الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«من ذاكرة الغربة والرحيل» تتلمس القهر الإنساني الناتج عن الاغتراب

«من ذاكرة الغربة والرحيل» تتلمس القهر الإنساني الناتج عن الاغتراب
19 ابريل 2012
تواصلت مساء أمس الأول فعاليات مهرجان الإمارات للمسرح الجامعي المقام في الشارقة ويستمر حتى الثاني والعشرين من الشهر الجاري، بعرض لفرقة جامعة الشارقة، بعنوان “من ذاكرة الغربة والرحيل” تأليف الرحال سالم الحتاوي واخراج باسم أبو داوود. تحكي الحبكة الرئيسية للمسرحية قصة شاب اسمه مسعود قام بدوره عاصم الكويتي، من عائلة معروفة تخلت عنه لأسباب لم يكشف عنها العرض، فاشتغل فراشا في فرقة مسرحية لمدة سبعة عشر عاما عانى خلالها من فقدان الحبيبة خزينة التي قامت بدورها حمده لوتاه، ومن عدم تواصله مع عائلته حتى ظن الجميع أنه بلا عائلة، كما يتصف بانعدام الطموح باستثناء رغبته في التمثيل يوما ما. أما الحبكة الثانوية فهي تتحدث عن منتج مسرحي جاهل قام بدوره محمد صفوت، يستأجر مخرجا بائسا ليقدم له عرضا مسرحيا هدفه الربح من دون أن يكترث بالمستوى الفني لهذا العرض، كما لايهمه مستوى من يمثل فيه، وهذا مادفعه إلى الموافقة على أن يلعب الفراش مسعود دور البطولة في العرض بعد أن تغيب الممثل الرئيس، ولأن المنتج لايتمتع بأي أبعاد إنسانية أو أخلاقية فإنه سرعان مايطرد الفراش حين يعلم بأن الممثل الأول سيعود. وبعد مجموعة طويلة من المشاهد التي يتداخل فيها الحلم بالواقع والتمثيل داخل التمثيل، ينتهي العرض باعتراف أهل مسعود به وبعودة حقه في الميراث وكذلك المرأة التي أحبها. ويحسب لعرض مسرحية “من ذاكرة الغربة والرحيل” أنها اتجهت نحو الكوميديا في معالجة قضية مأساوية تتعلق بالقهر الإنساني الناتج عن الاغتراب. لكن مابين بساطة ووضوح النص الدرامي الذي كتبه الراحل سالم الحتاوي، وبين تعقيدات العرض المسرحي الذي أعده وأخرجه باسم أبو داوود انبثقت تفاصيل كثيرة أخذت الممثلين والفنيين والجمهور أيضا إلى أماكن أخرى بحيث ينطبق عليه القول إن النوايا الطيبة لاتصنع عرضا جيدا، فقد غصت المسرحية بحوارات زائدة لايمكن لأي ممثل حتى ولو كان محترفا تجسيدها، وبديكور لم يتم استعماله جيدا فبدا كتلة ثقيلة صماء كما هو الهرم المتدرج القابع في مركز الخشبة، ومهمات مسرحية ضعيفة الدلالة، بل كان بعضه يشكل قيدا على حركة الفراش بالذات (المكنسة والجردل)، إضافة إلى استخدام الدخان مرات كثيرة من دون أي مبرر درامي أو جمالي. كما أن عدم تدريب الممثلين انعكس واضحا على معاناتهم في التعبير عن كلام زائد، وكذلك خروجهم كثيرا عن الإضاءة المسرحية بحيث جرت الكثير من المشاهد في المناطق المظلمة، وخصوصا في المنطقة التي تمثل مساحة اندماج بين الجهمور والحدث المسرحي (المنطقة البريشتية). إن مشكلة هذا العرض لاتكمن في الإمكانيات الإبداعية عند المخرج، وهي موجودة عنده دون شك، إنما في أنه لم ينتبه إلى أن التعامل مع موهوبين تنقصهم الخبرة والتجارب يحتاج إلى خطة مسرحية مدروسة بعناية، فحملهم فوق طاقتهم بكثير، وحملنا الجمهور أعباء التشتت في التلقي، وفقدان الاستمتاع بالعرض. ولذلك حفلت الندوة التطبيقية بانتقادات كثيرة لهذا العرض وخصوصا من قبل الجمهور قبل النقاد، تركزت على كل مفردات هذا العرض. «عجوز... آن» اليوم تعرض فرقة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا (مقر الفجيرة) في السابعة من مساء اليوم على خشبة مسرح الجامعة مسرحية “عجوز... آن” تأليف عبد الله مسعود وإخراج أيمن الخديم.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©