الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المنصف المزغني: في المجلس.. لا تجلس

المنصف المزغني: في المجلس.. لا تجلس
1 مايو 2014 23:14
فاطمة عطفة (أبوظبي) ضمن الأمسيات التي تقام في ركن من بهو المعرض، جاءت أمسية الشاعر المنصف المزغني من تونس، حيث قدم مساء الأربعاء مجموعة من القصائد، التي تنبع من الواقع الراهن الذي تشهده بلاده تونس، وتعكس في مرآتها بعضاً من التحولات التي شهدها المشهد السياسي التونسي، منذ أن انطلقت من بلاد الياسمين، ما اصطلح على تسميته بثورات «الربيع العربي». قصائد المزغني التي تبدو كبيانات سياسية، هي في حقيقتها، مفصل إبداعي في سياق بدا متوهجا عند انطلاقتها، ثم راح يخبو شيئا فشيئا، فجاءت قصيدة الشاعر لكي تعيد إليه ما انمحى منه. بدأ المنصف المزغني قصائده بـ«أغنية وصايا المجلس»، وهو المجلس الوطني التأسيسي الذي أريد له أن يكون مجلس كل شيء، كما قال الشاعر. والقصيدة من عدة مقاطع أو لوحات فنية، يقول في مقطعين منها: «في المجلس/ قف/ قف قف/ لا... لا تجلس/ خذ موقف/ في المجلس...» «لا تخنس/ مثل القطة/ شافت فأرا/ لفت ذيلا/ دست رأسا/ بدأت تلحس». ومن قصيدة «الشاعر والأرملة»، التي قرأها المزغني، نقتطف هذه الأبيات: «امرأة ترملت/ في تونس الجديدة/ ولم تجد في فمها/ قصيدة تخلد المرحوم/ فوقفت بالباب عند شاعر قوال/ تطلبه مرثية/ من شعره المهضوم...». وفي قصيدة مطولة بعنوان «هنا تونس النشرة» يقول: «هنا تونس/ .../ هنا التلفاز والثورة/ إليكم نشرة الأنباء/ أتعجبكم؟/ أنا أسأل/ إذا لم تعجب اعتصموا/ إلى أن يرجع التلفاز/ لبيت الطاعة الأول...». وهكذا واصل الشاعر المزعني قراءة قصائده المنسوجة بأصوات متعددة، وكأنها مشاهد مسرحية، ذات نبرة كوميدية، إنما بلغة شاعرية خاصة به، وهو يمتاز بإلقاء متفرد بين معظم الشعراء العرب، وصوت دارمي جميل الإيقاع. وقد أوضح الشاعر المنصف المزغني أن القصيدة هي التي تطلب منه طريقة إلقائها، ما يؤكد حالة الاندماج والانسجام بين الشاعر وقصائده، حيث تطالبه كل قصيدة بلون مختلف من الإلقاء حسب موضوعها وبنيتها الفنية وإيقاعها الموسيقي. وفي ختام الأمسية التي امتدت أكثر من ساعة كان لـ «الاتحاد» لقاء مع الشاعر حول رأيه في معرض أبوظبي للكتاب والفعاليات المرافقة له، والتي تشكل جزءاً مهماً من المشهد الثقافي الذي تمتاز به عاصمة الإمارات، يقول الشاعر: «ميزة هذا المعرض أنه يتمتع بكل مواصفات المعارض الدولية في العالم، فهو لا يقتصر على عرض الكتب وبيعها، بل يحاول أن يستقطب صناعة الكتاب ويلقي مزيداً من الضوء على هذه الصناعة ليستفيد من ذلك جميع المهتمين بإنتاج الكتاب ونشره». ويضيف الشاعر المنصف المزغني: إن ما يزيد من حيوية معرض أبوظبي للكتاب أن «جائزة الشيخ زايد للكتاب»، تأتي مرافقة له وهي تعد موعدا سنويا يكبر بالأذهان ليس على المستوى العربي فقط، بل على المستوى الدولي، كما أن هذه اللقاءات تجمع النخبة من المثقفين والمبدعين بالإضافة إلى المهتمين بصناعة الكتاب وإبداعه ونشره».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©