صلاح سليمان (العين) - غرد العين هذا الموسم «خارج السرب»، وكان «العلامة الفارقة» بين جميع أندية دوري المحترفين لكرة القدم، لما قدمه من مستوى فني رائع ومتميز نال إعجاب كل المتابعين. وأثبت العين أنه بالفعل زعيم الكرة الإماراتية بعد أن أضاف مساء أمس الأول بطولة جديدة، إلى سجله المرصع بالألقاب والإنجازات، على المستوى المحلي والإقليمي والقاري، وهي بطولة الدوري الثانية، في عصر «عالم الاحتراف» والحادية عشرة في تاريخه الذهبي.
وجاء الفوز باللقب بعد التغلب على دبي في مباراة الجولة الـ 22 من بطولة دوري المحترفين التي شهدها ستاد طحنون بن محمد بالقطارة، وانتهت بثلاثة أهداف نظيفة، حملت توقيع النجم الغاني أسامواه جيان، ولم يكن الفوز العيناوي على «الأسود» بالأمر الصعب، بل تحقق بكل سهولة ويسر، وكان ذلك متوقعاً قبل «صافرة البداية»، وكان العيناوية جاهزون للاحتفال باللقب على ملعبهم، وحصد «البنفسج» النقاط الثلاث الغالية التي حسم بها صراع اللقب، في ظل غياب عدد من لاعبيه الأساسيين، من بينهم الروماني ميريل رادوي الموقوف بقرار من لجنة الانضباط، وإسماعيل أحمد وفارس جمعة وخالد عبد الرحمن وعلي الوهيبي والحارس محمود الماس والأسترالي أليكس بروسكو، وجاء غياب بعضهم للإصابة والبعض الآخر حرص المدرب كوزمين على منحه راحة للاحتفاظ به لمباراة الهلال السعودي في «الآسيوية».
وبعد أن طارت «الطيور العيناوية» بأرزاقها، وقبل أربع جولات بالتمام والكمال من بلوغ المحطة النهائية، أصبح المركز الثاني بطولة في حد ذاته بجانب المركزين الثالث والرابع وجميعها تتيح لأصحابها فرصة المشاركة في الاستحقاقات الآسيوية.
من ناحيته، قال الروماني أولاريو كوزمين «إن العين يستحق الفوز بالبطولة، لأنه الفريق الأفضل الذي استطاع أن يحقق الفوز في معظم المباريات خلال الموسم، وقدم كرة قدم ممتعة، وسجل أهدافاً كثيرة في الوقت الذي لم تستقبل فيه شباكه سوى أهداف قليلة، موجهاً كلمات الشكر والتقدير إلى جميع اللاعبين أصحاب الإنجاز الحقيقي، وإلى إدارة النادي التي دعمت الفريق ووقفت بجانبه، حتى انتزع البطولة الثانية على التوالي في مرحلة الاحتراف».
وأضاف: «أن يحقق العين الفوز، فهذا أمر طبيعي بالنسبة له ولا غرابة في ذلك واللاعبون يستحقون كل الاحترام وهذا هو سبب بقائي واستمراري مع الفريق. ومنذ بداية عهد الاحتراف لم يستطع أي نادٍ الفوز بالبطولة في موسمين متتاليين ماعدا العين، وهدفي أن نحقق بطولات أكثر في هذا الموسم، وأمامنا مباراة مهمة في الكأس، وكذلك تنتظرنا مباراة الهلال السعودي التي تقام بالرياض يوم الثلاثاء المقبل، ضمن البطولة الآسيوية للأندية الأبطال، وهي مباراة في غاية الأهمية بالنسبة للعين».
وفي تعليقه على حسم البطولة مبكراً، قال: «هذا يوم سعيد، ولكنني للأسف لم أكن سعيداً، وتجدونني حزيناً بالفعل بسبب التعدي على العين والقرارات غير المفهومة التي اتخذت ضد اثنين من لاعبي فريقي من لجنة الانضباط، وهما ميريل رادوي ويوسف أحمد موسى اللذان تم إيقافهما لمباراتين بناءً على الشكوى التي تقدم بها النادي الأهلي على خلفية المباراة الملغية. وأضاف: «هذا اعتداء علينا وعلى لاعبينا، وللمرة الأولى أسمع بتغيير قرار اتخذه حكم مباراة ما، إذا قدر لك الفوز في إحدى المباريات أو خسارتها فلابد أن تكون لديك الروح الرياضية العالية ولكن للأسف فإن البعض لا يملك هذه الصفة. ومن جانبي سأفعل كل شيء لكي أدافع عن لاعب فريقي وسنرفع خلال الأيام القليلة المقبلة شكوى إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، وسنرى إن كان سيوافق على العقوبة وإيقاف اللاعبين من عدمه، لأن إيقاف لاعبين بدون سبب أمر غير مقبول.
وأضاف: «لقد ذكرت لكم قبل شهر تقريباً أن هنالك أشياء سيئة سيواجهها العين وقد كنت محقاً في ذلك، واليوم هل توافقونني الرأي في إيقاف لاعب بهذا الشكل رغم أن الحكم كان قريباً من كل ما حدث، وللأسف فإن البعض موجود هنا للحصول على المال فقط ولا يهمه إن فاز أو خسر، وأنا لست من هذا النوع، ونحن هنا لمساعدة الكرة الإماراتية، ولكن البعض لا يريد ذلك ولا أعتقد أن الكرة الإماراتية سوف تتطور بهذه الطريقة.
وحرص المدرب كوزمين على عرض فقرات للصحفيين من مباراة العين والأهلي «المؤجلة» التي ألغاها الحكم حمد الشيخ بعد إصابة الحكم المساعد محمد الجلاف بفعل فاعل، وتضمن العرض الاحتكاك الذي حدث بين رادوي وإسماعيل الحمادي، ثم بين يوسف أحمد والحارس ماجد ناصر، ثم اللقطة التي تعرض فيها يوسف أحمد بضربة بـ «الكوع» على ظهره من جانب مدافع الأهلي بشير سعيد.
وعلق كوزمين وقارن بين اللقطات، قائلاً: «الاحتكاك عادي لدرجة بعيدة ويحدث في كل مباراة، ماذا يريدون؟ هل أطلب من لاعبي فريقي ألا يحتكوا مع أي لاعب من الطرف المنافس؟ إذا كان يوسف أحمد يستحق الإيقاف لمباراتين في «فاول» عادي، فإن بشير سعيد الذي تعمد إصابة يوسف يستحق الإيقاف لسنتين!!! وتساءل: إذا كانت قرارات الحكم غير معتمدة ويمكن تغييرها بكل سهولة إذن ما فائدة وجود الحكم؟
وأضاف: قرار الإيقاف الذي وصل إلى النادي ليلة مباراتنا أمام دبي أصاب يوسف أحمد بالدهشة لأنه كان يستعد للمشاركة في المباراة الاحتفالية لينخرط في البكاء في منظر مؤثر.
قبل بدء المؤتمر الصحفي لمباراة أمس الأول طلب المنسق الإعلامي لرابطة دوري المحترفين من كوزمين ضرورة إطفاء جهاز الفيديو لأنه غير مسموح في المؤتمرات الصحفية التي تنظمها الرابطة بعد كل مباراة ويمكنه أن يفعل ذلك بعد انتهاء المؤتمر الصحفي فهو حر في ذلك، وبالفعل لم يعترض كوزمين على القرار وأطفأ الجهاز قبل أن يعيد الفني تشغيله بعد المؤتمر ويتابعه الجميع مع إلقاء بعض الأسئلة على المدرب كوزمين الذي أجاب عليها بصراحته المعهودة.
هنأ «الزعيم» باللقب المستحق
رينيه: العين يملك هجوماً كاسحاً ووسطاً رائعاً ودفاعاً صلباً
العين (الاتحاد) - هنأ الفرنسي رينيه مارسجليا مدرب دبي، فريق العين، بمناسبة فوزه ببطولة دوري المحترفين للمرة الثانية على التوالي، منذ بداية تطبيق الاحتراف، وقال إنهم يشاركون «الزعيم» الفرحة بهذه المناسبة، لأنه الفريق الأجدر، وأنه أقوى الفرق التي لعب أمامها دبي على مستوى المحترفين. وأشار إلى أن فترة التحضير للقاء العين لم تكن كافية، خاصة أن الفريق خاض قبل يومين فقط مباراة قوية أمام الظفرة، ولهذا فإن فترة اليومين لم تكن كافية لاستعادة التوازن البدني للاعبين والاستعداد، لمواجهة فريق بحجم وقامة العين الذي يملك تميزاً واضحاً في كل خطوطه، من هجوم كاسح، وخط وسط رائع ودفاع صلب، ما يجعل منه فريقاً يملك كل مواصفات البطل.
وأضاف: «العين يملك البديل الجاهز في كل خطوطه، والذي يستطيع أن يسد فراغ الغيابات والإصابات، وأن لاعبيه من الطراز الأول، وهو فريق يملك التكتيك المختلف من مباراة إلى أخرى، ما يساعده على تقديم مستوى رائع في كل المباريات».
وحول الميزات التي جعلت من العين بطلاً، أكد رينيه أن العين فريق مكتمل الصفوف، من حيث الكم والكيف، ويملك عناصر دائماً ما تكون جاهزة من الناحيتين البدنية والفنية، ما يجعله يتغلب على كل الصعاب التي تواجهه خلال هذا الموسم، والمتمثلة في الإصابات والغيابات، الأمر الذي فرض على المدرب كوزمين الدفع بعدد من البدلاء، وبالطبع أي فريق يستطيع تخطي الصعاب يصبح جديراً بالوقوف على منصات التتويج.
وعن المباراة قال مدرب دبي، إن لاعبيه استطاعوا أن يصمدوا لمدة نصف الساعة الأولى، ولكنهم أصيبوا بالإرهاق، ما أثر على لياقتهم البدنية وأدائهم بشكل واضح، وهذا ما قاد إلى الخسارة وهي المشكلة التي يعانيها فريق دبي باستمرار.
عدد اليوم
