لغة الأرقام لا تكذب·· مبدأ بديهي لا يقبل التشكيك· وهو ما ينطبق على تحليل مباراة ''السوبر'' التي حصد الأهلي لقبها ليبدأ الموسم بلقب له آثار معنوية اكثر منها مادية·
وتقول لغة الأرقام إن الأهلي كان الأكثر ايجابية فنياً خلال المباراة والأكثر لعباً على المرمى خلال الـ120 دقيقة عمر المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي قبل أن تنتهي بضربة الجزاء التي أحرزها سيزار صاحب الأداء الجيد·
وقاد الأهلي خلال المباراة 15 هجمة خطرة من جمل تكتيكية أظهرت قدراً من التفاهم الواضح بين اللاعبين، وإن كان معظمهم يلعب معاً للمرة الأولى، وخاصة الدوليين العائدين فيصل خليل وإسماعيل الحمادي للانضمام الى الفريق قبل المباراة بـ48 ساعة فقط·
وسدد لاعبو الأهلي 11 مرة على المرمى، وأضاع لاعبوه 4 فرص محققة للتسجيل، وكان البرازيلي باري هو اللاعب صاحب الأداء الأفضل والمجهود الأوفر والقدرة البدنية والفنية التي أجهدت دفاع الجوارح، ولولا وجود البرازيلي اسونساو لتمكن الأهلي من التسجيل والفوز بعدد وافر من الأهداف، حيث كان اسونساو أحد أبرز اللاعبين في الملعب وأثبت انه صفقة ناجحة للشباب، ويكفي ما قام به من دور تكتيكي· ونفس الأمر ينطبق على الزيمبابوي موسى صاحب المهارات العالية والذي يحتاج الى وقت كاف للتأقلم، فيما أثيرت علامات الاستفهام على مستوى البرازيلي ريناتو الذي قدم موسماً طيباً مع النصر سابقاً·
وبالعودة إلى الفرسان نجد أن الفريق كان هو الأكثر تركيزاً وخاصة في خطي الوسط والدفاع، فيما غاب التركيز بعض الشيء في الثلث الأخير وأمام مرمى إسماعيل ربيع بسبب غياب فيصل الطويل عن القافلة الحمراء، اضافة لعدم مشاركته في مباريات المنتخب ما أثر على لياقته الفنية بعض الشيء وإن كان يحتاج لوقت كاف للتأقلم·
وقدم سيزار أداءً قوياً خلال المباراة، وشكلت تحركاته ضغطاً واضحاً على دفاع الشباب، فيما كان حسني عبد ربه أفضل لاعب في أفريقيا مجهداً بعض الشيء لسببين لا ثالث لهما الأول انه لم يتأقلم بعد مع الفريق لتكرار سفره للمشاركة مع المنتخب المصري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم، اضافة الى عدم اعتياده على اللعب في مثل تلك الأجواء الحارة والرطوبة العالية وان كانت إمكانياته محل تقدير، وهناك ثقة كبيرة في انه سيقدم مستوى متميزاً خلال الفترة المقبلة بعدما يحصل على مزيد من التأقلم·
مشكلة الشباب
وعلى الجانب الآخر قدم الشباب اداءً جيداً بشكل عام، غير أن الفريق ظهر عليه تأثره باللعب بدون ايمان مبعلي الذي كان يشكل محور ارتكاز الفريق في الدفاع والعقل المفكر في الهجوم ومحور الربط بين خطوط الملعب، وهو نفس الدور الذي يحاول أن يقدمه اسونساو·
ومن خلال أداء الشباب ظهر احتياج الفريق بالفعل لمهاجم سوبر يجيد استغلال الفرص التي تصنع وضاعت بسهولة من كل من سالم سعد وسرور سالم وعيسى عبيد·
وبشكل عام كان أداء الشباب مقبولاً ويكفي انه صمد حتى النهاية وأضاع لاعبوه فرصاً محققة للتسجيل·
وقاد الشباب 12 هجمة طوال شوطي المباراة، وسدد لاعبوه على المرمى 10 مرات وأضاعوا 4 فرص محققة للتسجيل أحدها انفراد تام لسالم سعد·
باري مكسب
وكان البرازيلي باري أحد أبرز اللاعبين في صفوف الأهلي بما قدمه من روح قتالية عالية وتحركات بطول الملعب وعرضه أظهرت مدى القوة البدنية والجسمانية التي يتمتع بها اللاعب، اضافة إلى قدرته على المراوغة وخلق الفرص من لا شيء· واتفق الجميع على أن باري هو صفقة الموسم بالنسبة للأهلي لحين استرداد عبد ربه ذاكرة الأداء الجميل بعدما يحصل على فرصته كاملة·
وشكل باري وحده عنصر الخطر والفاعلية في أداء الأهلي الهجومي، حيث صنع 3 فرص محققة وسدد 4 مرات على الثلاث خشبات إحداها ارتطمت بالعارضة وخرجت ضربة مرمى، كما كان سبب نيل فريقه ضربة الجزاء وأحرز هدف الفوز·
وعلى الرغم من الاتفاق الكامل على أن اللاعب سيكون أحد أبرز المحترفين خلال الموسم المقبل، إلا انه يحتاج لمن يمده بالكرات ليتفرغ لاستخدام مهارته داخل الصندوق أو قريباً منه، لأنه كان يضطر للنزول كثيراً في وسط الملعب للقيام بدور دفاعي أو للحصول على الكرة من لاعبي الوسط· ويحتاج باري للاعب مهاري يموله بالكرات البينية خلف دفاعات الخصوم، ويكفي انه يجيد التحرك بدون كرة ويجيد ايضاً التسديد والمراوغة·
وبشكل عام أداء الأهلي وإن كان جيداً، إلا انه لا يزال يحتاج لدور علي عباس في الوسط ودور حسني عبد ربه في تمويل الهجوم بكراته الماكرة والتي اشتهر بها مع المنتخب المصري أو ناديه الإسماعيلي·
عدد اليوم
