الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

د.ابتسام الكتبي: المرأة صنو الرجل وليست تابعة له كما كان الحال سابقاً

د.ابتسام الكتبي: المرأة صنو الرجل وليست تابعة له كما كان الحال سابقاً
1 ديسمبر 2009 01:28
تسعى الدكتورة ابتسام الكتبي إلى طرح ونقاش العديد من القضايا المتصلة بالمجتمع الإماراتي، مثل المواطَنة وحقوقها، ودور المرأة في تحقيق النهضة التي تشهدها الدولة، فضلا عن ملف مهم يشغل بال كل مواطني الدولة على اختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية، هو ملف التركيبة السكانية. دراسة وخبرة تلقت الكتبي علومها الجامعية في جامعة القاهرة عام 1989، حيث درست العلوم السياسية، وحصلت على درجة الدكتوراه من ذات الجامعة عام 1997. ولفتت إلى أن هذه السنوات أكسبتها خبرة وصلابة غير عادية، كانت خير داعم لها في المراحل التالية من حياتها، خاصة وأن المجتمع المصري- حسبما تقول- يتمتع بثراء ثقافي وحضاري قل مثيله في بلدان أخرى، وهو ما أعطاها سعة أفق، وعمق في إدراك مفردات الحياة العلمية والثقافية، وجعل من ممارستها للعمل الأكاديمي عند العودة إلى الوطن أقل صعوبة عما توقعت أن تلاقيه في بداية حياتها المهنية. وفي هذا الإطار أوضحت الكتبي، أن عملية التأقلم مع البيئة الجامعية في الإمارات، استغرقت فترة زمنية وجيزة، تمكنت خلالها من تحقيق مكانة متميزة ضمن هيئة تدريس جامعة الإمارات في العين، وصارت واحدة من الرعيل الأول اللواتي أثبتن وجودهن في ساحة التعليم الجامعي، كنتيجة طبيعية لاهتمام ودعم أولي الأمر للمرأة، ودفعها لأخذ دور فاعل في مسيرة البناء والتقدم. وبالحديث عن العمل وما به من إرهاق ومشقة، قالت «من الطبيعي أن يكون لكل عمل تبعاته، ومن ثم فلابد من الإرهاق، غير أن التغلب على هذا الشعور يحدث بشكل تلقائي عندما نستشعر نجاحنا فيما نقوم به أيا كان العمل الذي نقوم به، آنذاك تتحول مشاعر التعب والكد، إلى مشاعر لذيذة ومقبولة». أعمال بحثية أشارت الكتبي إلى أن خوض المرأة للعمل في أي مجال مسألة طبيعية، لعدم وجود أية أعمال حكر على الرجال دون النساء، وإنما المعيار الوحيد للخوض في أي تجربة أو عمل جديد، هو القدرة على التجديد والإبداع والإضافة لأي عمل نقوم به. وأضافت: إنما هناك حاجة لمراعاة المرأة في المسائل المتعلقة بالعناية للأطفال، ويجب تيسير السبل أمامها لمتابعة أبنائها، سيما في أعمارهم المبكرة، وذلك من خلال إنشاء مؤسسات اجتماعية رديفة، ومنها حضانات في أماكن العمل، بالإضافة إلى منح المرأة إجازات معقولة لا تؤثر على مجريات العمل، وذلك لمساعدة المرأة العاملة في الحفاظ على التوازن الصعب بين أدوارها المتعددة، كزوجة، وأم، وإنسانة ناجحة لها كيانها في المجتمع. وبالنسبة لطموحها الشخصي، أكدت على أن جل طموحها ينحصر في ترك بصمة مميزة في مجال البحث العلمي، وهو ما تسعى إلى تحقيقه، وبدأ يؤتي ثماره من خلال اهتمام كثير من الدارسين والأكاديميين في الشرق والغرب، بأعمالها البحثية المسجلة في موقع «أكاديما» الموجود على الشبكة العنكبوتية، ويضم العاملين في الحقل العلمي والأكاديمي من كل أرجاء العالم، وعبره يتم نشر أبحاثهم ودراساتهم على أقرانهم من العلماء والباحثين. وهذا الاهتمام من جانب كثير من أعضاء «أكاديما»، تعتبره الكتبي وساما على صدرها وتتويجا لرحلتها مع العلم، امتدت لأكثر من عقدين من الزمان. ثنائية الرجل والمرأة وعن موقع المرأة في المجتمع وهل هي تابعة للرجل أو موازية له؟ تقول الكتبي إن تلك المسألة لا يمكن إصدار حكم قاطع بشأنها، لأنها متغيرة بتغير المجتمع، وبالتطور الذي يلحق به، وتشير إلى أن «المرأة الإماراتية منذ مجتمع ما قبل النفط، كان يعتمد عليها في أمور كثيرة، حين كان زوجها يغيب فترات تمتد إلى 6 أشهر في رحلات الغوص لجمع اللؤلؤ، ومع ذلك لا نستطيع القول سوى أن المرأة كانت تابعة للرجل ولم تكن أبدا موازية له، نظرا للموروثات الاجتماعية، التي تضع المرأة دائما في مكانة لاحقة للرجل.. كما أن المرأة ينظر إليها دائما على أنها أقل فسيولوجيا من الرجل، ومن ثم فالبعض يعتقد أنها أقل من الرجل فكريا». تسترسل مضيفة «في ظل عملية الانفتاح الحضاري التي نعيشها وتطور التعليم، تضاءلت دعوات تهميش المرأة والتقليل من إمكانياتها، وبدأ يحدث نوع من التمكين للمرأة ودفعها للوصول على مناصب قيادية، وصارت هناك قناعات مجتمعية وأسرية بأهمية مشاركة المرأة وبأنها صنو الرجل وليست تابع له كما كان الحال في الماضي. وتتابع «نظرا للمكانة المرموقة التي وصلت إليها المرأة الإماراتية الآن، يجب الكف عن استخدامها كواجهة للتدليل على تقدم المرأة، لأنها بالفعل تمتلك طاقات وإمكانات هائلة، ومن ثم يجب أن لا يكون دورها شكليا، وعلينا وضع الإنسانة المناسبة في المكان المناسب، سيما وأن المرأة في بلادي تمتلك عقل نبيل وراجح». القلب والقالب في سياق مواز لفتت الكتبي إلى أن «عمل المرأة لا ينتقص أبدا من أنوثتها ولا من دورها كزوجة، وأم، وركن أساسي في الأسرة، وهذا الرأي يراد به النيل من المرأة، لأن المجتمع يحتاج الجميع للخوض في مجالات العمل المختلفة، لإيقاف هذا السيل الزاحف من العمالة غير الوطنية، بما تسببه من تداعيات خطيرة على موروثاته القيمية. غير أن عمل المرأة يجب أن يكون مؤطرا بأخلاق العمل، وسعيها إلى تجويده، ولا يتم تسليع المرأة، وأن لا تكون مجرد شكل وأزياء، خاصة بالنسبة للواتي هن في بداية حياتهن العملية». وأوضحت الكتبي «لا مانع من أن يكون القالب جميل، ولكن الأجمل أن يكون القلب أجمل، وذلك يتم بالابتعاد عن التسطيح، وإدراك أن الانفتاح على الآخر، ليس في الماكياج والموضة فقط، وإنما يتعداه إلى المعلومات والمعارف، الواجب الاستفادة منها جديا وجيدا». ملفات عديدة انتقلت الكتبي، إلى الحديث عن هموم الوطن فقالت «هناك ملفات عديدة نتمنى أن يتم إغلاقها ويتم حلها بشكل جذري وعلى رأسها خلل التركيبة السكانية، وضرورة حلها بأسلوب علمي وصحيح، ويراعي البعد الوطني، والقومي، وتعزيز الهوية بعيدا عن أي حسابات اقتصادية». وأردفت «أن لديها تصورات لحلول لهذه المشكلة، غير أن ذلك بالتأكيد لن يأتي بين يوم وليلة، لأن المشكلة تأخذ شكل مختلف باستمرار، وفي النهاية تظل باقية، غير أنه يمكن التوصل إلى حل عملي لها بشيء من الجهد والتخطيط السليم». وفي ذات السياق أكدت الكتبي على «ضرورة ترسيخ أسس الدولة الاتحادية، وتدعيم المبادئ الدستورية، والمساواة بين الجميع، وتحقيق تكافؤ الفرص بين جميع أبناء الإمارات، وأن لا يشعر المواطن بأنه غير مرغوب في إمارة أخرى غير التي ولد فيها. ويجب أن تكون التنمية متوازنة بين الجميع، والدافع للقرار للصالح العام، وليس المصالح الضيقة، لأن الفرد يذهب وتبقى الجماعة». جناحي النهضة تشير د. الكتبي دائما إلى «ان أي مجتمع لا يستطيع أن يطير إلا بجناحين، وهما المرأة والرجل، فالكل ساهم في النهضة نساء ورجالا وبنفس القدر، خاصة لو رصدنا الأدوار المختلفة التي تقوم بها المرأة ومنها دورها في البيت، الذي هو واحد من أهم الأدوار، ولكن قد لا يلتفت إليه الكثيرون، ومع ذلك فإن المرأة الإماراتية حضورها ظاهر ولافت في كل المجالات العلمية والمعرفية، وأيضا الثقافية والاقتصادية والسياسية»
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©