السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البرادعي يغادر “الطاقة الذرية” والملفات الكبرى باقية

البرادعي يغادر “الطاقة الذرية” والملفات الكبرى باقية
30 نوفمبر 2009 01:10
ينهي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي اليوم الاثنين مهام عمله بعد 12 عاماً في رئاسة هذه الوكالة التي تمكن من تعزيز دورها السياسي، لكن من دون التوصل الى تحقيق تقدم في الملفات التي اخرجت هذه الوكالة التابعة للامم المتحدة الى دائرة الضوء رغم ان دورها المحض تقني. وفي رسالته الوداعية امام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة الماضي استشهد البرادعي المصري الجنسية بصلاة للقديس فرنسيس الاسيزي قائلا “يا رب، اجعلني اداة لسلامك حيثما وجد البغض، اعطني ان ازرع الحب وحيثما وجد اليأس اعطني ان ازرع الرجاء وحيثما وجدت الظلمة اعطني ان ازرع النور”. لكن بعد ثلاث ولايات في منصب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية لم يحقق البرادعي ابرز الاهداف المتعلقة بالملفات الساخنة التي تولى معالجتها. فرغم ست سنوات من التحقيق لا يزال ملف البرنامج النووي الايراني مثار جدل كما كان في اليوم الاول. واذ تؤكد ايران ان اهدافه محض سلمية تشتبه الدول الغربية في انه يخفي غايات عسكرية. اما كوريا الشمالية فانسحبت من المفاوضات المتعددة الاطراف حول برنامجها النووي وتتابع برنامجها. فيما لم يتم تحقيق تقدم في الملف السوري لا سيما في ما يتعلق بالعثور على اثار يورانيوم في موقع دمره الطيران الاسرائيلي في سبتمبر 2007. ومثل كل مسؤول في نهاية ولايته كان البرادعي الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2005 يريد انهاء مهامه بالاعلان عن تقدم ما. وبعدما واجه انتقادات منتظمة من الدول الغربية بسبب موقفه الذي اعتبر متساهلا مع ايران، عاد وشدد لهجته مع مرور الزمن. لكن جهوده للتوصل الى حل بخصوص الملف النووي لم تكلل بالنجاح، واقتراحه تخصيب اليورانيوم الايراني في الخارج بدرجات اعلى الذي كان ليبدد قلق الدول الغربية حول غايات البرنامج النووي العسكرية، لم توافق عليه طهران. ويبدو انه بعد التصويت على قرار يدين بناء موقع نووي في قم بشكل سري، اصبحت الهوة اكبر بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والقوى الغربية من جهة ومع ايران من جهة اخرى. وعبر البرادعي البالغ من العمر 67 عاما علنا عن خيبة امله، معتبرا ان الوضع وصل الى طريق مسدود (في اشارة ضمنية الى عدم تمكنه من احراز تقدم في هذا الملف الذي سيتركه الى الياباني يوكيا امانو خلفه في هذا الموقع). لكن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خففت من مسؤولية المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في هذه المسالة. وقالت “ان الوكالة لا تملك لا الادوات ولا السلطة لاداء مهمتها بفاعلية”، مؤكدة ان الولايات المتحدة ستعمل على تعزيز سلطات الوكالة. وهذا الموقف يشكل تحولا فعليا في سياسة واشنطن التي لم تتوقف في ظل ادارة الرئيس السابق جورج بوش عن انتقاد الدور السياسي الذي يلعبه البرادعي. وكان البرادعي اثار استياء ادارة بوش حين خلص رئيس فريق التفتيش في الوكالة السويدي هانس بليكس الى عدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق في 2003، وهي كانت الحجة الرئيسة التي استخدمت للتدخل في هذا البلد. وهذا الامر دفع بالولايات المتحدة الى معارضة اعادة انتخابه لولاية ثالثة في العام 2005. لكن الوضع تغير مع وصول الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الحكم، وقال الموفد الاميركي الجديد الى الوكالة جلين ديفيس في ختام اجتماع لمجلس الحكام “لقد كان بطلا.. لم يعمل احد بهذا الشكل ولمثل هذه الفترة الطويلة ومع هذا القدر من المخيلة وبدون كلل مثل البرادعي”
المصدر: فيينا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©