الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كاميرا عمرو أبو كحيل تلاحق الوجوه والتراث

كاميرا عمرو أبو كحيل تلاحق الوجوه والتراث
23 ابريل 2011 20:29
يزاحم الصحفيين والمصورين القادمين من مختلف الوسائل الإعلامية في جميع الفعاليات والاحتفالات التي تقام على أرض مدينة العين لدرجة أنك تظنه واحداً منهم لتكرار ملازمته لهم معتبراً عملية نقلها للعالم عبر مدونته الإلكترونية أمانة في عنقه حملته إياها معشوقته التي يسري حبها في شرايينه وأوردته منذ أن بدأ يحترف التصوير الفوتوغرافي. المصور عمرو أبو كحيل شاب فلسطيني يبلغ من العمر 25 سنة ولد وترعرع في مدينة العين، درس المالية والمصارف ويعمل موظفاً في قسم الموارد البشرية في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا. يقول عمرو عن بداياته في التصوير : “دخلت عالم التصوير منذ 6 سنوات متأثراً برفاقي الأجانب الذين أسسوا نادي تاريخ الإمارات الطبيعي وهو ناد يعنى بالبحث بكل ما له علاقة بتاريخ وتراث مدينة العين وتقديمها من قبل هؤلاء الهواة الأجانب المتطوعين (الذين يشكل كل واحد منهم عالماً بعلمه وأبحاثه ودراساته المستفيضة) لكل سائح وأجنبي يزور مدينة العين ويريد التعرف إلى معالمها والحياة الطبيعية فيها، إذ كنت أقوم برحلات استكشافية معهم أتعلم خلالها الكثير وأصور بكاميرا الموبايل حتى نصحوني باقتناء كاميرا متخصصة لشدة ما أعجبوا بصوري.” ويضيف: “اقتنيت أول كاميرا ديجيتال رقمية وصرت أجوب الصحراء والأماكن الطبيعية بصورة فردية ومع أعضاء النادي أصور عالم الحشرات والنباتات عن قرب ليظهر تفاصيلها المتناهية الصغر إذ كان هذا النوع من التصوير يستهويني ولم أكن ألتفت لتصوير أي شيء آخر”. تصوير الحشرات بقي عمرو لمدة 3 سنوات يبحث في خفايا الطبيعة ويلاحق الحشرات والديان والسحالي وغيرها بكاميرته ويخزنها في موقع أو مدونة الكترونية باسمه على شبكة الانترنت ليتسنى لأي أحد الاطلاع عليها، وكان في تلك المرحلة يصور لمجرد التصوير نفسه وليلبي رغبة جامحة تشده نحو معانقة الكاميرا بين أصابعه والتقاط الصور بعينه الحالمة، وبعد أن أثبت وجوده في عالم التصوير العلمي وبات يتقنه إلى حد كبير انعطف خط سيره نحو نوع آخر من التصوير نتيجة تغير الهدف والرسالة التي صار يسعى إلى تحقيقها من خلال موهبته وفي ذات السياق يتابع عمرو : ”حبي لمدينة العين موجود منذ الصغر لطالما اعتبرتها بلدي ومسقط رأسي وبعد أن تعرفت على معالمها عن قرب وأسرار الطبيعة والصحراء والتاريخ العريق الذي تضمه بين جنباتها عبر رحلاتي مع النادي تعلقت فيها أكثر وفي ذات مرة طلبت منهم أن يسمحوا لي أن أقود بدلاً عنهم مجموعة السياح القادمين من بلد آخر وأشرح لهم كمرشد سياحي عن بعض الأماكن التي اصطحبتهم لها في المدينة حتى اكتسبت مخزوناً علمياً ثقافياً كبيراً منهم فوافقوا وأديت ذلك بجدارة لدرجة أن السياح أثنوا علي كثيراً أمام أصدقائي في النادي فشعرت بثقة في نفسي ورغبة في أن أكرر ذلك ومنها أصبحت مرشداً سياحياً بالخبرة آخذ السياح في رحلات سياحية في مدينة العين بعد أن يطلب معارفي وأصدقائي القاطنون فيها ذلك”. علاقة مع الآثار حب عمرو لمدينة العين واكتشافه عبر علاقته بالسياح أنهم يجهلون الكثير عن مدينة العين وكل ما يعرفونه دبي وأبوظبي جعله يتوجه بالتصوير إلى منحى جديد يصور من خلالها الأماكن التاريخية والتراثية والثقافية في مدينة العين وينقل حضارتها العريقة التي لو حاولنا عمل بحث عبر مواقع الانترنت عنها لوجدنا صوراً ومعلومات شحيحة وغير كافية ولا تحمل الصورة الحقيقية العميقة لهذه المدينة الرائعة بالإضافة إلى تصوير جميع الفعاليات والأنشطة والاحتفالات التي تقام فيها وإنزالها في موقعه ليعرف العالم كله وبالأخص الأجانب ماذا يجري في مدينة العين وما تخفيه من حضارة وتاريخ وساعده في ذلك أنه تمكن عبر مهاراته على الكمبيوتر أن يدخل اسمه ضمن محركات البحث الخاصة بالمواقع سواء جوجل أو الياهو فإذا ما أراد أن يعرف أي شخص معلومة عن مدينة العين سيجد نفسه تلقائياً يدخل إلى موقعه. مشكلة الوجوه الوجوه الإماراتية وبالأخص الرجال والنساء الكبار في السن الذين لا يزالون على اتصال وثيق بالتراث سواء بلباسهم أم بحرفهم ومنتوجاتهم وطبيعة حياتهم هم من أكثر ما بات عمرو يستهوي تصويره وفي ذلك برزت لديه صعوبتان يذكرهما ويقول :” عندما انتقلت من تصوير الحشرات والنباتات إلى تصوير التراث والوجوه وقعت في حيرة كبيرة وإخفاق بقيت شهرين أبحث عن سببه إذ اكتشفت أن طريقة التصوير والإضاءة والزاوية الخاصة بالتقاط الصورة مختلفة تماماً فالحشرات تحتاج لإضاءة أكبر لصغر حجمها وقرب أثناء التقاط الصور وزاوية جانبية أما الوجوه فلا تحتاج لتلك الإضاءة العالية ولو أخذت اللقطة عن قرب شديد لن تكون جميلة والزاوية مستقيمة تظهر الملامح الخاصة بالوجوه بجميع جوانبها، أما فيما يخص الصعوبة الثانية التي تعرضت لها في تصويري فكانت في إقناع الكبار في السن بتصويرهم وبالأخص النساء لدرجة أن إحداهن قامت بضربي بالعصا لإصراري على تصويرها وهي تبيع في سوق العين القديم، وأغلب اللواتي صورتهن وثقن بي بعد أن تكرر رؤيتهن لي برفقة المجموعات السياحية التي أحضرها معي لرؤية المشغولات التي يصنعنها والمأكولات التراثية وغيرها “ مدونة عمرو أبو كحيل آلاف السياح جاؤوا لزيارة مدينة العين بعد أن رأوا صورها على موقع عمرو الإلكتروني وهذا بدوره دفعه للاستمرار في ذات الطريق حتى أن أحلامه صارت أكبر من ذلك إذ إنه يتمنى أن يطبع كتاباً يضم صوراً عن مدينة العين وأن يحظى بفرصة عمل برنامج تلفزيوني عن مدينة العين يضم الأماكن التاريخية والتراثية ويحكي عن كل صغيرة وكبيرة فيها.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©