السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ارعي واحذري

16 سبتمبر 2008 01:08
خرج أعرابي مكفوف البصر، ومعه ابنة عم له لرعي غنم لهما، فقال الشيخ: أجد ريح النسيم قد دنا، فارفعي رأسك فانظري، قالت: أراها كأنها ربرب معزى هزلى، قال: ارعي واحذري· ثم قال لها بعد ساعة: إني أجد ريح النسيم قد دنا، فارفعي رأسك فانظري· قالت: أراها كأنها بغال دهم، تجر جلالها، قال: ارعي واحذري· ثم مكث ساعة ثم قال: إني لأجد ريح النسيم قد دنا فانظري· قالت: أراها كأنه بطن حمار أصحر· فقال: ارعي واحذري· ثم مكث ساعة فقال: إني لأجد ريح النسيم فما ترين؟ قالت: أراها كما قال الشاعر· دانٍ مسف فويق الأرض هيدبه يكاد يدفعه من قام بالرّاح كأنما بين أعلاه وأسفله ريط منشرة أو ضوء مصباح فمن بنجوته كمن بعقوته والمستكن كمن يمشي بقرواح فقال: انجي لا أبالك! فما انقضى كلامه حتى هطلت السماء عليهما! مسحل قال جرير بن عبدالله البجلي: سافرت في الجاهلية فأقبلت على بعيري ليلة أريد أن أسقيه، فجعلت أريده على أن يتقدم، فوالله ما يتقدم، فتقدمت فدنوت من الماء وعقلته، ثم أتيت الماء فإذا قوم مشوهون عند الماء فقعدت· فبينا أنا عندهم إذ أتاهم رجل أشد تشويهاً منهم فقالوا: هذا شاعرهم· فقالوا له: يا فلان؛ أنشد هذا فإنه ضف؛ فأنشد: ودع هريرة إن الركب مرتحل وهل تطيق وداعا ايها الرجل فلا والله ما خرم منها بيتاً واحداً، حتى انتهى إلى هذا البيت: تسمع للحلي وسواساً إذا انصرفت كما استعان بريح عشرق زجل فأعجب به· فقلت: من يقول هذه القصيدة؟ قال: أنا· قلت: لولا ما تقول لأخبرتك أن أعشى بني ثعلبة أنشدنيها عاماً أول بنجران· قال: فإنك صادق، أنا الذي ألقيتها على لسانه، وأنا مسحل صاحبه، ما ضاع شعر شاعر وضعه عند ميمون بن قيس! ثلاثة ابيات قال حسان: إذا ما ترعرع فينا الغلام فما إن يقال له: من هُوه؟ إذا لم يَسُدْ قبل شد الإزار فذلك فينا الذي لا هوه ولي صاحب من بني الشيصبان فطوْراً أقول وطوار هُوَهْ ولهذا الشعر قصة طريفة رواها صاحب ''لسان العرب'' قال: الشيصان، والبلأز، الجلأز، والجان، والقاز، والخيتعور: كلها من أسماء الشيطان· والشيصبان أبو حي من الجن· قال: وكانت السعلاة لقيت حسان بن ثابت في بعض أزقة المدينة، فصرعته وقعدت على صدره وقالت له: أنت الذي يأمل قومك أن تكون شاعرهم؟ فقال: نعم· قالت: والله لا ينجيك مني إلا أن تقول ثلاثة أبيات على روي واحد· فقال حسان هذه الأبيات· وفيها روايات أخرى·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©