اتهمت الوكالة الدولية للطاقة إيران بعدم التعاون وعرقلة تحقيق حول أبحاث سرية إيرانية باشرته الوكالة بخصوص كيفية صنع قنبلة ذرية· وهدد البيت الأبيض إيران عقب صدور التقرير بعقوبات جديدة ما لم توقف نشاطاتها النووية الحساسة، كما اتهمت بريطانيا طهران بالاستهانة بوكالة الطاقة، فيما أكدت إيران أنها ستواصل تخصيب اليورانيوم·
وصرح مديرعام الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أمس أن إيران تواصل توسيع برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم فيما تعرقل جهود الأمم المتحدة للتحقق من طبيعة الطموحات النووية لطهران· وقال إن الوكالة تملك معلومات جديدة تتعلق بالدراسات الإيرانية السابقة بشأن الأسلحة النووية ولكنها لم تلق تعاوناً من إيران في سبيل توضيح التفاصيل الخاصة بهذه الدراسات·
وجاء في تقرير قدمه البرادعي إلى أعضاء مجلس محافظي الوكالة ''لم تستطع الوكالة للأسف، إحراز أي تقدم جوهري بشأن الدراسات المزعومة والمسائل المهمة العالقة الأخرى المرتبطة بها والتي لا تزال مبعث قلق خطير''· وأضاف أنه منذ آخر تقرير للوكالة في مايو الماضي واصلت إيران تحديها لقرارات مجلس الأمن الدولي بتوسيع نطاق برنامجها الخاص بتخصيب اليورانيوم، وتقوم الآن بتشغيل قرابة 3800 جهاز طرد مركزي أي 200 جهاز أكثر من العدد الوارد في تقرير مايو· وأضاف التقرير أن مفاعل نطنز تمكن من إنتاج ما اجماليه 480 كيلو جراماً من اليورانيوم منخفض التخصيب· وأشار البرادعي إلى أن مفتشي الوكالة الدولية لم يعثروا على دليل على التصنيع الفعلي لأسلحة نووية·
ووفقاً لما ورد في التقرير فإن التحليل الذي أجرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوضح أن أبعاد الشحنة الناسفة تماثل أبعاد الرأس الحربية الموثقة في دراسات الصواريخ الإيرانية المزعومة· وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق أنه توجد مؤشرات على أن مشروع الصواريخ الإيراني مرتبط بالعمل على إنتاج أسلحة نووية· وكتب البرادعي قائلا إن الوكالة حصلت في الأونة الأخيرة على معلومات مفادها أن هذه التجارب ''ربما تكون قد جرت بالاستفادة من الخبرة الأجنبية''·
وقال جريجورى شولت، سفير الولايات المتحدة في الأمم المتحدة في فيينا ''إن معارضة إيران لعلاج القضايا المعلقة منتهكة قرارات مجلس الأمن أمر مثير للقلق بصفة خاصة لأنها تواصل تطوير قدرتها على إنتاج مادة انشطارية يمكن استخدامها في صنع قنبلة نووية''·
وصرح مسؤول كبير مقرب من الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين في فيينا أن المحادثات بين الوكالة وإيران التي يشتبه بأنها تخفي برنامجاً نووياً عسكرياً وصلت الى ''طريق مسدود''· وقال ''نحن في مأزق لأنه بدون مساعدة إيران وتعاونها لن نستطيع استيضاح هذه المسألة بشكل ملموس''·
وهدد البيت الأبيض إيران بفرض المزيد من العقوبات الدولية عليها تضاف إلى الإجراءات العقابية المتواضعة نسبياً التي استهانت بها طهران إذا لم توقف التخصيب· وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردن جوندرو ''ندعو إيران بالحاح الى تعليق نشاطات تخصيب اليورانيوم وإعادة معالجته، والا فسوف يتواصل تطبيق العقوبات التي سبق وأقرها مجلس الأمن الدولي وقد تفرض عقوبات جديدة''· وقال إن ''هذا التقرير يظهر مرة جديدة إن إيران ترفض التعاون مع الأسرة الدولية، وتزيد من عزلة شعبها''·
وذهبت بريطانيا إلى أبعد من ذلك فاتهمت إيران ''بالاستهانة بالوكالة الدولية للطاقة الذرية بمواصلة رفض الرد'' على مخاوف البرادعي بخصوص أبحاث لها أبعاد عسكرية محتملة· وقالت وزارة الخارجية البريطانية في بيان ''لذا سنسعى سعياً حثيثاً لفرض مزيد من العقوبات الدولية في الأسابيع المقبلة''·
وفي السياق أكدت ألمانيا أنها تفضل خيار الإتفاق، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن ''خيار اتخاذ إجراءات جديدة في مجلس الأمن الدولي يبقى مطروحاً اذا لم نتوصل الى اتفاق أو يتحقق تقدم''·
من جهته أعلن السفير الإيراني لدى وكالة الطاقة علي أصغر سلطانية أمس أن إيران ستواصل أنشطة تخصيب اليورانيوم· وقال ''إن القول إن إيران لم تنفذ قرار مجلس الأمن بوقف تخصيب اليورانيوم يفتقر تماما الى المنطق''· وأضاف ''إن إيران لم تجد سبباً شرعياً لذلك ولا يمكنها بالتالي التخلي عن حقها الثابت الذي يضمنه لها ميثاق الوكالة الدولية للطاقة الذرية''·
من جهة ثانية بدأت وحدات دفاعية ومن السلاح الجوي الإيراني مناورات عســــكرية أمس بهدف اختبار معدات وتعزيز الاستعداد، في نصف أقاليم إيران البالغ عددها 30 إقليماً·
عدد اليوم
