الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السعد 2

السعد 2
16 سبتمبر 2008 01:09
ظبي إذا وثب، وأسد إذا كثب، منقاد هزم، غير منكسر في الحرب ولا منهزم، كم بارز المبارزة فارسه فكف وما عاد، لما أبرق ذهبه وأرعد حافوره فارتاع بالابراق والإرعاد يسبق السهم إلى الغرض، فيكاد يقع عليه لما حال بينه وبينه واعترض، فلا يدري السهم أهو الغرض فيقع عليه، أم هو الجواد فلا يسقط فوقه ولا يصل إليه، إن أطنب في وصفه المطنب، وأوسع في ذكره بلفظه المطرب، لم يبلغ إلا قليلاً من كثير، ولم ينل إلا يسيراً من وصف أثير، فإن قصر في ذكره النثر· قفاه الشعر في هذا الأثر، بمعان توجب بحسنها عن العقود اللؤلؤية اللهو، ونظم أحكم وزن جواهره وهو: أكرم بسعد الخيل سعداً ذابحاً للصيد إن قاد الجهاد رعيلا قد طاب أصلاً إذ بدا في حمرة فغدا على الحالين منه أصيلا كالليث في ثباته وثباته أضحى له ظل العوالي غيلا ثبت الجنان إذا تشاجرت القنا والبيض تسمع بالقراع صليلا أسد سطا في الجيش يوم كريهة حتى غدا منه الكثير قليلا داس الأعادي فاسوداد حظوظهم أبدت قوائمه له تمثيلا بالليل عصم والنهار يود أن لو كان في تعصيمه تحجيلا بالمسك خضبت القوائم منه إذ أبدى كثيب الزعفران مهيلا عال فلا الأوعال تعلو ظهره سام يعود الطرف منه كليلا ما بين غرته وبين عسيبه موج غدا مترقرقاً مصقولاً يحكي الغزال تلفتاً وتشوشاً وتروعاً إن نص منه تليلا فيريك عند الالتفات ملاعباً جيداً كجيد السابحات طويلا قدر زانه عنق وزان جماله كفل غدا بالحسن منه كفيلا لا يترك الشهب المنيرة طالباً حتى تصير لرأسه إكليلا والحاصل أن الواصف لمحاسن هذا الجواد يعجز، والمادح له لا يوفيه حقه سواء أطنب أو أوجز، فاللبيب يحجم عند وصفه كما أحجمت الخيول عن سباقه، ويحبس قلمه في مدحه كما حبست النسيم عن مجاراته عند إطلاقه، لا زال سرجه للضياء فلكا، ولا برح لائحاً للعيون على صهوته ملكاً، لا والله بل ملكا، اللهم لاحظه بعين لم تنم، وزده صولة على الخيول في الميدان حتى يصير بينها كالسرحان بين الغنم· واجعله لطيف الروح ضخم الحجم، وأعل شانه علو الفلك فإن من نظر إلى سرجه وغرته فقد نظر الهلال والنجم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©