الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عدالة من لؤلؤ

عدالة من لؤلؤ
17 أغسطس 2016 20:33
علي العبدان السنيار مصطلحٌ قديم في منطقة الإمارات والساحل العربي من الخليج عموماً، كان يُطلق على سفن الغوص على اللؤلؤ التي تُبحر معاً من منطقةٍ واحدة إلى داخل البحر، ولذلك فهناك «سنيار هل بوظبي» و«سنيار هل دبي» مثلاً، أي مجموعة سفن غوص أبوظبي ومجموعة سفن غوص دبي.. وهكذا، أما الأسفار الكبيرة فلا تخرج في «سنيار»، بل تسافر كل سفينة لوحدها، وتتبع سواحل البر في أي مكان قدر الإمكان، لأنها تحتاج إلى الموانئ والأسواق. أما سفن السنيار وهي سفن الغوص كما ذكرنا فتدخل إلى وسط البحر حيث تكون المياه عميقة، وذاك طلباً لـ «الهيرات» جمع «هير» وهي أماكن وجود الأصداف والمحّار الذي يتكوّن فيه اللؤلؤ، لذلك تخرج سفن الغوص هذه في مجموعةٍ تُسمى «السنيار»، ولهذا الاجتماع أهداف تعود بالمصلحة على جميع مَن يُشاركُ فيه، فأوّلاً يُمكنُ لهذه السفن العديدة مساعدة أي سفينة من سفن الغوص أثناء الانطلاق في البحر، إذا احتاجت إلى المساعدة، حيث لا توجد موانئ، ثانياً هذا الانطلاق الجماعي أو السنيار فيه عدالة بين الجميع، فينطلقون جميعاً إلى الهيرات في وقتٍ واحد، فلا يتقدّم أحد ويأخذ جميع المحار واللؤلؤ، فينتفع به ويحرم الآخرين من الرزق الوفير، ثالثاً اجتماع السفن في سنيار واحد يُسهّل على تجار اللؤلؤ «الطواويش» الوصول إليها وشراء حصيلة اللؤلؤ من كل سفينة، إضافة إلى فوائد أخرى اجتماعية واقتصادية عديدة، ومعلوم أن لكل سفينة قائداً يُسمى «نوخذا» في عموم اللهجة الخليجية، وفي السنيار الذي يجمع كل السفن هناك نوخذا رئيسي هو الذي يعطي إشارة الانطلاق إلى الدخول في البحر للغوص على اللؤلؤ، فهو بهذا يعتبر قائداً لبقية النواخذه، ويُسمّى «السردال»، ونذكر على سبيل المثال السردال جمعه الامْلَح الذي كان يقود سنيار أهل دبي، والسردال شامس القريدي الذي كان يقود سنيار أهل الشارقة، وغيرهما في بقية الإمارات رحمهم الله. ثراء وغنى إذا كانت منظمة عالمية بحجم اليونسكو قد أقرّت يوماً عالمياً للتراث فإنّ السنيار فكرة رائدة تشتمل عوالم من الغنى والثراء، يجب أن نفطن إليها بالبحث والتأليف والمعالجات الدراميّة والحلقات البحثيّة والإشهار العالمي لهذه المنطقة الغنيّة بالحياة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©