الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أخطاء بسيطة تؤدي إلى عواقب جسيمة ومخاطر جمة!

أخطاء بسيطة تؤدي إلى عواقب جسيمة ومخاطر جمة!
29 نوفمبر 2009 23:43
يقال إن القيادة فن وذوق وأخلاق، وهي القاعدة التي يعلمها أي قائد مركبة، لكن الواقع يشير إلى إنه شتان مابين القول والفعل. ممالا شك فيه أن الجميع منا يتوقف عند الإشارات الضوئية المرورية عندما تكون حمراء، الجميع يقف منتظراً أن تضيء الإشارة الخضراء مستأذنة بالحركة والانطلاق. لكن البعض من سائقي السيارات يستغل هذه الفرصة «بطريقته الخاصة» للراحة، قد يستريح من القيادة، ولو لثوان أو دقائق، إذا طالت المدة، والبعض الآخر قد يعيد حساباته «بالآلة الحاسبة»، وكأن هذه الثواني ستعرضه لخسارة فادحة في أسهمه، ولكن ما يدعنا في كثير من الأحيان إلي الضحك على السائقين إن الغالبية العظمى منهم نراهم يقلمون أظافرهم، وقد ينفخون ويتأففون، ويهزون رؤوسهم يمنة ويسرة، للاستفادة القصوى من الوقت الضائع، وقد تحاول واحدة وضع الروج على الشفاة، وأخرى تسوي الكحل في العين، وثالث يتصفح «اللاب توب» ويستغرق الرابع في حديث ودي بالمحمول. قد ينظر البعض إلى تلك الأمور بوصفها بسيطة، ولا تشكل أي مشكلة، لكنَّها ليست كذلك في نظر الآخرين، فهي قد تشغلهم أو تربكهم. هذا قليل من كثير، فالسلوكيات كثيرة لا تعد ولا تحصى، ولكن إلى متى هذا التجاهل واللعب بأرواح الآخرين، ومتى نرى السائق يتمتع بحسن السير والسلوك. يسترق النظر كثيراً ما يحلو لشادي سليم أن يسترق النظر إلى السيارات المحاذية له حين يتوقف عند إشارة المرور، يقول عن ذلك: «في لحظة انبعاث اللون الأحمر من الإشارة أرى العجب، فهذه فتاة نسيت أن تمشط شعرها، فستغل وقوفها عند الإشارة لتقوم بذلك، وشاب آخر يتحدث بالمحمول بصوت عال وكل حديثه يسمعه الآخرون». يلفت شادي إلى خطورة هذه السلوكيات بالقول: «صحيح أنَّ هذه أمور تافهة أو قد يعتقدها البعض كذلك، لكنها سلوكيات مرفوضة، قد تشغل السائق عن القيادة، وقد تسبب مضايقات للآخرين من حيث لفت النظر متناسياً أنه في طريق عام، وأي سلوك خاطئ قد يسبب حادثاً يؤدي بالسائق والركاب إلى نتائج لا تحمد عقباها. من جهته يعلق حازم العزام على سلوكيات السائقين قائلاً: «إنَّ هذه السلوكيات ناتجة عن خلفية الوعي لديهم، موضحاً أن هناك الكثير من السائقين غير ملتزمين بالأنظمة المرورية». يسترسل العزام معلقاً على الأمر، ويقول: «شرب الشي أو القهوة، وقراءة الجريدة مناظر كثيراً ما تستوقفني عند إشارات المرور، فالبعض منهم يحب لفت النظر إليه، غير مبال بالآخرين، والبعض الآخر يستغل وقته بهذا، وهو لا يدرك أنَّ بتجاهله هذا قد يسبب في حدوث حادثاً، فمجرد قيامه بهذا الأمر يلفت أنظار الكثير من الناس متغاضين في بعض الأحيان عن موجبات القيادة. فرصة للترقيم لكن أكثر ما يقلق أحمد الشيبة، موظف، هو أنَّ البعض يستغل فرصة التوقف عند الإشارة الحمراء من أجل الترقيم. يصمت الشيبة، ويصف ما يلفت انتباهه بالقول: «هناك فئة لا همَّ لها سوى تفحص من حولها في باقي السيارات بحثاً عن فرصة لمعاكسة الفتيات، يقول أحدهم الرقم بصوت عال، أو يفتح البلوتوث لالتقاط الأرقام، والبعض من الفتيات، سامحهن الله، يستغللن فرصة «الثواني» المعدودة عند الإشارة من خلال انتظار فتح الإشارة، ليقمن بإعادة ترتيب خصلات شعورهنَّ أو توزيع نظراتهنَّ يمنة ويسرة مع بعض الحركات، أو قد تخرج إحداهنَّ مرآتها للتزين، ووضع الروج الأحمر على مرآى الآخرين. سيف ذو حدين بدوره يعلق على الأمر خالد محمود، بالقول: «هذا كثير من قليل، فهذه السلوكيات التي تصدر من أناس غير مؤهلين للقيادة يشكلون خطراً كبيراً لمستخدمي الطرق، باعتبارهم غير حريصين على سلامة الآخرين، وغالباً ما يعرضون حياتهم وحياة الآخرين للخطر. يسترسل خالد ويقول: «المركبة سلاح ذو حدّين، فهي وسيلة سعادة وباعثة للبهجة، وهي تحّول دون هدر الوقت، إضافة إلى توفير الراحة. إلا أنها من جهة أخرى، قد تكون أداة للقتل بامتياز! لذلك، فهي تتطلب حرصاً كبيراً ويقظة عظمى لمن يقوم بقيادتها. وإذا كان السائق حريصاً على روحه، فإن هذا الحرص يتعين أن يمتد إلى أرواح الآخرين أيضاً، وبعض الأخطاء التافهة قد تؤدي إلى نتائج غير تافهة! إلى متى!! السلوكيات المرفوضة عند إشارة المرور كثيرة، ولكن إلى متى استهتار بعض السائقين؟ يعلق عبد الرحمن الشريف على الأمر قائلاً: «المشاهد كثيرة ، فهناك من يقرأ الجريدة ويتصفحها على السريع، وهناك من يتحدث بالموبايل رغم منعة عند قيادة المركبة، والمنظر الأكثر اشمئزازاً هو من يداعب أنفه، وآخر لا تفارقه المرآة، ينظر إليها حتى تفتح الإشارة خضراء، وعدد لابأس به يأكل ويشرب، ناهيك عن بعض الأشخاص من يقوم بالبصبصة نحو السيارة التي تقف بجانبه، إن كان أحد الركاب من «نون النسوة». يضيف الشريف: «يضرب البعض عرض الحائط، من خلال تلك التصرفات الخاطئة والقاتلة، كلَّ المفاهيم والضوابط، ويرتكب أعمالاً تسيء له ولسواه، وقد تقود إلى نتائج كارثية». يحصل كل هذا خلال لحظات قليلة، لحظات من المتعة والتسلية حتى تفتح الإشارة الخضراء، هي قد تنسيك حرارة الجو ومصاعب الازدحام في حال وجودها، لكنَّها في الوقت نفسه تكفي لتؤدي إلى الهلاك.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©