السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العائلات تخرج إلى الشوارع والأسواق ابتهاجاً بالعيد

العائلات تخرج إلى الشوارع والأسواق ابتهاجاً بالعيد
29 نوفمبر 2009 23:44
تسيطر الألفة والسعادة والمحبة على أجواء عيد الأضحى في لبنان حيث يحتفل المسلمون بقدومه ويقدمون فيه الأضاحي قرباناً لله تعالى، وهي سنة بقيت منذ أيام سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، حين رأى في منامه أنه يقدم ابنه إسماعيل قرباناً، فلما أخبره برؤياه، أجاب ابنه اسماعيل «امض فيما امرك الله به». وكان ذلك اختباراً صعباً، فكيف له أن يقدم فلذة كبده وابنه الوحيد أضحية؟ لكن سيدنا اسماعيل رضي بذلك دون اعتراض، وهنا بدأت المعجزة، تأبى السكين القطع، ويرسل الله خروفاً ليكون قرباناً بدلاً من اسماعيل، فكانت تلك سنة يتقرب بها المسلمون إلى الله تعالى. تختلـــف العــادات والتقاليد وطقوس الأعياد، باختلاف المرجعيات، فمنهم من يأخذ عاداته من السنة النبوية، وآخرون يعودون إلى تقاليد أجدادهم، في أول أيام العيد. يستيقظ أفراد الأسرة اللبنانية منذ الصباح الباكر، فيرتدون من الثياب أجمل ما لديهم، ويتزينون بأحلى ما عندهم من الزينة، وتمتلئ المساجد بالمصلين الذين يملؤون السماء بأصوات التكبير، يسلم الرجال على بعضهم البعض في المساجد وغيرها. ويقومون بالقاء تحية العيد، لتصفو القلوب ويلتئم الشمل، وعند انتهاء صلاة العيد يذهب الرجال الى المقابر التي تمتلئ بالزهور، ويقرأون القرآن الكريم على أرواح أمواتهم، ويدعون لهم بالرحمة والغفران. وعند عودة المصلين، تكون آخر التحضيرات من اجل العيد قد انتهت، فتبدأ المعايدة في المنزل، اذ يقبل الصغير يد الكبير، الذي يبادر بدوره الى طبع قبلة على جبينه، مرددين السلام على بعضهم. تواصل ومحبة يتميز عيد الأضحى المبارك مع مرور الزمن، بالعادات والتقاليد الجميلة التي أصبحت سمة له، وأولها نسيان الخصام، والتواصل والتضحية والغداء، والسعادة التي تطفح بالبشر على الوجوه، والبسمة التي تكلل الشفاه، ولسان حالها يردد: «كل عام وأنتم بخير». ولدى حلول عيد الأضحى تنحر الخراف والذبائح في شتى أسواق العاصمة بيروت والمدن والقرى، وتوزع على الفقراء والأهل والأقارب، لكي تنعم كل عائلة ببعض ما أجاد به اصحاب الخير، والجديد أن حوانيت ودكاكين الجزارين كانت تزين بالشموع والقناديل فيما مضى، أما اليوم فمصابيح الكهرباء ومعالم الزينة تلفت الأنظار بحلول العيد. يتوافد الرجال إلى المساجد لأداء صلاة العيد، وبعد الانتهاء منها يذهبون إلى المقابر، فيحملون الريحان وأغصان الأشجار لوضعها فوق القبور، وتقرأ سور من القرآن الكريم من قبل ذوي الميت، أو بعض المشايخ ويسمى الشخص القارئ (المقرئ)، وتوزع الحلوى على الفقراء والزائرين للقبور، وهذه العادات ما زالت موجودة في لبنان. فرحة الأطفال في العيد يخرج الأطفال من منازلهم إلى الشوارع والأحياء في العاصمة، حيث يقومون بترتيل الأناشيد، ويهللون على اصوات المدافع، ويشعلون المفرقعات فرحين بقدومه. وأول مراسم الإعداد لاستقباله من قبلهم، يكون بشراء الملابس الجديدة وارتداء اجملها، والذهاب إلى الحدائق ومدينة الملاهي، حيث الاراجيح وألعاب التسلية واللهو، ويقال إن العيد نعرفه من خلال لهفة وشوق الاطفال، لانه يقترن لديهم بالثياب الجديدة وركوب الأراجيح والالعاب المتنوعة، والتجول في الحارات والمنتزهات ومرافقة كبار السن وليس أجمل من أهازيج: «بكرة العيد ومنعيد ومندبح بقرة السيد والسيد ما عندو بقرة مندبح بقرته الشقرا».
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©