السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزكاة تقريب للفوارق ودعم للفقراء

الزكاة تقريب للفوارق ودعم للفقراء
16 سبتمبر 2008 00:57
يبني الإسلام مجتمع الأمن والسلام بفرائض وسنن اجتماعية واقتصادية، من بينها الزكاة، بل إن أمن المجتمع الإنساني كله هو الهدف الأساسي لرسالة الإسلام وتشريعاته العملية التطبيقية المتعلقة بهذا الإنسان فى أي زمان و مكان باعتباره عبدالله وخليفته في أرضه مهما اختلف جنسه أو نوعه أو لسانه أو لونه،لأن الإسلام والسلام وجهان لعملة واحدة· هذا ما يؤكده الدكتور نصر فريد واصل مفتي جمهورية مصر الأسبق، ويضيف لا غنى عن الدين الإسلامي بعقيدته وشريعته لتحقيق الأمن الاجتماعي والسلام الإنساني المحلي والعالمي ، لأنه أحد الكليات الأساسية والضرورية لوجود الحياة البشرية والكائنات الإنسانية والاجتماعية ودوام استمرارها محققة ووظيفتها الطبيعية وهي خلافة الله في عمارة الأرض لقوله تعالى (هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها)، واستخراج كل منافعها وزينتها ومنافع الكون لصالح هذا الإنسان حيث يقول تعالى (ألم تر أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنه)· ويوضح أن كل تشريعات الإسلام في أصولها وحي من السماء لحفظ الكليات الخمس الضرورية لحياة الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهذه الكليات الخمس هي الدين والنفس والعقل والنسل والمال· ويؤكد ان هناك علاقة قوية ترتبط هذه الكليات الخمس بعضها بالبعض الآخر ، لأن الدين عقيدة الإنسان، والنفس هى ذاته، وعقله هو جزء فيه وأساس تكليفه ومناط تحمله الأمانة التى خلق من أجلها، وهى خلافة الله فى أرضه وكونه، والنسل هو ذريته التي تنسل منه بالزواج الذى شرعه الله ،وبه دوام الخلافة الإنسانية والبشرية والحياة الاجتماعية جيلا بعد جيل· وأما المال فهو كل منافع الحياة التى خلقها الله لهذا الإنسان لتحقق له كيانه الشخصي والمادى ودوام حياته إلى ما شاء الله ، وكل ما يتموله الإنسان من الحياة فى طعامه وشرابه ودوائه وسكنه وملبسه، وكل منافعه المادية والمعنوية· ويقول الدكتور نصر فريد واصل : نظرا لأن المال ضرورة من ضرورات وجود الإنسان وحياته، فقد جعله الإسلام زكاة المال ركنا من أركانه الخمسة· و لم يفرق الإسلام بين تنمية المال وتنمية الإنسان، حيث إنه لا غنى لأحدهما عن الآخر، وبهما معا تتحقق التنمية البشرية والإنسانية والمالية على أكمل وجه، ويتحقق معه التكافل الإنساني والسلام الاجتماعي ،وذلك لأن الزكاة فرضها الله فى شريعة الإسلام فى مال الأغنياء للفقراء،وأصحاب مصارفها الشرعية التى حددها الله تعالى فى كتابه الكريم فى آية الصدقات بقوله تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها و المؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله )· وهي الجهات الثماني التي هي مصارف أموال الزكاة الشرعية · والملاحظ أن مصارف الزكاة الشرعية فى الإسلام شملت الجهات الثماني التي معها تتحقق التنمية البشرية والتنمية المالية في نفس الوقت· وهذ المصارف يحددها قوله تعالى بقوله تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله )·التوبة: الآية ·60 وبذلك تكتمل دورة الحياة البشرية والمالية والاقتصادية والصناعية والزراعية والتجارية والاستثمارية والتكافل الاجتماعي والأمني بين الفقراء والأغنياء على حد سواء في المجتمع الذي تحكمه شريعة الإسلام· لأن الزكاة تعمل من خلال مصارفها الثمانية على إعادة توزيع الدخل بين الأغنياء مالكي المال الذي تجب فيه الزكاة وبين المستحقين لها وبذلك تعمل الزكاة فى تقريب الفوارق الاجتماعية والمالية والاقتصادية بين الطبقات ومن ثم يتحقق مجتمع الأمن والسلام · ويبدو واضحا من خلال آية مصاريف الزكاة : إن الزكاة هدفها الأول هو معالجة كل قصور فى الجانب الاجتماعي كمساعدة ذوي الحاجات والأخذ بأيدي الضعفاء وتشغيل العاطلين عن العمل · وهذا من شأنه أن تسهم الزكاة فى حفظ توازن المجتمع وإعادة توزيع الدخل بين أفراده وأن يكون ذلك التوازن خطوة رائدة لتقريب الفوارق بين الطبقات فى المجتمع الإسلامي وبهذا يتحقق مجتمع الأمن والسلام.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©