السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المروحيات... سلاح ضروري في حرب أفغانستان

المروحيات... سلاح ضروري في حرب أفغانستان
29 نوفمبر 2009 23:49
جاي برايس قندهار في واحد من أسوأ فصول مهمتها المشوبة بالإصابات في أفغانستان، فقدت القوات الكندية في وقت سابق من هذا العام 10 جنود في غضون 90 يوما بسبب القنابل تقليدية الصنع التي تزرع على الطريق السريع في إقليم قندهار. وفي وقت لاحق، أبصر طاقم طائرة هيلوكبتر تابعة للجيش الأميركي كان يتعقب متمردين من طالبان يزرعون القنابل ليلاً، فريقاً من خمسة رجال، وتابع المتمردين عبر وسائل رؤية ليلية متقدمة حتى تأكد من أن ذلك هو ما يقوم به أولئك الرجال بالفعل وحصل على الإذن لقتلهم. ومنذ ذلك الوقت، لم تنفجر أي قنبلة على ذلك الشطر من الطريق لفترة شهرين، كما يقول العقيد بول بريكر، ابن ولاية ميشيجن الذي يقود اللواء الجوي الثاني والثمانين من قاعدة براج بولاية كارولاينا الشمالية، وهو وحدة لطائرات الهيلوكبتر تابعة للجيش الأميركي تغطي جنوب وغرب أفغانستان. ويقول بريكر: "ثمة أشطر من هذه الطرق نجحنا تقريباً في منع حدوث الانفجارات فيها، ولكن الأمر يتطلب ضغطا مستمرا للقيام بذلك لأنه رغم توفرنا على الكثير من الطائرات، إلا أن لدينا أيضا الكثير من المناطق التي يجب أن نغطيها". والواقع أن طائرات الهيلوكبتر أساسية بالنسبة لحملة محاربة التمرد التي يخوضها الجنرال ستانلي ماكريستال، قائد القوات الأميركية وقوات "الناتو" في أفغانستان، غير أنه إلى غاية فصل الربيع لم تكن ثمة أعداد كافية منها، بل إن حتى مراقبة محدودة للطرق تستغرق الكثير من وقت المروحيات. وعندما وصلت وحدة بريكر إلى أفغانستان في أبريل الماضي، كانت تتوفر على ضعف مروحيات الوحدة التي حلت محلها بخمس مرات. واليوم هي بصدد الحصول على عشرات إضافية منها، بعد أن تم نقل بعضها من العراق إلى أفغانستان. وهكذا من المرجح أن يصبح لدى قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة، بحلول ديسمبر المقبل، نحو عشرة أضعاف عدد طائرات الهيلوكبتر التي كانت تتوفر عليها قبل تسعة أشهر. ومع ذلك، فإن عددها يظل غير كاف تقريباً للقيام بدوريات تشمل كل الطرق التي يستعملها الجنود الأميركيون والأفغان والقوات المتحالفة، وإن كان ذلك يمثل تحسناً كبيراً. ومن المعروف أن الجنود الأميركيين الـ68 ألفاً والجنود الـ42 ألفا التابعين لـ"الناتو" في أفغانستان منتشرون في مناطق متباعدة في بلد تعد تضاريسه من بين الأكثر وعورة على وجه الأرض؛ كما أن المتمردين يقومون على نحو متزايد بزرع قنابل قوية، بعضها قادر على تعطيل حتى مركبات عسكرية مدرعة وقوية مثل "إمراب". ولذلك، فإن حرب أفغانستان، وأكثر من العراق أو أي حرب حديثة أخرى، تعتبر "حرب طائرات الهيلوكبتر" بامتياز، حسب الجنود المشاة الذين يتوصلون بالتعزيزات وخدمات الإسعاف والغطاء الجوي، بل وحتى بالماء والغذاء في بعض الحالات، عبر طائرات الهيلوكبتر. ومن المنتظر أن يتم استعمال مروحيات الجيش الإضافية بشكل رئيسي في الأقاليم الغربية، التي كانت فيها المروحيات حتى وقت قريب شبه منعدمة؛ حيث جلب سلاح البحرية، اعتبارا من أواخر الربيع الماضي، مزيدا من مروحياته الخاصة أثناء حشده قوة قوامها 11 ألف جندي في هيلمند، الذي يعد أخطر إقليم بالنسبة لقوات الناتو. وهذا الشهر، قام بإضافة سرية من طائرات "إم في 22 أوسبري"، التي تقلع بشكل عمودي مثل الهيلوكبتر وتطير مثل الطائرة. كما وصلت إلى هيلمند الأسبوع الماضي أول طائرة هيلوكبتر من أصل ست طائرات هيلوكبتر بريطانية من طراز "ميرلن". ويذكر هنا أن بريطانيا عرفت جدلا محتدما بسبب فكرة مؤداها أن جنودا بريطانيين قُتلوا وجُرحوا بسبب عدم توفر الوحدات البريطانية على عدد كاف من طائرات الهيلوكبتر. وفي هذه الأثناء، قام اللواء الجوي المقاتل الثاني والثمانون بسرعة بإنشاء مخازن كبيرة ومناطق لتحط فيها مروحياته ومنشآت أخرى عبر المنطقة ستُستعمل من قبل الوحدات التي ستخلفها، كما أنشأ قواعد جديدة للأقمار الاصطناعية قصد جعل طائرات الهيلوكبتر الخاصة بالإخلاء الطبي أكثر قرباً من الجنود؛ حيث تلعب المروحيات دورا مهماً في إنقاذ الأرواح يومياً. فعلى سبيل المثل، قام اللواء الجوي الثاني والثمانون، خلال ستة أشهر، بنقل قرابة 2100 جندي مصاب إلى إحدى المنشآت الطبية في غضون ساعة، ولم يفشل في إنجاز مهمته سوى ست مرات من أصل 1400 مهمة، وذلك بسبب مشاكل تقنية بالدرجة الأولى، كما يقول المقدم إيد براوس، نائب قائد اللواء. ويقول بريكر إنه طلب طواقم إضافية من أجل استعمال أوسع لهذه المروحيات، ولكنه يضيف أن لديه ما يكفي من هذه الطائرات. أو ربما، إذ يقول: "إذا سألت أي قائد بري، سيقول لك إننا لن نحصل أبدا على ما يكفي من طائرات الهيلوكبتر في هذه البيئة". والواقع أن القنابل التي تزرع على قارعة الطريق كانت تمثل أيضا الخطر الرئيسي في العراق، ولكن المسافات هناك كانت أقصر والطرق أكثر والتضاريس منبسطة حيث يقول: "في العراق، كانت المروحيات فعالة وناجحة أيضا، ولكننا كنا نتوفر على 150 ألف جندي هناك. أما هذه المنطقة، فهي أوسع بكثير وأبعد بكثير؛ كما أن الظروف صعبة في عدة مجالات، ولاسيما حيث نعمل"، مضيفا "إن التضاريس هنا تبتلع المشاة، ولكن الطائرات تمكننا من عبور كل هذه التضاريس بسرعة وبقدر كبير من المرونة والرشاقة". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©