السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فوبيا الطيران (2)

فوبيا الطيران (2)
17 سبتمبر 2008 00:50
تحدثنا الأسبوع الماضي عن فوبيا الطيران··وكيف أنه قد يبدو موضوعاً مضحكاً بعض الشيء ولكنه يمثل مأساة لبعض الناس، أو الملايين من الناس الذين يخشون بالفعل ركوب الطائرات حتى الآن·· وقلنا إن هؤلاء لا يعرفون الكثير من الحقائق عن الطيران في العصر الحديث··فهذا الإرث الثقافي الذي يخيف الناس من الطيران أصبح الآن جزءاً من الذكريات··ويجب أن تتغير المفاهيم القديمة وتنتشر ثقافة جوية حديثة بين الناس· أولى خطوات القضاء على فوبيا الطيران هي أن نعلم أن حوادث الطائرات تمثل أقل من 1 في المائة لكل مليون رحلة··! وهو رقم ضئيل جداً بالنسبة لوسائل النقل الأخرى، ويقل عن عدد ضحايا حوادث السيارات مثلاً، وإذا كنا يجب أن نعاني من فوبيا معينة··فكان الأكثر منطقية أن نخاف من ركوب السيارات! ويعود الفضل في قلة عدد حوادث الطيران، وقلة عدد ضحايا الطيران في العصر الحديث إلى ما يسمى بتقنيات التحقيق في حوادث الطيران··فهناك علماء باتت مهمتهم الأصلية متابعة حوادث الطيران بدقة في كل انحاء العالم، وتلافي اسباب الحوادث الفنية والبشرية، وهذا العلم الحديث أدى بالفعل إلى تقليص عدد الحوادث إلى اقل نسبة ممكنة، ولا تزال الجهود الرامية إلى وصول البشرية إلى طيران آمن تماماً مستمرة··وأصبحت تكنولوجيا الطائرات الحديثة تمكنها من تلافي أي حالات طارئة تحدث اثناء الطيران، لدرجة أن معظم الطائرات الحديثة يمكنها الهبوط بأمان حتى إذا توقفت المحركات تماماً في الهواء! وباتت دول العالم تقوم بتقييم الطائرات التي تستخدمها شركات الطيران، وتمنع الشركات التي لا تلتزم بمعايير السلامة الجوية من الطيران أو التحليق أو المرور في أراضيها، حيث إنها تمثل خطراً على سكان البلاد ومن يعيشون على الأرض· وهذه المعايير الصارمة، والتكنولوجيا الحديثة هي التي قللت من حوادث الطيران في العالم، ومن ملايين الرحلات التي تقلع وتهبط خلال السنة يتعرض عدد قليل جداً لحوادث، لذلك لابد وأن يستعيد البشر الثقة في صناعة الطيران، ويتأكدوا من وجود آلاف الخبراء حول العالم يعملون ليل نهار من اجل سلامة ركاب الطائرات··فقد ساهمت هذه الصناعة في تطور البشرية بشكل كبير، وسهلت وصول السلع والبضائع والغذاء والإنسان من مكان إلى آخر·· وسيظل الإنسان مرتبطاً بالطيران على الدوام·· وقد لاحظت أن بعض القنوات الفضائية في الفترة الأخيرة ركزت على عرض افلام وثائقية قديمة عن حوادث الطيران أو التاريخ الأسود للطيران·· والأفضل أن تبدأ وسائل الإعلام في التركيز على حقائق العلم الحديث في هذه الصناعة··وما وصلت إليه من تطور مثير للدهشة· وإذا كان الإعلام هو المسبب الرئيسي لمرض فوبيا الطيران··فعليه أن يكون أميناً في نشر ثقافة جوية حديثة، تأخذ الناس إلى ذلك العالم الجديد من التطور البشري، وتعرض عليهم حقائقه والجهود المبذولة من أجل الطيران الآمن··فها أقل واجب على الإعلام· وحياكم الله· إبراهيم الذهلي رئيس تحرير مجلة أسفار السياحية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©