انهيار ليمان يثير مخاوف من أزمة مالية

يثير انهيار بنك ليمان براذرز الأميركي المخاوف من دخول العالم في اسوأ أزمة مالية منذ قرن، حسب المحللين· وتقدم البنك بطلب حمايته من الدائنين بموجب قانون الإفلاس، في نيويورك أمس الأول· وتردد صدى هذا القرار حول العالم، حيث تأثرت به البورصات العالمية وأسواق السلع والبنوك المركزية والحكومات وغيرها من المؤسسات المالية· وصرحت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاجارد ''هذه صدمة''· وقال الرئيس السابق للاحتياطي الفدرالي الاميركي الان جرينسبان إن هذه أزمة تحدث ''مرة كل نصف قرن وربما مرة كل قرن''· اما المرشح الديموقراطي للرئاسة الاميركية باراك اوباما فوصفها بانها ''أخطر أزمة مالية'' منذ الركود الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي· ويقول محللون ماليون إنه كان على العالم أن يدرك أن هذه الأزمة ستحدث عندما تم إنقاذ شركتي فاني ماي وفريدي ماك الاميركيتين العملاقتين للقروض السكنية، وكذلك بنك بير ستيرنز للاستثمار هذا العام· إلا أنه من الصعب التحكم في حجم هذه الأزمة· وقال ايلي كوهين استاذ الاقتصاد في معهد ''سيانس- بو'' الفرنسي ان ''هذه قفزة الى المجهول لأن هذه أول مرة نرى فيها مصرفا عملاقا ينهار''· أما مايكل اجليتا استاذ الاقتصاد في جامعة نانتير في باريس، فقال ''لقد كانت هذه كارثة تتحرك بشكل بطيء وتتكشف على مدى العام الماضي''، حيث انخفضت الائتمانات واصبحت الاقتصادات الغربية على وشك الدخول في ركود· وأضاف أن السماح بوضع حد لفوضى الديون الكبيرة التي يعاني منها بنك ليمان براذرز بالاعلان عن الافلاس يهدد ''بإدخال النظام المالي باكمله في حالة من الفوضى''· وأضاف اجليتا ان المؤشرات التحذيرية كانت واضحة عندما تم انقاذ بنك ''بير ستيرنز'' في مارس الماضي وسيطرة الحكومة الاميركية على شركتي ''فاني ماي'' وفريدي ماك'' هذا الشهر· وأضاف أن ''الأزمة كانت تتصاعد حتى وصلت الى الشهر الحالي''· وقال ان الاحتياطي الفدرالي ووزارة الخزانة الاميركية لم يرتبا صفقة انقاذ عامة لبنك ليمان براذرز الا انهما قدما اموالا لبنوك ''بطريقة استثنائية'' بعد انهيار البنك· كما قامت عشرة بنوك دولية كبرى بإنشاء صندوق طوارئ بقيمة 70 مليار دولار لمساعدة البنوك النظيرة لها التي تحتاج الى سيولة· إلا أن اليأس لم يكن هو الشعور السائد· فقد قال الخبير الاقتصادي جوزف ستيجلتز الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد امس ان الازمة التي تعاني منها الاسواق المالية لن تشكل ''خطرا منهجيا على المدى القصير''، وأضاف ستيجلتز الذي فاز بالجائزة في عام 2001 لوكالة فرانس برس إن الاضطرابات التي أثارها انهيار بنك ليمان براذرز الاميركي للاستثمار لن تكون بخطورة انهيار البورصة الاميركية عام 1929 التي قادت الى الركود الكبير· واضاف ان ''الرأي السائد هو أن لدينا ادوات وسياسة نقدية ومالية تمكننا من معرفة كيفية تجنب حدوث ركود كبير آخر''· وأضاف أنه في الجو الحالي فإن ''الاعتقاد السائد هو أن الاحتياطي الفدرالي الاميركي ووزارة الخزانة الاميركية درست المخاطر قبل ان تتخذ قرارها بعدم التدخل لإنقاذ بنك ليمان''· وقال إنه من المرجح أن تساهم الاضطرابات الحالية ''في تباطؤ حقيقي ولكن ليس في ازمة حقيقية، أي انهيار عدد كبير من المؤسسات المالية''· أما لوران كيجنون الاقتصادي في بنك ''بي ان بي - باريباس'' فقال إن مخاطر حدوث انهيار مالي ''متوسطة جدا ومن الصعب تخيل ان تسمح السلطات الاميركية بحدوث اعداد كبيرة من الافلاسات''· واضاف ''لقد حدثت ازمات مصرفية هائلة في اليابان والسويد والنروج وكان الحل هو التأميم''·