أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال مايكل مولن أمس أن أمام جورجيا ''طريقا طويلة'' قبل الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي ''الناتو'' لكن عندما تصبح عضوا سيتحمل الحلف مسؤولياته للدفاع عنها، في حين وعد الأمين العام لـ''الناتو'' ياب دو هوب شيفر في تبليسي بتعزز علاقات الحلف مع جورجيا، منتقدا روسيا على استخدامها القوة ''بدون تمييز'' خلال تدخلها العسكري في جورجيا ورفض بقاء القوات الروسية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين·
وبدوره، دعا الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي حلف الأطلسي إلى ''تسريع انضمام بلاده'' إلى الحلف وذلك لدى استقباله شيفر أمس معربا عن أمله في ''العمل خلال اليومين المقبلين سويا بجهد، من أجل ان نظهر ان جورجيا هي فعلا على سكة تسريع انضمامها إلى الأسرة اليورو-أطلسية''·
ووصل شيفر إلى تبليسي أمس على رأس وفد يضم سفراء الدول ال26 الأعضاء في الحلف في زيارة تستمر يومين تهدف إلى اظهار دعم ''الناتو'' لجورجيا بعد شهر على نزاعها العسكري مع روسيا·
وكان رئيس الأركان الأميركية صرح في أنقرة ان ''جورجيا تتقدم على طريق الانضمام'' إلى الأطلسي· وأضاف ''مقارنة مع دول أخرى أصبحت أعضاء، فإن الطريق قد تكون طويلة جدا''· وفي أبريل، قرر الحلف عدم البدء فورا بعملية انضمام جورجيا وأوكرانيا إلى صفوفه وان كييف وتبليسي ''ستصبحان عضوين في الحلف الأطلسي''· وتعارض روسيا بشدة هذه الخطوة· وقال الجنرال مولن انه ''في حال انضمت جورجيا إلى الأطلسي، سيتعهد الحلف بالدفاع'' عنها· وكان شيفر أبلغ صحيفة ''فايننشال تايمز'' أمس ان بقاء قوات روسية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الجورجيتين الانفصاليتين أمر''غير مقبول''· وانتقد شيفر قرار موسكو ابقاء قوات في أبخازيا وأوسيتيا بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه في 8 سبتمبر الحالي بين روسيا والاتحاد الأوروبي والذي ينص على وجوب انجاز القوات الروسية انسحابها من الاراضي الجورجية في 10 اكتوبر· من جهته، اعتبر جيمس اباثوراي المتحدث باسم شيفر ان التصريحات الواردة في ''فايننشال تايمز'' لا تشكل انتقادا للمفاوضات التي اجراها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حول انسحاب القوات الروسية من جورجيا مؤكدا دعم شيفر الكامل للجهود والاتفاقات التي توسط فيها الجانب الفرنسي باسم الاتحاد الأوروبي''·
في موسكو، أفاد الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أمس انه سيوقع ''الأسبوع الحالي'' اتفاقات تعاون بما في ذلك على الصعيد العسكري مع ''جمهوريتي'' أبخازيا وأوسيتيا· وقال ميدفيديف في الكرملين ''سأوقع هذا الأسبوع اتفاقات خاصة حول تطوير العلاقات مع الجمهوريتين تشمل شقا عسكريا''·
وتنوي روسيا ابقاء 3800 جندي في كل من الاقليمين الانفصاليين اللذين اعترفت باستقلالهما بعد النزاع العسكري مع جورجيا· وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أعلن أمس الأول ان الحدود بين روسيا وأبخازيا ستكون ''شفافة عمليا'' على غرار الحدود بين أعضاء الاتحاد الأوروبي·
وبالتوازي، أعطى الاتحاد الأوروبي أمس الضوء الأخضر رسميا لإرسال مائتي مراقب إلى جورجيا لنشرها في المناطق المتاخمة لأبخازيا وأوسيتيا بحلول الأول من اكتوبر المقبل، للتحقق من انسحاب القوات الروسية من هذه المناطق في العاشر من الشهر نفسه طبقا لاتفاق ساركوزي وميدفيديف، وذلك وفقا لتصريحات للمنسق الأعلى للسياسة الخارجية لدول الاتحاد خافير سولانا· كما أكد الاتحاد عزمه تقديم مساعدات مالية لجورجيا بقيمة 500 مليون يورو حتى 2010 لدعم إعادة إعمار فيها·
وفي السياق، قرر الاتحاد نفسه إرجاء مؤتمر بشأن الأزمة في جورجيا كان مقررا له 15 أكتوبر المقبل وذلك بسبب تضارب الموعد مع قمة مقررة للاتحاد الأوروبي في بروكسل في اليوم نفسه· كما اتفق وزراء خارجية الاتحاد أمس على تعيين الفرنسي بيير موريل كبير دبلوماسيي الكتلة لآسيا الوسطى في منصب الممثل الخاص للاتحاد لتنسيق رد الاتحاد على الأزمة في جورجيا·
عدد اليوم
