجاء المكان الاهازيج والفرق الشعبية التي كانت متوافرة آنذاك، كالعيالة والليوه وغيرها من الفنون الاخرى، ترافقها الرقصات الشعبية التي يشارك فيها الحضور تعبيراً عن سعادتهم وابتهاجهم بهذا اليوم، وما أن تغوص الشمس في الأفق البعيد حتى يبدأ الاهالي بالنزوح من المكان والعودة إلى بيوتهم آملين بالعودة مرة أخرى إلى حيث توجد شجرة الرولة التي تحولت محطة هامة للأهالي في الاعياد، ينسج تحت أغصانها الكثير من المظاهر الاجتماعية. ومع أنَّ الزمن تغير إلا أنَّ المكان لا يزال شاهدا على ما كانت قدمته شجرة الرولة لأهالي المنطقة من متعة في أيام الأعياد
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©