السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ممرات «الناتو» بباكستان... تعمل مجدداً

19 ابريل 2012
يبدو أن باكستان ماضية قدماً في إعادة فتح ممرين أساسيين لإيصال الإمدادات إلى أفغانستان أمام حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وذلك بعد موافقة البرلمان الباكستاني بالإجماع، في الأسبوع الماضي، على ترميم العلاقات الثنائية بين باكستان والولايات المتحدة. ويحدد التشريع الجديد كيف ستتعامل إسلام آباد مع الولايات المتحدة وإعطاءها الضوء الأخضر لإعادة استخدام طريقين لإيصال الإمدادات إلى أفغانستان كان قد قطعا قبل أربعة أشهر. لكن الاتفاق تم التوصل إليه بعدما وافقت الحكومة على تضمين مطالب المعارضة، وبعد أسابيع من الدبلوماسية المتكتمة التي أفسحت المجال في النهاية أمام الاتفاق. ورغم الانخراط الدبلوماسي عالي المستوى من الطرفين، لا يرجح العديد من المراقبين عودة العلاقات بين الحليفين إلى ما كانت عليه قبل التردي الأخير. وعن هذا الاتفاق الذي يسمح للأميركيين بعبور الأراضي الباكستانية لإيصال الإمدادات إلى قوات "الناتو" في أفغانستان، يقول "ظفر نواز جاسبال"، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قائد عزام بإسلام آباد: "حاول البرلمان إقامة التوازن بين المشاعر المعادية لأميركا في الشارع وبين متطلبات السياسة البراغماتية لمستقبل العلاقات بين باكستان والولايات المتحدة"، ثم يضيف قائلاً: "ليس الأمر متعلقاً هنا بعدم الرغبة في تحسين العلاقات الثنائية، بل باختلاف وجهات النظر حول المصالح المشتركة في أفغانستان"، محيلاً إلى انزعاج باكستان من خطط أميركية بإشراك الهند في مستقبل أفغانستان، وهو الأمر الذي ترفضه باكستان بشدة، لكن العلاقات، يقول ظفر، ستتحسن بعد الاتفاق مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر قليلة عندما قتلت قوات "الناتو" 24 جندياً باكستانياً. وكان مسؤول بارز في وزارة الخارجية الباكستانية قد صرح بأن الاتفاق الذي صادق عليه البرلمان الباكستاني جاء في أعقاب اجتماع الشهر الماضي بين أوباما ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في سيؤول، فضلاً عن سلسلة أخرى من اللقاءات الدبلوماسية خلف الكواليس جرت بين البلدين. هذه الاجتماعات كان لها دور حاسم في ترميم العلاقات التي تعرضت لضغوط كبيرة جراء عدد من الحوادث كان من بينها اختراق القوات الأميركية للأراضي الباكستانية خلال عملية قتل بن لادن في العام الماضي. وفي إشارة إلى قرب استئناف تدفق الإمدادات عبر باكستان، أطلع وزير الداخلية الباكستاني جمعية حاويات النقل الباكستانية المسؤولة عن نقل 70 في المئة من الإمدادات، بالاستعداد لاستئناف عمليات النقل، وهو ما أكده رئيس الجمعية قائلاً: "لقد طلب منا مسؤولون كبار من إسلام آباد التهيؤ للقيام بمهام النقل"، وأضاف -رافضاً تسمية هؤلاء المسؤولين- أن الطريقين اللذين سيفتحان في وجه الإمدادات هما المعبران الحدوديان مع أفغانستان: "توركام" و"شامان"، وأن موعد فتحهما سيكون خلال عشرة أيام. وكانت باكستان تسمح بمرور ما بين 200 و250 حاوية نقل يومياً قبل غلق الممرات رداً على تدهور العلاقات الثنائية بين البلدين. ولتعويض الممرات الباكستانية لجأت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى نقل المؤن جواً، أو سلوك طرق أخرى في آسيا الوسطى، لكن كلفتها كانت أعلى. ورغم إغلاق الممرات البرية، فقد كانت باكستان طيلة الفترة السابقة تسمح بمرور الطائرات عبر أجوائها مبررة ذلك بضرورة إيصال المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان. وقبل المصادقة على مراجعة العلاقات الثنائية بين أميركا وباكستان، حدد البرلمان الباكستاني مجموعة من التوصيات لتحسين العلاقات. ومع أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في البرلمان الباكستاني يشير إلى تحسن العلاقات مع أميركا من دون الإشارة إلى فتح المعابر البرية، تاركاً الأمر للحكومة، يرى المراقبون أن اللجوء إلى البرلمان ليس أكثر من محاولة لإرضاء المعارضة والحفاظ على ماء وجهها. وهذا ما أكده أحد أعضاء البرلمان المشارك في لجنة الأمن القومي، وقد فضّل عدم الكشف عن هويته، بالقول: "لجأنا إلى طريق وسط لإرضاء معارضي فتح المعابر أمام قوات الناتو"، وهو ما دفعهم إلى تغيير مواقفهم المعارضة بعدما تعهدت الحكومة بتضمين نقاط الاعتراض الأساسية في وثيقة الاتفاق. وفي تعليقهم على الاتفاق قال معارضون برلمانيون إنهم قرروا إحالة الموضوع إلى الحكومة التي عليها ترتيب الأوضاع إدارياً ولوجستياً، لاسيما بعد تعرضهم لتهديدات من "طالبان" باكستان باستهدافهم إن وافقوا على فتح الممرات البرية أمام القوات الأميركية. ومن النقاط الأساسية التي تم تضمينها الاتفاق، بطلب من المعارضة البرلمانية، الاشتراط على الولايات المتحدة وقف عمليات الطائرات بدون طيار في المناطق القبلية، ومنع استخدام الأراضي والأجواء الباكستانية لإيصال السلاح إلى أفغانستان، بالإضافة إلى اعتذار واشنطن على حادثة إطلاق النار في شهر نوفمبر الماضي التي راح ضحيتها عدد من الجنود الباكستانيين والمطالبة بضمان محاكمة الجنود الأميركيين المسؤولين عن الحادث أمام القضاء في الولايات المتحدة... لكن أغلب المراقبين الباكستانيين اعتبروا الشروط والمطالب المتضمنة في الاتفاق مجرد خطوات رمزية من غير المرجح أن ترى النور على أرض الواقع. ومن هؤلاء المراقبين المحلل في شؤون الدفاع والجنرال المتقاعد في الجيش الباكستاني، طلال مسعود الذي قال: "هذه الشروط جاءت بها لجنة الأمن القومي في البرلمان لإخماد غضب الرأي العام، وإلا فمن المستحيل أن تقبلها أميركا". وأضاف الجنرال مسعود أن الولايات المتحدة قد تخفض وتيرة العمليات الجوية التي تقوم بها في المناطق القبلية بوزيرستان، وقد تتعاون باكستان هناك تحت اسم التعاون الاستخباراتي، "لكن من غير الوارد أن توقف أميركا قصف طائراتها بدون طيار، لأنها جزء أساسي من سياسة إدارة أوباما". أمير لطيف باكستان ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©