الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ميداليتا الديحاني والرشيدي تلجمان «حرب الاتهامات»

ميداليتا الديحاني والرشيدي تلجمان «حرب الاتهامات»
18 أغسطس 2016 00:10
الكويت (أ ف ب) انعكس إنجاز الراميين الكويتيين فهيد الديحاني وعبدالله الرشيدي في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جانيرو هدوءاً في «الحرب» المستمرة منذ أشهر، بين جهات حكومية من جهة واللجنة الأولمبية الكويتية واتحادات رياضية محلية من جهة أخرى، بسبب أزمة إيقاف الرياضة الكويتية دولياً. وتوقف تبادل الاتهامات موقتاً وحلت بدلاً منها التهاني الرسمية والشعبية، حتى أن وزير الإعلام وشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود رفض «تسييس» الانتصار وتوجيهه ضد أحد. وعاشت الكويت نشوة الانتصار في ريو بإحراز ميداليتين في الرماية، الأولى ذهبية عبر الديحاني «49 عاماً» في الحفرة المزدوجة «دبل تراب» والثانية برونزية بواسطة الرشيدي «53 عاماً» في الإسكيت. غير أن ثمة غصة عابرة لا يمكن التنكر لها، فقد حرم هذا البلد الخليجي من التغني بعلمه، وهو يرفرف في سماء البرازيل نتيجة قرار الإيقاف المتخذ من قبل اللجنة الأولمبية الدولية منذ أكتوبر 2015 بحق الرياضة الكويتية، بسبب تعارض القوانين المحلية مع الميثاق الأولمبي وقوانين الاتحادات الرياضية الدولية. وشارك رياضيو الكويت في الأولمبياد، بالتالي كرياضيين محايدين تحت العلم الأولمبي. وبعث أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد ببرقيتي تهنئة إلى الراميين الديحاني والرشيدي، مشيداً بهذا الإنجاز الرياضي الكويتي المتميز الذي أثبت قدرة شباب الكويت على تحقيق مثل هذه الإنجازات الرياضية المشرفة. الديحاني الذي سبق له الفوز ببرونزية «دبل تراب» في أولمبياد سيدني 2000 وبرونزية «تراب» في أولمبياد «لندن 2012»، اكتفى بـ«احتفال شخصي» بذهبيته في البرازيل، لأنه صعد إلى النقطة العليا من منصة التتويج، لكنه لم يستمتع بعزف السلام الوطني الكويتي، بل اكتفى بسماع السلام الأولمبي وتابع بحسرة عملية رفع العلم الأولمبي الذي لعب باسمه نتيجة إيقاف الرياضة في بلده. وصرح صاحب الذهبية عقب وصوله مساء الأحد إلى الكويت، حيث أقيم له استقبال رسمي وشعبي: «هذا الإنجاز أثبت وجود دولة الكويت، بصرف النظر عن عدم المشاركة تحت العلم الكويتي، تمثيل البلاد تحت العلم الأولمبي انعكس عليهم «دون أن يحدد من» 180 درجة، والكل في البرازيل هتف: كويت كويت كويت». وأضاف: «الآن يدرك كثير من المشككين أن هذه المشاركة وهذا الإنجاز هما لمصلحة البلد، نجحنا في كسب قلوب المشاهدين والجماهير والعالمين العربي والإسلامي». من جهته، قال الحمود بعد مشاركته في حفل استقبال الديحاني في مطار الكويت في تصريح لصحيفة الرأي: «تعيش الكويت فرحة كبرى، نبارك لفهيد الديحاني حصوله على الميدالية الذهبية، ونثمن جهده وعطاءه الذي شرف من خلاله الكويت والعرب»، وأضاف: «إن شاء الله تكون هذه رسالة لمستقبل زاهر للرياضة وتقدمها»، مؤكداً: «لا نريد تسييس انتصار الديحاني، وتوجيهه لمصلحة أحد، مصلحة الكويت هي الأهم والمستقبل هو الأهم، الإنجاز أكد أن الكويت تستحق منا المزيد». وفي تصريح آخر لصحيفة الأنباء قال الحمود: «نهنئ أنفسنا بإنجاز أولمبي نعتز، ونفتخر به أميراً وحكومة وشعباً، وهو إنجاز محل فخر لكل العرب والخليجيين والكويتيين باعتباره الإنجاز الأهم في الأولمبياد بالنسبة إلينا كعرب». وتابع: «المرحلة المقبلة تحتاج إلى الكثير من العمل، وهناك تحركات في المستقبل لحل الأزمة الرياضية ورفع التعليق المفروض ظلماً على رياضتنا. فعلى الرغم من التحديات التي فرضت على الرياضة الكويتية وتوقفها عن المشاركة الدولية تحت راية علم الكويت فإن إصرار أبناء الكويت على المشاركة في الأولمبياد، حتى لو كان ذلك تحت العلم الأولمبي جاء مؤكداً قدرة الرياضيين الكويتيين على تمثيل بلدهم ورفع شأنها». وعلق رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية الشيخ طلال الفهد، بعد إحراز الرشيدي الميدالية الثانية للكويت قائلاً: «إنه يوم فرح جديد لكل الرياضيين، قدم فيه الرشيدي عصارة خبرته، وأثبت علو كعبه، بل كان قريباً من تحقيق الذهب لولا سوء الطالع». وتابع: «يستحق هذا البطل كل التقدير، فهو من الرماة الذين أمضوا أكثر من 30 عاماً في اللعبة، وكان من الإنصاف أن يتوج مسيرته المظفرة بميدالية أولمبية غالية، وقد تحقق حلمه». وأكد الفهد أن تفاعل الجميع مع انتصارات رياضيينا، وما صاحب ذلك من عواطف جياشة تجاه عدم عزف السلام الوطني، وعدم رفع علم الكويت، يعطي مؤشراً لصناع القرار، لأهمية الرياضة، ولضرورة تغيير النظرة القاصرة والمسارات الخاطئة التي جعلت رياضيينا في مواقف صعبة، سلبت منهم شعور الابتهاج بالنصر التاريخي الكبير. وبموجب لوائح الهيئة العامة للرياضة «جهة حكومية كويتية»، يحصل الفائز بميدالية أولمبية ذهبية «الديحاني» على 5 آلاف دينار كويتي (16500 دولار) شهرياً حتى انطلاق دورة الألعاب الأولمبية التالية، فيما ينال الفائز ببرونزية (الرشيدي) 3 آلاف دينار كويتي (9900 دولار) شهرياً. ولا يخفى على أحد أن إنجاز الديحاني بالتحديد حظي بصدى كبير في الكويت، إذ تسابقت الشركات الكبرى والشخصيات على تقديم مكافآت مادية مجزية إلى صاحب أول ميدالية ذهبية في تاريخ البلاد (حققت 4 ميداليات في المجمل)، وملأت صور فهيد الشوارع والمجمعات التجارية، وبدا أن غياب العلم الكويتي عن مراسم التتويج مجرد غيمة صيف ومرت، مع الإشارة إلى أن هاشتاج «#فهيد_الديحاني فرض نفسه الأكثر تداولاً في البلاد، حيث عبر مغردون من داخل البلاد وخارجها عن سعادتهم بالنتائج المشرفة التي حققها الرامي البطل قبل وبعد إحراز الميدالية الذهبية. ولعبت وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة دوراً في مهاجمة من كان السبب في إيقاف الرياضة الكويتية والذي أفضى إلى حجب رفع علم الكويت لدى تتويج كل من الديحاني والرشيدي. وثمة من اتهم الحكومة الكويتية التي أكدت في نوفمبر 2015 أنها لن تدعم أي لاعب يشارك تحت العلم الأولمبي، فيما حمل آخرون اللجنة الأولمبية الدولية ومن اعتبروهم «حلفاء الداخل» مسؤولية الإيقاف، وبالتالي حجب العلم الكويتي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©