اثنين أسود في البورصات العالمية والإقليمية بعد إفلاس ليمان براذرز

شهدت بورصات اوروبا وآسيا بما فيها اسواق المال الخليجية أمس يوما اسود بسبب مخاوف على مستقبل النظام المالي العالمي يغذيها خطر زوال مصرف الاعمال الاميركي ''ليمان براذرز''· ففي اوروبا'' خسر المؤشر ''يوروستوكس ''50 2,93% على غرار بورصة بومباي التي افتتحت جلستها أمس على تراجع قدره 5,19% ليصل مؤشرها الى 13272,86 نقطة· وانخفضت مؤشرات الاسهم في دول الخليج إلى أدنى مستوياتها منذ 17 شهرا في تعاملات محمومة أمس مع نزوح المستثمرين من الاسواق الناشئة خشية تأثرها بتداعيات الاضطرابات الاخيرة في قطاع المال الاميركي· وهبط مؤشر سوق دبي المالي ثمانية في المئة ليسجل أدنى مستوى منذ ابريل عام 2007 خلال الجلسة مع اقبال المستثمرين على بيع أسهم البنوك وشركات العقارات لتجنب الوقوع تحت طائلة عاصفة مالية بعد أن طلب بنك الاستثمار الاميركي ليمان براذرز حمايته من الدائنين بموجب قانون الافلاس· ولم تنج من الاتجاه النزولي سوى أسهم عدد قليل من الشركات الخليجية وسط موجة اقبال على البيع في مختلف أنحاء العالم· وقال رضا هاديزاد المدير التنفيذي لشركة أرقام كابيتال في دبي ''غير معروف على الاطلاق مدى تأثر المنطقة بهذه الوعكة التي ألمت بالسوق''· وكانت أسواق الاسهم العربية في الخليج اضطربت حتى قبل أن يواجه القطاع المالي الاميركي الأزمة الاخيرة، إذ أقبل المستثمرون على بيع الاسهم خوفا من التوترات مع ايران المجاورة ومن فقاعة عقارية واتساع نطاق تحقيقات في اتهامات بالفساد ببنوك وشركات عقارية شملت اعتقال مسؤولين كبار· ومع صمت المحققين عن طبيعة التحقيقات يكافح المستثمرون لمعرفة تداعيات الاعتقالات على الشركات· وكان سهم إعمار العقارية وسهم بنك دبي الإسلامي من أكثر الاسهم تراجعا وانخفض الأول إلى أدنى مستوى منذ فبراير عام 2005 والثاني بنسبة عشرة في المئة· وفقد كل من السهمين نحو 50 في المئة من قيمته هذا العام· وتأثرت بهذه الموجة النزولية أسهم خارج قطاعي العقار والمال، فانخفض سهم شركة الاتصالات القطرية كيوتل عشرة في المئة· وكانت كيوتل أعلنت أمس الأول أنها حققت نتائج فاقت التوقعات· وقال راج مادها مدير أبحاث الاسهم لدى المجموعة المالية - هيرميس ''ربما كان الامر أن سوق الأسهم هنا تعاني بلا داع· لكن عندما يكون الألم منتشرا في مختلف أنحاء العالم وعندما تكون لديك سوق أسهم، الرؤية فيها ليست قوية، فمن المفهوم أن يبالغ المستثمرون في رد الفعل''· وبحلول الساعة 08,30 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر السوق السعودية أكثر من أربعة في المئة والمؤشر الرئيسي لسوق الاسهم الكويتية 3,7 في المئة والمؤشر الرئيسي للسوق القطرية أكثر من ستة في المئة· وفي بورصة لندن، سجلت الاسهم الاوروبية انخفاضا حادا في أوائل التعاملات أمس بعد أن تسبب افلاس بنك الاستثمار الاميركي ليمان براذرز وطلبه الحماية من الدائنين في اهتزاز أسواق المال· وفي الساعة 07,20 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر يوروفرست 300 الرئيسي لأسهم الشركات الكبرى في أوروبا بنسبة 3,1 في المئة إلى 1126,8 نقطة· وكان المؤشر ارتفع 1,9 في المئة يوم الجمعة الماضي· وانخفضت أسهم البنوك الاوروبية بشدة بنسب وصلت إلى تسعة في المئة· وطلب بنك ليمان براذرز الحماية من الدائنين بعد أن حاول تمويل الكثير من الاصول المحفوفة بالمخاطر بقدر محدود نسبيا من رأس المال ليصبح أكبر وأبرز ضحايا أزمة الائتمان العالمية· وانخفضت أسهمه في بورصة فرانكفورت 84 في المئة أمس· وليمان براذرز من أكبر بنوك الاستثمار التي تنهار منذ عام 1990 عندما انهارت مؤسسة دركسل برنام لامبرت المتخصصة في السندات عالية المخاطر· وانخفضت أسهم بنوك بي·إن·بي· باريبا وكريدي اجريكول ودكسيا وفورتيس وسوسيتيه جنرال بما بين ستة وتسعة في المئة· واهتزت أسواق المال أيضا بسبب أنباء عن شركة اميركان انترناشيونال جروب (ايه·اي·جي) للتأمين، إذ قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الشركة التي تعمل للحيلولة دون خفض تصينفها ودعم رأسمال شركتها الأم اتخذت خطوة لم يسبق لها مثيل، إذ طلبت من مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) تمويلا قصير الأجل بقيمة 40 مليار دولار· ولم يرد مسؤولو الشركة على الفور على أي طلبات للتعقيب على التقرير· واتخذ مجلس الاحتياطي يوم الاحد سلسلة من الخطوات الجديدة للتخفيف من التقلبات في التعاملات، وقالت انه سيبدأ قبول الاسهم كضمان للقروض الطارئة للمرة الاولى في تاريخه وإنه سيزيد المبلغ الذي يطرحه من سندات الخزانة في المزادات المنتظمة بمقتضى أحد برامجه الخاصة بالإقراض· وفي قطاع المال أيضا، وافق بنك أوف أميركا على شراء بنك الاستثمار ميريل لينش في صفقة ستمول بالاسهم، قال البنك الاول إن قيمتها تبلغ 50 مليار دولار· وكان عدد من الاسواق الآسيوية مغلقا أمس في اليابان وهونج كونج وكوريا الجنوبية والصين بمناسبة عطلة عامة· وانخفض سهم شركة باسف الالمانية أكبر شركة للكيماويات في العالم بنسبة 2,7 في المئة بعد أن قالت إنها تعتزم الاستحواذ على شركة سيبا السويسرية للكيماويات المتخصصة· وقفز سهم سيبا 28 في المئة ليصبح من بين أسهم قليلة ارتفعت في اوروبا· جرينسبن: الأزمة المالية الراهنة الأخطر منذ قرن واشنطن (ا ف ب) - اعتبر آلان جرينسبن الرئيس السابق للاحتياطي الفيدرالي الاميركي أمس الأول، ان الازمة المالية الراهنة هي الاخطر منذ 50 عاما وعلى الارجح منذ قرن، موضحا ان حل هذه المشكلة ما زال بعيدا· وقال جرينسبن في مقابلة مع شبكة اي·بي·سي التلفزيونية، ''من الضروري ان نعترف بأنها حدث يحصل مرة كل خمسين عاما، وعلى الارجح مرة كل قرن''· واضاف جرينسبن الرئيس اللامع للبنك المركزي الاميركي طوال 19 عاما (حتى 2006) ''لا شك في اني لم اواجه امرا مماثلا وهو لم ينته بعد والازمة ستستغرق مزيدا من الوقت''· واعتبر جرينسبن ان القسوة الاستثنائية للازمة المالية ستؤدي الى انهيار عدد كبير من المؤسسات المالية الكبيرة، فيما كانت واشنطن تسعى الى انقاذ مصرف الاعمال ليمان براذرز من الافلاس· وقال ''بالتأكيد، يفترض الا نسعى الى حماية كل المؤسسات المالية الكبرى''· واضاف ان افلاس مصرف كبير ''ليس مشكلة في حد ذاته· وكل شيء رهن بطريقة ادارة المسألة وكيف ستتم التصفية''· واعتبر جرينسبن ان الحكومة الفيدرالية ''لا يمكنها ان تضع شبكة امان فوق كل الشركات المالية التي تتعرض للافلاس''، ملاحظا ان الجهود التي تبذلها السلطات حول الوضع في ليمان براذرز، تقضي بايجاد حل من دون الاستعانة بالاموال العامة· وفسر جرينسبن الميل التدخلي غير المألوف للسلطات العامة في الولايات المتحدة، حيث الحرية الاقتصادية هي المعيار، بالعولمة المتسارعة في السنوات العشر الاخيرة· وقال ''لم نشهد ابدا هذه الدرجة الكبيرة من تشابك المصالح على الصعيد العالمي''· ولاحظ جرينسبن عناصر ايجابية تقلل جزئيا من تأثير الازمة المالية على النشاط الاقتصادي· واورد مثالا للتراجع الكبير لاسعار النفط والمواد الغذائية التي تتيح تراجع التضخم على المدى القصير على الاقل· وقال إنه يتوقع ''رؤية مزيد من حالات انهيار المؤسسات المالية''· لكنه اضاف ان هذا يجب ألا يكون مشكلة· واضاف''الأمر يتوقف على كيفية التعامل مع الامر وكيفية اتمام عمليات التصفية''· وقال ''من المؤكد أنه يجب ألا نحاول حماية كل المؤسسات المالية· فالمسار الطبيعي لتحولات الساحة المالية هو وجود فائزين وخاسرين''·