الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبير نعمة ترافق ارتحالات أبو الطيّب بالموسيقى والغناء

عبير نعمة ترافق ارتحالات أبو الطيّب بالموسيقى والغناء
1 مايو 2014 23:14
رضاب نهار (أبوظبي) تحتفي الدورة الرابعة والعشرون من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، بالشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي «مالئ الدنيا وشاغل الناس»، الذي جاب الشرق الأوسط بحثاً عن إمارة الشعر في باله، وذلك ضمن برنامج بدأت أولى فعالياته مع حفل موسيقي بعنوان «المتنبي.. مسافراً أبداً» أحيته المطربة والباحثة اللبنانية المتخصصة في موسيقى الشعوب عبير نعمة، بمرافقة أوركسترا سيمفونية تناولت رحلة المتنبي الطويلة بدءاً من جنوب العراق، مروراً بشبه الجزيرة العربية وبلاد الشام وصولاً إلى مصر وغيرها، وسط حضور كبير ضمّ عدداً من الشخصيات الفنية والثقافية والإعلامية، كان من بينها فنان العرب المطرب محمد عبده. إن استحضار المتنبي بقامته الشعرية العظيمة في أبوظبي من خلال الموسيقى، يجسّد ما يسعى إليه معرض الكتاب، في محاولته الدائمة لمزج أنواع مختلفة من الثقافة والفنون جنباً إلى جنب، إذ يمكن للكلمة مهما بلغ عمرها وتاريخها، أن تلين أمام لحنٍ قوي وصوتٍ عذب. وها هي أشعار المتنبي من القرن الرابع الهجري، تتحوّل إلى أغانٍ موسيقية، ترتقي بثقافتنا العربية المعاصرة، وتؤكّد أن العرب هم أصل الحضارة والثقافة، في الوقت الذي نحن فيه بحاجة شديدة لاستعادة التاريخ. ويقول الدكتور علي بن تميم مدير إدارة برامج المكتبة الوطنية في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: «حينما يحتفي معرض أبوظبي الدولي للكتاب بشخصية عظيمة مثل أبو الطيب المتنبي، فإنه يدرك أن هذه الشخصية مركبة، شديدة الوضوح وشديدة الغموض في الوقت نفسه، يجب الإضاءة عليها وعلى منجزاتها الكثيرة. ولعلّ الموسيقى وغيرها من الأنشطة التي نقيمها من أجل الاحتفاء بها، تسهم في تقريبها إلى الجمهور من أبناء الجيل الحالي. وما غناء قصائد المتنبي، إلا محاولة مهمة لتشجيع القراء على البحث والتقصي والتساؤل حول هذا الشاعر العريق والمخضرم». ويضيف: «في العرض، شكلت الاستعانة بالإلقاء والغناء، والمزج بين البعد العربي والبعد العالمي، واستخدام الترجمة والقيام بغنائها، لحظة ممتعة بجدارة، يمكننا ملاحظتها مرتسمة على وجوه الجمهور». وقد بدأت رحلة البحث عن المتنبي مع عبير نعمة اليوم بأغنية جديدة، كلماتها كناية عن قصيدة مبتكرة ومحبوكة من أفكار وبيوت وكلمات للمتنبي ذاته، جاء في مطلعها: في سفري وترحالي حلمي وفي دروب الشمس يسري دمي فلممالك الشعر أجنحة ودروب تودي الى الأمم ثمّ مرّت نعمة على القدود الحلبية الفرحة والموشحات الشامية القديمة، وأغنية «على قدر أهل العزم» التي غنتها بأبهة وكبر، تلاها مزيج من الأغاني اللبنانية منها أغنية «لبيروت» للسيدة فيروز. لتغني بعدها قصيدة «كفى بك داء» من لحن منصور الرحباني في مسرحيته «المتنبي»، وأغنية «أنا قلبي دليلي» ويكون شاعرنا بهذا قد وصل إلى مصر حسب سيناريو العرض. ومن وحي ثقافتها وتخصصها في موسيقى الشعوب، وكدليل على أن الروح العربية منذ بدايات التاريخ، قادرة على أن تصل إلى كل العالم، قامت نعمة بغناء بعض قصائد أبوالطيب المترجمة إلى الإنجليزية والفرنسية وأخيراً الألمانية، وسط دهشة وإعجاب وحماس من كل الحاضرين. وبدورنا، لا يمكن أن نقرأ هذا العمل الفني على أنه حفل موسيقي وحسب، فهو وبالمنهج الذي سار عليه، صار عرضاً مسرحياً مكتملاً، مجسداً فكر المسرح كفن أدائي يعتمد على تمثيل الشخوص لحكاية ما، لها بدايتها ونهايتها حسب السيناريو المتاح، مع وجود للراوي بصوت الفنان والممثل جهاد الأندري، الذي ظهر أمامنا على الخشبة في فقرات عديدة، مرتدياً العباءة وكأنه من الزمن القديم، وقرأ بعضاً من أشعار المتنبي، مؤدياً بجسده وصوته حالات شعرية مختلفة من عنفوان ومجد وتساؤل وعزم وعظمة التحدي. وقد كان المناخ العام للعرض، من ديكور وإضاءة ومؤثرات صوتية، كفيلاً بمساعدة الموجودين في الصالة، على السفر ضمن أجواء شيقة، إلى المدن والعوالم التي سافر إليها المتنبي في بحثه عن مكنوناته الخاصة، التي لمسناها شعراً وموسيقى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©