الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معلّم القرآن خير الناس

معلّم القرآن خير الناس
16 سبتمبر 2008 01:04
يؤكد الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر أنه من أهم فضائل القرآن الكريم على مَن يتلو آياته، ويعلمها لغيره أن الله عز وجل جعله خير الناس، فقد روى البخاري عَنْ عُثْمَانَ - رضي الله عنه - عَنِ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم -قَالَ: ''خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه''· كما قال: ''إِنَّ أَفْضَلَكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه''· فالقرآن الكريم هو حبل الله المتين، والذكر الحكيم والصراط المستقيم· مَن عَمِل به أُجِر، ومَن حكم به عدل، ومن دعا إليه هُدِي إلى صراط مستقيم· وقد بذل علماء الدين منذ صدر الإسلام جهودا كبيرة في ضبط علوم القرآن، وتطويرها، عناية بكتاب الله عز وجل، وبيانا لأحكامه السامية، وتعاليمه الفاضلة، وغاياته الحكيمة·وتتناول تلك العلوم الأبحاث المتعلقة بالقرآن من حيث معرفة أسباب النزول، وجمع القرآن، وترتيبه، ومعرفة المكي والمدني، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه·· قال تعالى: ''إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ''· يؤكد الدكتور محمد سيد طنطاوي أن في مقدمة علوم القرآن الكريم ''علم التفسير'' ومعناه: التوضيح والتبيين لشيء يحتاج إلى ذلك· يضيف أن العلماء عرّفوا ''علم التفسير'': بأنه علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث دلالته على مراد الله تعالى في كلامه بقدر الطاقة البشرية· ويعد علم التفسير من العلوم التي لا يستغنى عنها، فعن طريقه يستطيع المسلم أن يعرف ما اشتمل عليه القرآن من هدايات وتوجيهات· ويشير شيخ الأزهر إلى أن كتب تفسير القرآن الكريم كثيرة ومتنوعة، منها القديمة ومنها الحديثة، ومنها التفسير بالمأثور، كتفسير ابن جرير الطبري، وتفسير''الدر المنثور في التفسير بالمأثور'' للسيوطى، ومنها التفسير بالرأي: كتفسير ''البيضاوي'' وتفسير الفخر الرازي، وتفسير الكشاف، وتفسير الألوسى وغيرهم· ولكل تفسير من هذه التفاسير مزاياه التي قد لا توجد فى غيره· وفي تفسيره لخير الناس التي وصف بها الرسول من تعلم القرآن وتعلمه، يقول الدكتور محمد عبد الغني شامة الأستاذ بجامعة الأزهر إن كلمة ''خير'' وردت في القرآن الكريم في قرابة مائة وتسعين آية، منها ما تتحدّث عن خيرية الأمة الإسلامية كلها، وتبرز أن أسباب تلك الخيرية خاصة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإيمان بالله·· وذلك في مثل قوله تعالى: ''كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ''· ويضيف أن هناك آيات قرآنية تتحدث عن خيرية المسلم، توضح أن الله عز وجلّ يشمل بثوابه المؤمنين الذين يُحسنون أداء فرائضه، والتزام أحكامه من إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان· والحج·· قال تعالى: ''وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ''· وقال تعالى أيضا: ''وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ''· ويحث القرآن الكريم المسلمين على الدعوة إلى كل خير، وسيظل هذا النداء حتى يوم القيامة· قال تعالى: ''وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ''· ويشدد الدكتور شامة على أن ''الإسلام'' يصف كل ما هو طيب ونافع للإنسان، فردا أو جماعة، بأنه خير، فهو أحد القيم الإسلامية المهمة، وقد أمر به الله كقيمة مطلقة،قال تعالى: ''وافعلوا الخير لعلكم تفلحون''·· وقال تعالى أيضا: ''فاستبقوا الخيرات''· يقول شامة إن الله تعالى ذكر الخير وتحدث عن أوجه الخيرية في في آيات عدة، منها: أن إعطاء كل ذي حق حقه خير· قال تعالى: '' فآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون''· وتأكيد أن الآخرة خير من الدنيا·· قال تعالى: '' والآخرة خير وأبقى''· ويؤكد أن رسالة الإسلام خير للإنسانية، فردا أو جماعة،مشيرا إلى أن العبادة نوع من أنواع فعل الخير، لأن فعل الخير ينقسم إلى خدمة المعبود الذي هو عبارة عن التعظيم لأمر الله، وإلى الإحسان الذي هو عبارة عن الشفقة على خلق الله، ويدخل فيه: البر والمعروف، والصدقة على الفقراء، وحسن القول للناس، ودقة الالتزام بالقيم الإنسانية، وإتقان العمل في جميع مجالات الحياة· ينشر بالترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©