الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حمى الإسراف تجتاح نون النسوة

حمى الإسراف تجتاح نون النسوة
27 يونيو 2010 21:10
هوس تعاني منه المرأة أكثر من الرجل، يساعد النساء المصابات به على التخلص من الأفكار غير المرغوبة، والتحرر من المشاعر المؤلمة التي تلح عليهن، ونظراً لإدمانهن على الإسراف بشكل دائم ومستمر بمبرر أو غير مبرر، استغل الكثير من القائمين على الحملات الترويجية ذلك المرض من خلال طرح كل حديث وجديد عن الأناقة وكل ما يتعلق بهوس التسوق. الإسراف النسائي هو حالة من الإدمان تصيب المرأة، وتفقدها القدرة على السيطرة على إرادتها وتبدأ الحالة بشراء القليل من البضائع التي تشعر المرأة بشيء من الراحة، ثم تتطور الحالة وتأخذ في زيادة مشترياتها لتشعر براحة أكبر، وفي بداية الإصابة تكون سعيدة، ولكن بعد ذلك تشعر بالضيق وكآبة وخجل من نفسها، وترى نفسها غير جديرة بالإقدام على ما ترغب به، ولهذا تصنف المصابات بمثل هذا الهوس إلى نوعين، أحدهما يتميز بقدر من العقلانية والقدرة على التحكم، والآخر مدمن متفلت من كل الضوابط، وتكمن مشكلة المرأة المصابة بهذا الهوس أنها تنكر كونها كذلك، وتبرر شراءها المستمر بأنها محتاجة لتلك الحاجيات. مناسبة هذا الكلام هو ما أعلنته محاكم رأس الخيمة مؤخراً عن ارتفاع عدد الخلافات الأسرية التي شهدتها خلال الأشهر الخمسة الماضية إلى وجود (350خلافاً )، واحتل العامل المادي، وإسراف الزوجات، وعدم قدرة الأزواج على تلبية المتطلبات المادية للأسر مرتبة الصدارة في قائمة المشاكل التي تعاني منه الأسرة الإماراتية. مرض الشوبينج زوجته مريضة بمرض «الشوبنج» تشتري أضعاف ما تستهلك من عطور وإكسسوارات وملابس، وماكياج، ثم تندم، وتعلن توبتها، ثم تعود مرة ثانية وثالثة لهوس التسوق. هكذا يقول حسام رائد، موظف:»كنت أتمنى أن تكون زوجتي معتدلة في إنفاقها، فهي لا تدرك قيمة الجهد الذي أبذله للحصول على المال، فبعد أن ينزل الراتب بيومين تبدأ طلباتها التي لا تنتهي إلا مع نهاية الشهر، تبدأ بالتجول في الاسواق لتعبئة خزانتها وخزانة الأولاد بالملابس، وإذا نقصها شيء من النقود يبدأ الصراخ في المراكز التجارية، وفي المنزل وعند أهلها وأهلي». لا ترى نهى عادل (ربة بيت) في أدوات التخسيس والتنحيف التي اشترتها، والتي تملأ غرفتها من أدوات رياضية وحزام التنحيف، وكريمات البشرة هدراً للمال من غير فائدة، أو تصرف يمكنه أن يؤثر ذلك علي ميزانية البيت، فحسب كلامها «كل ذلك من أجل سعادة زوجها في النهاية، والاهتمام برشاقتها أولًا». اعتدال وتوازن لكن الأمر مختلف وفق فيصل رشيد، حيث يرى إن الزوجة المسرفة تلحق الضرر ببيتها الزوجي، وسبب ذلك من وجهه نظره: «إنها مثل «السوس» ينخر في عظام الأسرة بتصرفاتها الهوجاء، وعدم قدرتها على إدارة المنزل، وكل الذي يهمها إشباع رغبتها فقط، ويبدو سوء تصرفاتها واضحاً حينما لا تدرك حقيقة ميزانية بيتها، وكل الذي يهمها إشباع رغبتها فى الإسراف، ولابد أن يكون هناك اعتدال وتوازن وتقدير لميزانية البيت، وعلى الإنسان أن يكون وسطياً». إسراف مبالغ من جهته يعترف عثمان حسن أن زوجته مسرفة للغاية، وهو لشدة إسرافها يتمنى لو كانت امرأة بخيلة، ويقول:»هذا السلوك الاحظه كثيراً عند اقتراب موسم السفر، أو زواج فلانة من علان، فالهدايا هي الهم الأول الذي تفكر فيه زوجتي، المهم أن تعمل «اللزوم». وهي في أحيان كثيرة ترغب بشراء الكثير من الأشياء غير اللازمة، وتتجادل معي كثيراً حول السعر عندما نكون في مركز تجاري، طلباتها لا تنتهي، وهي تشتري من كل شيء كميات كبيرة وخزانتها مليئة بالملابس، كما أنها لا تبخل على نفسها بشراء الذهب والمجوهرات، وتوصي النساء عادة بالإسراف، خاصة المتزوجات غير العاملات، لأنهن لا يدركن صعوبة الحصول على المال فينفقنه من دون وعي. لكن هذا لا ينفي وجود الكثير من النساء اللواتي يميزن بين مصروف المنزل ومصاريفهن الشخصية». القيادة الضائعة نساء «مريضات» بالتسوق، ينفقن بغرض الإنفاق فقط ومن دون دراية، وهذا ما يخلق المشكلة بين يوسف الدين مع زوجته أم هاني يقول:»تنشأ مشكلة الإنفاق عادة بيني وبينها حيث اصر على قيادة المنزل لأني أنا الذي أجني المال، والمال الذي أعطيه لزوجتى هو مصروف المنزل لا مصروفها الشخصي، لكن زوجتي المصونة تنفق كل مبلغ أعطيه لها على كل شيء يعجبها، المهم أن ترجع وهي تحمل بيديها أكثر من ثمانية أكياس متنوعة، ومن محال عالمية ليقول عنها إنها تشتري «ماركة». ويشعر حميد الملا، موظف، بحرقة في قلبه سببها زوجته. يقول بغيظ: «أشعر أن زوجتي تتحسن حالتها وتكون في قمة الفرح حين تتسوق، بينما أنا أشعر أن ضغط دمي يرتفع وتتسارع نبضات قلبي وتتوتر أعصابي حين تشتري بمبالغ كبيرة، دون ان يهمها أي شيء، المهم أن تشتري كل ما ترغب به، وكثيراً ما تحدث المشكلات بيني وبينها بسبب الفاتورة، إذ ليس من المعقول خلال التجول في السوق الذي قد يمتد من ساعة إلى ساعتين أن تنفق هذه الأموال في لمح البصر، فأنا أتعب عليها ولاتأتي بسهولة». البيت السعيد هو الذي يقوم على تفاهم وتنظيم وتخطيط جيد، يقول سالم إبراهيم ويضيف: «أنصح كل زوجين أن يعدا ميزانية الأسرة بدقة متناهية ودراسة واعية، وأهم شيء ألا تكون النفقات أكثر من الموارد والدخل كيلا تختل الميزانية، ولابد أن يعلم الزوجان أهمية المال وضرورة إنفاقه في المفيد، بعيداً عن كل مظاهر البخل والإسراف حتى ينعما بحياة زوجية هانئة» . ضحية الإعلان إسراف المرأة الزائد سببه الإعلانات تشرح ليلى أحمد، موظفة، الموقف بقولها: «كثيراً ما تقع المرأة ضحية الإعلانات، ففي الجمعيات والمراكز التجارية والأسواق والتلفزيون هذا الضيف الثقيل الذي يسلب الجيوب بطريقة تجعل المرزة التي لاتريد أن تشتري بإغرائهم المستمر والمتواصل تشتري ما لا ترغب به». تتابع ليلى موضحة: «نظراً لولعي بالحقائب النسائية وجدت نفسي لاشعورياً أقود السيارة إلي المحل الذي تم الإعلان عنه في التلفزيون عن الحقائب الجديدة التي وصلت، ورغم ارتفاع سعرها، فلم يشكل ذلك أي مشكل، بل العكس سحبت من بطاقة الفيزا أيضاً. لكن المصيبة الكبرى التي لم أحسب حسابها هي «فرمانات زوجي»، فقد ارتفع ضغطه من فاتورة إسرافي. وكان التهديد والوعيد إن تكرر الأمر أن يكون مصيري هو بيت أهلى». النساء أكثر إسرافاً للطب النفسي رأي في المسألة يوضحه الدكتور أحمد عمر قائلًا: «إن هذه الظاهرة عادة ما تكون ردة فعل انفعالية، تتولَّد في نفس المرأة وتدفعها في لحظة عابرة تحت قوة الاندفاع التي تسيطر عليها من أجل تحقيق هذا الانفعال، وهذا يمثل عندها طريقة تعويض عن حاجات ورغبات مكبوتة، وهذه الظاهرة أكثر شيوعاً بين النساء، بحثاً عن الرضا والسعادة المفتقدة. هناك نوعان من النساء اللواتي ينفقن، يذكر ذلك الدكتور أحمد ويقول: «هناك من تعرف جيداً قيمة المال فتنفق ضمن المعقول لأنها تدرك مدى التعب في الحصول على المال، خاصة المرأة العاملة التي تنفق في المكان الصحيح، ولكن هذا الأمر لا يرتبط فقط بالمرأة المعاملة، فكثير من النساء ينفقن بطريقة معقولة ولو لم يكن عاملات». يتابع الدكتور: «كثيرات من النساء يعاقبن أزواجهن عن طريق الشراء بزيادة، وهو نوع من انتقام المرأة لزوجها إن كان لايعطيها المال أو إنه بخيل زيادة عن اللزوم، فتكون ردة فعلهن «الإسراف المتعمد»، في مقابل ذلك هناك الكثير من الرجال يعطون زوجاتهم مصروف المنزل والأولاد من دون تخصيص أي مصروف خاص بالزوجة وحدها، ولكن لو حللنا الموضوع لوجدنا أن الزوج وحده ينفق أكثر من عائلته بالكامل، وهذا ما يدفع الزوجة إلى أن تنفق بطريقة مسرفة ثأراً منه». ‏ولا شك أن الآثار خطيرة خاصة على ميزانية الأسرة واستقرار الحياة الزوجية، وانتشار الثقافة الاستهلاكية وشيوع العقلية المترفة، وتفشي أساليب البذخ والمباهاة على حد تعبير الدكتور أحمد.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©