هبوط النفط 4 دولارات تحت وطأة مشكلات مصرفية

انخفضت أسعار العقود الآجلة للنفط الخام أمس أكثر من أربعة دولارات لتسجل أقل مستوى في سبعة أشهر مواصلة التراجع لليوم الثاني على التوالي بعد أن أثار انهيار بنك ليمان براذرز مخاوف من أن تضر أزمة الائتمان بالاقتصاد وتقوض الطلب على الطاقة· وتأثر السوق بتقارير أفادت أن الاعصار ايك تسبب في اضرار طفيفة لمنصات انتاج النفط والمصافي الأميركية· وكان النفط قد تراجع أمس الأول خمسة دولارات· وقال جوناثان كونافل مدير آسيا في هدسون كابيتال انرجي ''اذا استمرت أزمة الاقتصاد فان الطلب سينخفض· هناك حالة فزع نوعا ما في الأسواق·'' وانخفض سعر الخام الأميركي الخفيف لتسليم أكتوبر بما يصل إلى 4,17 دولار إلى 91,79 دولار للبرميل· وبحلول الساعة 08,26 بتوقيت جرينتش نزل 3,41 دولار إلى 92,30 دولار للبرميل· وهوى النفط أكثر من 37 في المئة من المستوى القياسي المرتفع الذي سجله في يوليو عند 147,27 دولار· وهوى سعر عقود مزيج برنت الخام للتسليم في نوفمبر 3,36 دولار إلى 90,88 دولار للبرميل في التوقيت نفسه بعد أن هبط في وقت سابق ما يصل إلى 4,44 دولار مسجلا أدنى مستوى له منذ الثامن من فبراير· وأمس الأول شهدت وول ستريت أسوأ يوم منذ اعادة فتح الأسواق عقب هجمات 11 سبتمبر مع فرار مستثمرين لسلع تعد ملاذا آمنا مثل الذهب· وكان طلب بنك ليمان براذرز الاستثماري إشهار إفلاسه وموافقة بنك اوف اميركا على شراء مؤسسة ميريل لينش ومشاكل شركة التأمين اميركان انترناشيونال جروب قد أثارت مخاوف بشأن استقرار القطاع المالي ومستقبل الاقتصاد العالمي· وقال لاري جريس محلل الطاقة في كيم انج سيكيورتيز في هونج كونح ''اذا هوت ايه·اي·جي ستكون سقطة كبيرة· فعلاقة ايه·اي·جي بسعر النفط في الوقت الحالي أكبر من علاقة السعوديين''· ويضغط على الأسعار توقعات بأن منصات إنتاج النفط والمصافي الأميركية نجت من الاعصار ايك دون أضرار تذكر· ومن المتوقع في خلال أسبوع استئناف جزء كبير من إنتاج الطاقة الأميركية الذي توقف بسبب الاعصار ايك لأن التقارير الأولية تظهر أن العاصفة لم تسبب إلا ضررا طفيفا بمنصات انتاج النفط ومصافيه· إلى ذلك خفضت منظمة أوبك توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2008 للمرة السادسة هذا العام في أحدث مؤشر على أن تباطؤ الاقتصاد يقلص استهلاك الطاقة· وقالت المنظمة المصدرة للنفط إن مستوى إنتاج النفط حسب القرار الذي اتخذته الأسبوع الماضي بخفض الامدادات للمستويات المتفق عليها أكثر من كاف لتلبية الطلب على النفط قبل فصل الشتاء وسيسهم في زيادة المخزونات بمعدل يفوق المتوسط· وذكرت المنظمة في تقريرها الشهري ''ان الوضع الاقتصادي الآخذ في الضعف انعكس على تباطوء نمو الطلب العالمي·'' وأضافت ''بدأ التباطؤ الاقتصادي ينتشر خارج الولايات المتحدة إلى أوروبا واليابان وهناك مخاطر لامتداد التأثير لمناطق أخرى''· والتقرير أول رسالة جماعية من اوبك منذ قرارها الأسبوع الماضي خفض الامدادات الفعلية عقب هبوط حاد في أسعار النفط صوب مستوى 100 دولار للبرميل· وذكر التقرير الشهري لسوق النفط لشهر سبتمبر أن الطلب سيرتفع بواقع 880 ألف برميل يوميا هذا العام أي أقل بنحو 120 ألف برميل عن التوقعات السابقة· وسبق الخفض الأخير خفض لتوقعات الطلب في تقارير أغسطس ويوليو ويونيو ومايو وفبراير لهذا العام· وتركت المنظمة توقعات نمو الاستهلاك العالمي لعام 2009 دون تغيير يذكر· وتوقعت زيادة بواقع 870 ألف برميل يوميا· وتوقعت اوبك ان تقل الزيادة في انتاج الدول غير الاعضاء في أوبك هذا العام والعام المقبل· وقلصت توقعاتها للامدادات من خارج اوبك في عام 2008 بحوالي 70 ألف برميل يوميا إلى 49,94 مليون برميل يوميا وخفضت توقعات العام المقبل بنحو 140 ألف برميل إلى 50,81 مليون برميل يوميا· ونتيجة لذلك ذكرت أوبك أن الطلب على خامها سيبلغ 32 مليون برميل يوميا في عام 2008 في المتوسط أي أقل من انتاج المنظمة في أغسطس الذي بلغ 32,5 مليون برميل يوميا·