الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

القصة تنمي مهارات اللغة والاستماع والخيال

القصة تنمي مهارات اللغة والاستماع والخيال
1 يناير 2015 21:10
خورشيد حرفوش (أبوظبي) يواجه الأطفال المتوحدون عديدا من الصعوبات الاجتماعية والتي يمكن أن تتمثل في الانسحاب من المواقف الاجتماعية وعدم القدرة على التفاعل الاجتماعي والتقوقع داخل عالم خاص به، بالإضافة إلى عدم اهتمامه بمن حوله وتجاهلهم تماما والانتباه إلى الأشياء المادية الموجودة من حوله، والاهتمام بالجوانب غير الاجتماعية لمن حوله، هذا بجانب عدم قدرته على التعبير عن مشاعره، والاستخدام غير الوظيفي للألعاب، والصعوبة في التقليد والمحاكاة، وضعف التواصل اللفظي وغير اللفظي، وظهور السلوكيات النمطية مثل هز الجسم والدوران حول النفس. يقول خالد بركات، أختصاصي النطق والتخاطب في مركز أبوظبي للتوحد، إن دراسات تثبت أن الأطفال المتوحدون يعانون من صعوبة في القدرة على الاستنتاج، أو تخيل وتصور الإحساس والشعور لدى الآخرين والصعوبة الكبيرة في القدرة على إدراك ما يدور بذهن الآخرين من تفكير، وقد أدت هذه الصعوبات في الوعى والإدراك لدى الأطفال المتوحدين إلى قيام الباحثين بتصميم أحد المواقف الاجتماعية لتحديد مدى قدرة الأطفال المتوحدون على تبني وجهة نظر الآخرين، وتوصلوا إلى أنهم غير قادرين على أخذ ما يفكر به الآخرون في الحسبان، لذا فمن المتوقع أن تكون تصرفات الناس وسلوكياتهم مصدر تشويش للأطفال المتوحدين، لعدم قدرتهم على الربط بين السلوك وخلفيته الفكرية وقد يكون ذلك أحد الأسباب المفسرة للصعوبة في العلاقات الاجتماعية لدى الأطفال الذاتويين بالإضافة إلى طريقتهم الغريبة في استخدام اللغة. من هنا تأتي أهمية التدريب على مهارات التواصل وفهم مشاعر الآخرين، وتعتبر القصة الاجتماعية أداه هامة ومفيدة يمكن استخدامها مع الأطفال الذاتويين للتغلب على هذه الصعوبات، فالقصة الاجتماعية تساعد الطفل على تحسين قدرته على مراعاة مشاعر الآخرين، وتسهل من عملية تكوين الصداقات، وتنمية القدرة على فهمم الخداع، وتنمية مهارات الاستماع والانتظار، كما أنها تساعد في تنمية قدرته على التخيل. ويكمل بركات «القصص الاجتماعية تعتبر نوعاً من الاستراتيجيات التي تستخدم مع الذاتويين لزيادة السلوك الاجتماعي المرغوب فيه، وذلك من خلال تقديم نماذج لاستجابات مرغوبة وتقدم للأطفال في شكل صور وعبارات واضحة تشمل وصفا للمواقف الاجتماعية التي تدور بين الناس، مما يسهم في تنمية التواصل الاجتماعي في مواقف الحياة اليومية المختلفة، بالإضافة إلى أنها تساهم في خفض القلق والتوتر الذي يظهر لدى الطفل في المواقف الجديدة التي يتعرض لها، حيث تعطيه القصص الاجتماعية تصوراً مسبقاً لهذه المواقف. وتختلف القصص الاجتماعية من طفل لآخر بحيث تصمم وفقا لجوانب القصور لدى الطفل من أجل تحقيق الأهداف المراد تحقيقها، وقد تكون على شكل جمل أو صور فوتوغرافية أو مجسمات أو رسومات، مما يقلل من التشويش الناتج عن الكلمات اللفظية التي تحتاج إلى جهد كبير في فهمها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©